جهاز تسجيل صوتى وكاميرا فيديو وتصوير فوتوغرافى ولوحة كتابة. أربعة أجهزة استطاعت الهواتف الذكية أن تدمجها فى أداة صغيرة فى حجم كف اليد، لتفتح أمام الصحفيين آفاقا جديدا لتحرير الأخبار بسرعة فائقة. صحفى اليوم يحمل فى جيبه «مطواة سويسرية» إلكترونية تحوى كل ما يحتاجه لنقل وتوثيق الخبر. مستقبل الصحف الورقية إذا مرهون بقدرتها على مواكبة هذه التطورات التكنولوجية الهائلة وقدرتها على التواصل مع قرائها من خلال وسائل الاتصال الإلكترونى المختلفة، كما يقول تقرير «الإبداع فى الصحف» الذى صدر مؤخرا عن مجموعة «إنوفيشان» الدولية للاستشارات الإعلامية، وهو تقرير سنوى ترصد فيه المجموعة الجديد فى عالم الصحافة. الحديث الرئيسى لصحف العالم بالطبع هو «غرفة الأخبار المدمجة» التى تسمح للصحفيين بالكتابة لصحفهم ومواقع الإنترنت وعمل تقارير الفيديو والراديو فى مكان واحد، فالصحفى العصرى عابر لجميع أنواع الاتصال، وقادر على توصيل المعلومة فى أكثر من وسيط وفى نفس الوقت. التقرير يحكى عن عوالم من الصحافة المختلفة الحديثة التى لم تشهدها مصر من قبل، وإن كانت بعض الصحف تتلمس الطريق إليها. صحيفة «آى» البرتغالية على سبيل المثال، التى فازت بجائزة أفضل صحيفة أوروبية العام الماضى تعتمد بشكل أساسى على رسوم الجرافيك وتبسيط الموضوعات المعقدة فى أشكال بصرية جذابة ويلعب فيها الكلام التقليدى دورا ثانويا. أما شركة «رينجر» السويسرية فتختار سنويا موضوعا بعينه وتصدر عنه تقريرا صحفيا موسعا أشبه بكتاب صغير، ملئ بالرسومات والصور والتوضيحات والتفاصيل، فتحصد الجوائز الرفيعة. مجلة «ريفستا أونيكا» البرتغالية لجأت إلى إصدار ملحق أسبوعى ذى تيمة واحدة بأسلوب «الصحافة التكاملية». حين أرادت المجلة أن تناقش احتمال اختيار أوباما كأول رئيس أسود للولايات المتحدةالأمريكية، خصصت الملحق بالكامل عن كل ما هو «أسود» ولو من بعيد، بداية من أدب السود والرياضيين السود، إلى الثقوب السوداء ومفهوم «البجعة السوداء»، وتكفل هذا الأسلوب المبتكر بمضاعفة توزيع المجلة. تقرير «الإبداع فى الصحف» خصص موضوعه الأول للحديث عن الصحافة المصرية، ليؤكد أنها تتقدم، وإن كان ببطء، لمزيد من الابتكار والتجديد. أهم ما أنجزته الصحف المصرية طبقا للتقرير هو زيادة نسبة صفحات الصحافة المحلية وإصدار ملاحق خاصة بمحافظات بعينها. كما اتجهت الصحف إلى زيادة نسبة «الإنفوجرافيكس» والعوامل البصرية الجذابة التى يصممها فنانو الصحف. وأكد التقرير أن الكثير من الصحف المصرية «تسير على نهج الشروق اليومية» فى استحداث منصب «محرر الصور»، الذى يتعدى مهامه تنظيم المصورين إلى الإشراف على نوعية وحجم وإخراج الصور فى الجريدة كلها، إضافة لمناقشة المحررين مسبقا حول إمكانيات وفرص الصور حول كل موضوع، واقتراح موضوعات صحفية تعتمد على الصورة فى الأساس. التقرير أكد أن الثورة المصرية قد أدت إلى ازدياد مساحة الإبداع والتجريب فى الصحف، وربما كان 25 يناير بداية لثورة جديدة فى صحف مصر الورقية ترفع من كفاءتها وقدرتها على منافسة وسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الإنترنت. ونشر التقرير صورة ضوئية لإحدى الصفحات الأخيرة ل«الشروق»، تم نشرها خلال ثورة يناير الماضى، وقبل تنحى الرئيس السابق، وبها رسوم للفنان محمد صبرى من وحى أحداث الثورة، بعنوان «الدبابة أمام المتحف بكل ألوان التفاؤل». كما أشار التقرير لموضع «المراجعة الأخيرة قبل ليلة الاستفتاء»، الذى أعده قسم التحقيقات عن التعديلات الدستورية الأخيرة.