قال الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح اليوم الأربعاء، إن اليمن لن يصبح دولة فاشلة أو يستدرج إلى حرب أهلية، رغم الاشتباكات الشرسة في العاصمة مع مسلحين قبليين يسعون للإطاحة به. ولكن صالح، الذي يحكم اليمن منذ نحو 33 عاما، قال، إنه لا يزال راغبا، من حيث المبدأ، في توقيع الاتفاق الذي أعد بوساطة خليجية لإنهاء حكمه، والذي تراجع عن التوقيع عليه يوم الاثنين، وأضاف، أنه لن يقدم المزيد من التنازلات. وتابع لرويترز في مقابلة، أنه يأمل ألا يصبح اليمن دولة فاشلة أو صومالا آخر، وأضاف، أن الشعب ما زال حريصا على انتقال سلمي للسلطة. وتخوض قوات موالية لصالح معارك شرسة في شوارع صنعاء، منذ يوم الاثنين، ضد حرس زعيم اتحاد عشائري قوي تضامن مع المحتجين المطالبين بتنحي صالح، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 39 قتيلا على الأقل. وحذرت المعارضة من أن الهجمات التي تشنها قوات صالح قد تثير حربا أهلية، وقللت أعمال العنف من احتمالات التوصل إلى حل سلمي للاحتجاجات المندلعة منذ أربعة شهور تقريبا، مستلهمة الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت برئيسي مصر وتونس. وقال صالح متحدثا في وقت سابق لبعض وسائل الإعلام المختارة، منها رويترز: إن ما حدث تصرف استفزازي لاستدراج اليمن إلى حرب أهلية، ولكن هذا قاصر على أبناء الأحمر، وحملهم مسؤولية إراقة دماء مدنيين أبرياء. وأضاف، أنهم حتى هذه اللحظة يهاجمون وزارة الداخلية، ولكنه لا يريد توسيع نطاق المواجهات. والاشتباكات في الشوارع المحيطة بمنزل صادق الأحمر، شيخ اتحاد حاشد القبلي، اندلعت بعد أن رفض صالح في آخر لحظة التوقيع على اتفاق توسط فيه مجلس التعاون الخليجي لنقل للسلطة يترك صالح بموجبه الحكم خلال شهر. وقال صالح: إنه صامد ويتحمل صدمات ما فعله أبناء الأحمر، مثل مهاجمة مؤسسات الدولة والصحف ووزارتي الصناعة والداخلية. وأضاف، أنهم اختاروا هذا واتخذوا القرار الخاطئ ليواجهوا الدولة بهذه النوعية من أعمال العنف، وتراجع صالح عن توقيع اتفاقات سابقة، لكن تراجعه الأخير كان الأقوى فيما يبدو، لأنه جاء بعد محاصرة دبلوماسيين غربيين وعرب في سفارة الإمارات العربية المتحدة لساعات. وقال صالح: إن الاتفاق ما زال مطروحا على المائدة، وأنه مستعد للتوقيع في إطار حوار وطني وآلية واضحة، مضيفا، أنه إذا كانت الآلية صحيحة فإنه سيوقع على الاتفاق وينقل السلطة، وأوضح أنه لن يقدم المزيد من التنازلات بعد اليوم. وقال صالح" إنه لا يعتزم مغادرة اليمن إن هو ترك الحكم وإنه لا يخشى ملاحقته قضائيا. وكانت المبادرة التي أعدت بوساطة خليجية، والتي رفض توقيعها ستمنحه حصانة من المحاكمة، ما يضمن انتقالا كريما للسلطة. وأضاف أنه سيبقى في اليمن ويرأس حزبه وينضم إلى المعارضة، وتساءل عمن يحاكم من، مضيفا، أنه مواطن عاد، وسينقل السلطة إذا جاءت المعارضة إلى طاولة الحوار سلميا. في الوقت نفسه، فر يمنيون من العاصمة صنعاء اليوم الأربعاء هربا من الاشتباكات المتصاعدة بين موالين ومعارضين للرئيس صالح، وترددت أصداء نيران مدافع رشاشة متقطعة لليوم الثالث في الشوارع المحيطة بمنزل الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر.