معاناة حقيقية يعيشها أهالى قرية «الدواخلية»، التابعة لمركز المحلة الكبرى، نتيجة تعطل محطة المياه الموجودة بالقرية، خاصة وحدة ضغط المياه، مما جعلهم يعتمدون على الطلمبات الحبشية، كمصدر لمياه الشرب، رغم تلوث هذه المياه وارتفاع نسب عناصر الحديد والرصاص والزنك والمنجنيز التى أصابت العديد من الأهالى بالفشل الكلوى، مما دفع ببعض الأهالى لتحليل عينات من المياه على نفقتهم الخاصة، والتى أثبتت ارتفاع نسبة الحديد والمنجنيز بما يعادل خمسة أضعاف النسبة المسموح بها. الأهالى أكدوا أن السبب الرئيسى وراء اعتمادهم على المياه الجوفية، ليس اعتقادا منهم بنظافتها، ولكن بسبب تعطل محطة المياه الموجودة بالقرية، بالإضافة إلى معاناة الأهالى من مياه الصرف الصناعى، والتى تأتى من مصانع المحلة الكبرى محملة بالمواد الكيماوية السامة، لتصب فى المصرف المار من وسط القرية، وذلك لعدم وجود شبكة صرف صناعى فى المحلة رغم العدد الضخم من المصانع بالمحلة الكبرى. وبطول هذا المصرف تنتشر الأراضى الزراعية، والتى يعتمد رى جزء كبير منها على هذه المياه الملوثة، والتى لا تعالج رغم وجود محطة معالجة بالقرية. وقال أحد المسئولين بمحطة المعالجة، إن نظام المعالجة بالمحطة، هو نظام جزئى وليس كليا، فهو مخصص فقط لمعالجة مياه الصرف الصحى، مما يجعلها غير قادرة على معالجة المواد الكيماوية الموجودة فى مياه الصرف الصناعى، التى تدخل المحطة، وأشار إلى انه منذ سنوات أكد أحد المسئولين، وجود خطة لفصل مياه الصرف الصناعى عن الصحى لكن حتى هذه اللحظة لم يتحقق شىء، رغم الملوثات التى تحتويها مياه الصرف الصحى والصناعى، والتى تمثل خطرا حقيقيا على مستخدمى المصارف المائية، بما تحتويه هذه المياه من ميكروبات مرضية كالتيفود والكوليرا والفشل الكبدى وغيرها، إلا أنه لم يتحرك أحد من المسئولين لمنع الرى بهذه المياه أو حتى تطهيرها. وقال عبدالله محمود مزارع بالقرية، إنه عندما أدرك خطورة الرى بهذه المياه، أصبح يبيع المحاصيل الزراعية الملوثة، والمروية بمياه الصرف الصحى، غير المعالج، لأسواق مدينة المحلة الكبرى، فى الوقت الذى يقومون فيه بشراء نفس هذه المحاصيل من مزارعين آخرين، ولكن فى مناطق أخرى لا تروى أراضيهم بمياه الصرف الصحى. وأشار السيد جمعة عضو مجلس محلى محافظة، إلى أن الدولة اعتمدت مليارا و300 مليون جنيه للبنية التحتية، إلا أن المرحلتين الثالثة والرابعة من محطات المياه بالمحلة تعملان بأقل من كفاءتها، والمحطة الرابعة «المنحة اليابانية» لا تعمل سوى 21 ساعة فقط فى اليوم لعدم اكتمال خط المواسير. وأضاف جمعة أن شركة مياه الشرب تستخدم محطات «الكومباكت»، التى كان يستخدمها الجنود الألمان خلال فترة الحرب العالمية، بالرغم من أنها ملوثة وتنتج مياها غير صالحة للاستخدام الآدمى، وأن هناك 11 بئرا ارتوازيا بها حديد ومنجنيز، منها 5 آبار بجوار نادى الشرطة بالمحلة، و6 آبار بمنشية البكرى، على الرغم من قربها من فرع النيل.