بدعوة من لجنة حماية الثورة بمنشأة ناصر، شاركت ليلة أمس الأول فى نقاش مفتوح مع أعضاء اللجنة وجمع من الأهالى حول المشهد السياسى الراهن فى مصر. تمنيت طوال ساعات النقاش الثلاث، وبها تناولنا قضايا الدستور والانتخابات ومواقف القوى الليبرالية من الدين وكيفية تنظيم علاقته بالسياسة والاستقطاب الحادث الآن بين الإخوان وبقية القوى الوطنية والكثير من التفاصيل المتعلقة بدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حضور المشككين فى الوعى السياسى لمحدودى الدخل من المصريين والممارسين للاستعلاء باسم ديمقراطية يريدونها أن تعطى للمتعلم صوتا انتخابيا بصوتين من أصوات غير المتعلمين. ليتهم يأتون إلى منشأة ناصر والمناطق المشابهة لها اقتصاديا واجتماعيا كى يدركوا مدى تهافت ما يدعون إليه ويتعلموا من مواطنين محدودى الدخل يظلمهم المجتمع فى الخدمات الأساسية والظروف المعيشية كيف يكون الالتزام الواعى بقضايا الوطن والصالح العام وكيف يدار نقاش صريح يعبر به عن وجهات نظر متعارضة بكل احترام وتسامح وقبول للرأى الآخر. ليت منظمات المجتمع المدنى والمبادرات الأهلية القائمة على حملات توعية للمواطنين بشأن السياسة والانتخابات والمشاركة الشعبية تمضى وقتا حقيقيا مع أهالى مناطق وأحياء كمنشأة ناصر قبل التخطيط لحملاتهم. ليتهم يدركون أن حملات توعية فوقية وأحادية الاتجاه تفترض محدودية الوعى السياسى لأهالى المنشأة وغيرها عديمة النفع وأن من الأجدى تنفيذ توعية مزدوجه الاتجاه يستمع بها القائمون على الحملات إلى قناعات الأهالى وملاحظاتهم وتفضيلاتهم السياسية ويتوقفون عن التبشير بمبادئ ومضامين لديمقراطية لم تعد تحتاج إلى شرح أو تفصيل. ليت أجهزة الإعلام، التى تكثر اليوم من الحديث عن «العشوائيين» و«المناطق العشوائية» باستعلاء بين يربط بين شظف الحياة وبين غياب الوعى والعنف والطائفية والقابلية للتأثر فقط بحديث الدين، تأتى للمنشأة لتتوقف عن الاستخفاف بمواطنين مصريين يريدون الخير لبلدهم ويصبرون على مظالم معيشية ومجتمعية لا ذنب لهم بها بتسامح ويحاولون تعويض غياب الخدمات العامة (فى الصحة والتعليم والمواصلات والنظافة وغيرها) بمبادرات أهلية مبهرة. ليت الأحزاب السياسية والقوى الوطنية، وهى قادرة اليوم على التحرك على امتداد الوطن إن رغبت، تكثف عملها فى المنشأة وما شابهها من مناطق لعرض برامجها ورؤاها. والأهم للاستفادة من قيادات محلية رائعة تستطيع أن تقدم الكثير للحياة السياسية وللقضايا الوطنية إن وظفت طاقاتها بشكل سليم. أشكر أعضاء لجنة حماية الثورة بالمنشأة على تنظيم الأمسية الرائعة والحضور على مشاركاتهم الجريئة والصريحة، وأخص بالشكر الحاج عبده والصديق سمير عمر والشاب محمود الذى أدار النقاش باقتدار ورقى