كثف حلف شمال الأطلسي "ناتو" من ضرباته الجوية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي اليوم الأحد، ونفذ سلسلة من الهجمات في العاصمة طرابلس ومدينة البريقة الشمالية. وذكر موقع ثورة 17 فبراير الإخباري المعارض على شبكة الإنترنت أن طائرات حربية قصفت ثكنات عسكرية في طرابلس صباح اليوم الأحد، وشنت مروحيات بريطانية من نوع اباتشي هجوما دمرت خلاله نظاما لإطلاق الصواريخ بالقرب من مدينة البريقة. وبدأ الحلف استخدام المروحيات المقاتلة في إطار مهمته العسكرية في ليبيا اعتبارا من أمس السبت. من جهة أخرى، ذكر التلفزيون الليبي اليوم الأحد أن طائرات الناتو قصفت مواقع مدنية وعسكرية في مدينة طرابلس. ونقل التلفزيون عن متحدث عسكري ليبي قوله إن "القصف استهدف القدرات البشرية والمادية للشعب الليبي " دون ان يحدد ما هي الإضرار الناتجة عن هذا القصف. وأشارت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إلى الناتو ووصفته "بالتحالف الصليبي"، واتهمت قطر والإمارات بتمويل الضربات الجوية. وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى قرارا في 17 مارس يقضي بفرض حظر للطيران في الأجواء الليبية وحماية المدنيين الليبيين ، وفي أواخر الشهر نفسه نقلت قيادة العملية المكلفة بفرض الحظر من الولاياتالمتحدة إلى حلف شمال الأطلسي. من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إنه تم تكثيف هجمات الناتو في إطار مهمته في ليبيا وإنه لا يوجد موعد نهائي لهذه المهمة، لكنه استبعد في الوقت نفسه شن عملية برية في هذا البلد الواقع بشمال أفريقيا. وقال هيج في تصريح لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "لن نحدد موعدا نهائيا.. إنك تسأل عن عيد الميلاد، من يعرف ربما تكون (المهمة) أسابيع أو أشهرا (لكن) الأمر يستحق". وكان الناتو مدد مهمته، التي كان مقررا أن تنتهي في بادئ الأمر أواخر هذا الشهر، حتى نهاية أيلول/سبتمبر المقبل عقب اجتماع عقد في بروكسل الأسبوع الماضي. وأضاف وزير الخارجية البريطاني "هذه ليست مهمة ذات أهداف متغيرة، وليس هناك تغيير في طبيعة المهمة، إن هناك تكثيفا لما نقوم به بهدف إنجاح هذه المهمة". من جهته أبدى سيرجي إيفانوف نائب رئيس الوزراء الروسي اليوم الأحد انزعاجه من استخدام قوات حلف شمال الأطلسي للمروحيات في ليبيا، محذرا من أن التحالف أصبح على بعد خطوة واحدة من حرب برية. وقال لافروف في مؤتمر حول الأمن في آسيا تستضيفه سنغافورة إن "استخدام مروحيات هجومية على أهداف برية، في رأي، هو آخر خطوة قبل عملية برية". وأعلن الناتو أنه نفذ 134 طلعة جوية فوق ليبيا أمس السبت، وكان من بين الأهداف الرئيسية منشأة لتخزين الأسلحة ومنشأة للسيطرة والقيادة في طرابلس، مضيفا أنه تم أيضا استهداف قاذفة صواريخ ونقطتي تفتيش و ثكنة عسكرية في البريقة. وبدأ الثوار قتال قوات القذافي في فبراير الماضي، عقب حملات قمع وحشية شنتها الحكومة على احتجاجات حاشدة تطالب بالإطاحة بالقذافي من السلطة.