الجميع ينتظر أسئلة مرتبطة بثورة 25 يناير فى امتحانات الثانوية العامة، والشاطر اللى يخمّن السؤال وإزاى يتجاوب عليه، مافيش وقت فى الامتحان عشان الطالب يفكّر فى الإجابة، لازم يكون متوقعها وعارف إزاى يجاوب عليها». هكذا لخصت داليا محمد مدرسة التاريخ بمدرسة خالد الطوخى الثانوية بالمنصورة التنافس الدائر الآن بين مواقع تعليمية على الانتريت ومدرسين خصوصين بالمواد المختلفة حول الأسئلة المتوقعة. الامتحانات تنطلق السبت المقبل للمرحلتين الأولى والثانية من الثانوية العامة فى اللغات والدراسات الاجتماعية والمواد الفلسفية. حرب التوقعات اشتعلت بعد أن تضمن امتحان الشهادة الابتدائية بالقاهرة سؤالا حول معنى الثورة، وامتحان الاعدادية بالقاهرة سؤالا حول دور الشعب بعد الثورة فى التنمية. «امتحان التاريخ ممكن يرتبط بالأحداث الجارية من خلال أسئلة التعبير عن الرأى، والتى ستتيح للطالب الحرية فى التعبير خاصة بعد الغاء الجزء الخاص بالحزب الوطنى ومصر بعد حرب أكتوبر من المنهج المقرر على الطلاب» بحسب داليا. أما نادية عبدالمنعم مدرسة التاريخ بمدرسة جناكليز الثانوية بالاسكندرية فترى أن منهج التاريخ فى الثانوية العامة به بعض الأجزاء التى يمكن أن تكون مدخلا لسؤال عن الأحداث الجارية، كأن يطلب من الطالب المقارنة بين ثورة 25 يناير وثورة 23 يوليو أو المقارنة بينها وبين الثورة الفرنسية من حيث الأسباب والدوافع التى أدت إلى قيام كل منها، ومطالب الثورة، والنتائج المترتبة عليها. «أسئلة التاريخ تفتح الباب أمام واضع أسئلة الامتحان فى ربطها بالأحداث الجارية من خلال أسئلة ما رأيك، وما مقترحاتك، والتى من خلالها يستطيع الطالب التعبير عن رأيه من خلال متابعته لتطورات الأحداث من خلال وسائل الإعلام». ويتوقع ناصر شعلان مدرس اللغة العربية بالسعيدية الثانوية أن يأتى السؤال حول دور الشباب فى النهوض بالأمة بعد الثورة، أو توجيه برقية إلى أهالى الشهداء أو برقية للنهوض بالوطن، «هذه الأسئلة يمكن ربطها أيضا بموضوعات فى القراءة مرتبطة بالأحداث الجارية، مثل دروس القدس عربية إسلامية، والعلم فى الإسلام والأرقام العربية، وغربة وحنين بمنهج النصوص للصف الثالث الثانوى الذى يتحدث عن حب الوطن، ودرس كم تشتكى «مؤكدا أن جميع هذه الموضوعات يمكن أن تحتوى على أسئلة يعبر فيها الطالب عن رأيه فيما يحدث الآن، مثل «ما رأيك»، «ماذا تقول فى..». واتفقت توقعات المعلمين مع توقعات عدد من المواقع التعليمية على شبكة الانترنت، فعرض موقع بوابة الثانوية العامة ضمن توقعات أسئلة الامتحان فى مادة اللغة العربية ما يدور حول دروس «القدس، العلم فى الاسلام، الارقام العربية» فى القراءة، و«غربة وحنين» فى النصوص، وركز موقع بوابة التعليم المصرى على درس «القدس» فى أكثر من موضوع للمراجعة لارتباطه بالأحداث الجارية. فى حين حذر خبراء تربويون من الاعتماد على وسائل الاعلام فقط للإجابة عن مثل هذه الاسئلة، وقالت الدكتورة عايدة أبو غريب أستاذ مناهج الدراسات الاجتماعية بالمركز القومى للبحوث التربوية أنها لا تلوم واضعى أسئلة امتحانات النقل أو الدبلومات الفنية أو الثانوية العامة إذا ضمنوا أسئلة الامتحانات أسئلة حول ما وصفته بأكبر حدث جرى فى تاريخ مصر المعاصر، وهو ثورة 25 يناير، حتى إن لم تدرس هذه الموضوعات داخل الفصول الدراسية، وحتى إن ادعى الطلاب أو أولياء الأمور أنها من خارج المنهج، على اعتبار أن المعلم ومدير المدرسو الواعيين من واجبهما أن يدربا تلاميذهما على الاجابة عن مثل هذه الاسئلة من دون انتظار للتعليمات. وأبدت أبو غريب قلقها من أن تأتى الاسئلة بشكل غير علمى على غرار ما حدث فى أحد امتحانات النقل، داعية لأن تدرس الفرق المشاركة فى وضع امتحانات الدراسات الاجتماعية والفلسفة والمنطق واللغة العربية واللغات الأجنبية كيفية ربط مثل هذه الاسئلة بالمنهج وأهدافه من ناحية، وتحديد درجات هذه الاسئلة وماذا تقيس من قدرات الطالب بالضبط. ونصحت الطلاب بعدم الاعتماد على وسائل الاعلام فقط للاجابة عن مثل هذه الاسئلة، بل مناقشة ما يتلقونه منها من هذه الوسائل مع الاسرة ومدرس المادة، ليمكنهم الوصول إلى مفاهيم علمية حول هذه الأحداث بعيدا عن البلبلة.
