قررت، اليوم السبت، محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار موسى النحراوي، تأجيل نظر ثامن جلسات قضية مقتل الشاب "خالد سعيد"، والمتهم فيها مخبران من قسم شرطة سيدي جابر، وهم "محمود الفلاح، وعوض إسماعيل"، إلى جلسة 30 يونيه المقبل للنطق بالحكم، بعد أن حذر رئيس المحكمة 4 أشخاص من الموجودين بحبسهم إذا أحدثا الشغب داخل القاعة. وقامت المحكمة خلال الجلسة بفض الحرز للتأكد من سلامة أختامه، حيث قامت هيئة المحكمة بعرض الحرز وهو "لفافة البانجو" على هيئة دفاع أهل المجني عليه والمتهمين، وتبين أن الحرز هو "لفافة ورقية" بداخلها "نبات عشبي"، و"عود عشبي"، و"لفافة بلاستيكية شفافة". وبعد أن شاهده دفاع الطرفين أعادته المحكمة إلى مكانه، فيما اعترض هيئة دفاع المجني عليه، قائلين: إن "الحرز" ليس هو الأصل الحقيقي الموصوف في الأوراق والمستندات، خاصة وأن طوله في الأوراق والمستندات 7.5 سم وعرضه 2.5 ويزن 3 جرام. في المقابل بررت هيئة دفاع المتهمين، أن الحرز تأثر بعوامل التعرية، من وقت وقوع الحادث حتى الآن، مطالبين ببراءة المتهمين ورفض الدعوة المدنية لعدم الاختصاص، وإحالة الدعوة إلى قسم الأبحاث والتزوير لبيان طبيعة الصورة المقدمة من أهلية المتوفى، وبيان ما إذا كانت الصورة التي التقطت من هاتف محمول أو أخذت بطرقة إليكترونية ثم تم تركيبها ومقارنتها من عدمه بالصورة التي أخذتها اللجنة الثلاثة من الطب الشرعي لبيان ما إذا كانت الصورة التي قدمها أهلية المتوفى قبل التشريح أو بعد التشريح. من جانبه، أكد محمود البكري العفيفي، محام المجني عليه، أن الحرز الذي أخرجته هيئة الطب الشرعي مخالفا للوصف على حسب مناظرته بالعين المجردة والثابتة في الأوراق، حيث لا يتعدى طولها 2 سم أو 3 سم على أقصي تقدير، ولا يتجاوز قطرها أكثر من نصف سم، مؤكدا اختلاف "مواصفات" اللفافة الثابتة في الأوراق، عن التي ظهرت في جلسة أمس. وطالب البكري، هيئة المحكمة الطعن بالتزوير على تقرير الدكتور السباعي، رئيس الطب الشرعي الأسبق، وطالب بندب لجنة ثلاثية مشكلة من أساتذة كلية الطب للفصل بين التقرير الموضوع بمعرفته والتقارير الاستشارية المقدمة من هيئة الدفاع. على صعيد متصل، نظم العشرات من ائتلاف شباب الثورة بالإسكندرية، وحملة دعم البرادعي و6 أبريل، وقفة احتجاجية تزامنا مع نظر القضية، والتي كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر "النظام" السابق، والسبب الرئيسي في أن ينزل الشباب الشارع ويتفاعل ويقول "لا" للقمع والظلم. ووسط إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات "الجيش الخاصة والصاعقة" لتأمين "حرم" محكمة الجنايات البحرية أثناء نظر القضية، ردد المتظاهرون الشعارات المنددة بالتعذيب، منها "حق الشهيد.. فجر جديد، ومستمرين مش ناسيين". وما أن انتهت فعاليات المحاكمة، خرجت والدة خالد سعيد، ووقفت بعض الوقت مع المتظاهرين المتضامنين مع قضية "نجلها"، والمنددين بقضايا التعذيب والظلم الذي مارسه ضدهم النظام السابق.