هو روائي شاب، ومهندس مدني يعمل مقدما ومُعِدًا في أحد القنوات الفضائية، وأسس "موقع دار الكتب الإلكتروني"، أول موقع على شبكة الإنترنت لتوثيق الكتب العربية والذي ابتكر عدة أفكار بغرض ترسيخ ثقافة القراءة بأرخص الطرق وأبسطها، وهو صاحب رواية (2025.. النداء الأخير)، والتي تنبأت بالثورة المصرية، بل حاكتها في أغلب تفاصيلها، وجاء موعد صدورها قبل أيام من ثورة يناير، بعد الثورة التونسية، وكما قيل عنها: "قد تكون تلك هي أكثر الروايات التي تضررت من ثورة 25 يناير، وقد تكون أكثر الروايات التي استفادت من قيام الثورة". البدايات وحول نشأته، قال الحسيني ل(بوابة الشروق) "أنا مهندس مدني، لكني لا أعمل بالهندسة بل أعمل بالإعلام؛ حيث أعمل مقدما ومعد برامج بإحدى القنوات الفضائية العربية"، وأضاف حول بداياته في عالم الكتابة "بدأت الكتابة منذ وقت طويل، وأنا بالمرحلة الثانوية، حيث تشكلت شخصيتي الأدبية على قراءات لنجيب محفوظ ويوسف السباعي ومصطفى محمود وأنيس منصور، وطبعاً نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، ثم كانت المرحلة الجامعية هي البداية الفعلية لإنخراطي في عالم الأدب بشكل شبه كامل؛ حيث قمت بتأسيس جماعة أدبية نشرت بها أولى كتاباتي ونلت عنها عدة جوائز بسيطة، كما ترأست لجنة المسرح بالجامعة، ونشرت أولى كتبي وأنا بالسنة النهائية بالجامعة بعد أن فزت بالمركز الأول في مسابقة بدولة البحرين وكان عبارة عن بحث أكاديمي بعنوان "المرأة.. السر المفقود في المجتمع العربي". مشاريع ثقافية إلكترونية وورقية وعن تحوله إلى غير مجاله الهندسي، أوضح الحسيني "اتجهت بعد التخرج للمشاريع الثقافية، فأسست "موقع دار الكتب الإلكتروني"، وهو أول موقع على شبكة الإنترنت لتوثيق الكتب العربية والذي ابتكر العديد من الأفكار لترسيخ ثقافة القراءة بأرخص الطرق وأبسطها؛ كمهرجانات "تبادل الكتب" وحملة "اقرأ أينما تكون"، وبعدها أسست مع أصدقاء لي (دار دوِّنْ للنشر) التي بلغ عدد عناوينها أكثر من 50 عنواناً لكبار المؤلفين، بالإضافة لمشروع مكتبة تحمل فكرة جديدة بحي المعادي بالقاهرة". (2025.. النداء الأخير) أول متنبِّئ الثورة وأوضح الحسيني أن رواية (2025.. النداء الأخير) هي أولى رواياته، وتحدث عن فكرتها قائلا: "لقد كانت الفكرة تراودني منذ وقت طويل؛ خصوصا بعد سوء أحوال البلاد وأوشك الشعب على الانفجار. وعند بداية كتابة الرواية، فوجئت بما يحدث في تونس، فأصررت على إكمالها بغض النظر عما سيصير إليه حال الثورة في تونس، لكني وجدت فجأة "بن علي" يهرب والثورة التونسية تنتصر، فخاطبت المطبعة وطلبت تأجيل الطباعة حتى أضم لروايتي بعضاً من الأحداث الجديدة التي تتحدث عن ثورة تونس العظيمة وإنتصارها". وأكمل: "وبالفعل تم ذلك، وصدرت الرواية قبل الثورة المصرية بأيام قليلة، بالرغم من التحذيرات الشديدة من أصدقائي والمحيطين بي؛ لأن مصر وقتها كانت تغلي، وكان الأمن المصري يحاول باستماتة قتل أي حديث يشمل كلمة (ثورة)، فما بالك برواية كاملة تتكلم عن ثورة مصرية شبابية؟! لكن الحمد لله صدرت الرواية بنجاح وانتصرت الثورة المصرية". وأضاف عنها: "ومثلما كتبت (فى 6 أبريل 2008 بكيت من الفرحة وأنا أظن أن مصر ستتغير إلى الأبد، لكننى كنت واهماً وبشدة؛ لذا فقد بكيت ثانية من القهر عندما اكتشفت أنه سيكون على الانتظار إلى 6 أبريل 2025)، فهي تتحدث عن ثورة مصرية تقوم بها حركة اسمها "اليائسون" يؤسسها شباب مصريون عانوا كثيراً من مستقبل مصر حالك السواد". وعن ترشيح روايته من قبل الدار لجائزة البوكر للرواية العربية، قال إن: "الناشر (محمد مفيد) مدير دار (دوّن) أكد أن اختياره للرواية لترشيحها لجائزة البوكر جاء على خلفية تصدرها لأفضل الكتب مبيعاً في أغلب المكتبات المصرية مؤخراً، وهذا أمر أتمنى أن يكون عند حسن ظن القراء بي". وكما هو مكتوب في مقدمة الرواية: "يمكنك قراءتها ثم التفكر قليلاً في مستقبل مصر حال عدم قيام الثورة أو فشلها، كما يمكنك قراءتها ثم التشفي في (جمال مبارك) الذي كان سيرث مزرعة والده.. وأخيراً أنبهك أنه يمكنك قراءتها ثم إلقائها في مكتبتك على أساس أن أحداثها قد احترقت بالكامل".