تعرض جنود قوة الأممالمتحدة المنتشرة في السودان وجنود في الجيش السوداني لإطلاق نار مساء أمس الخميس في منطقة ابيي الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب كما أعلنت الجمعة الأممالمتحدة منددة ب "جريمة" ضد بعثتها. فقد ادانت بعثة الاممالمتحدة في السودان في بيان "الهجوم الذي تعرضت له قافلة تابعة لها في منطقة دوكار" وهي منطقة خاضعة لسيطرة شرطة جنوب السودان على بعد حوالي 10 كيلو مترات من مدينة ابيي واكد البيان ان "هذا الهجوم هو خرق للاتفاقات الموقعة بين الطرفين كما انه يمثل جريمة ضد بعثة الأممالمتحدة" التي دعت إلى "التحقيق في الأمر ومعاقبة مرتكبيه". وأوضح ان "الحادث وقع عندما كانت القافلة تنقل 200 فرد من افراد الجيش السوداني الذين هم ضمن الوحدات المدمجة وكان انتشارهم جزء من تنفيذ اتفاق كادقلي الذي وقعته الأطراف". وكان الشمال والجنوب وقعا في فبراير 2011 اتفاق كادقلي القاضي بسحب قوات الجيش السوداني من ابيي وكذلك الجيش الشعبي على ان تتولى وحدات مشتركة بين الطرفين مسؤولية الأمن في المنطقة. وقال نائب مدير الاستخبارات العسكرية السودانية اللواء صديق عامر اليوم الجمعة ردا على الهجوم ان ابيي أصبحت "منطقة حرب". وقال اللواء عامر للصحافيين "الآن المنطقة منطقة حرب، منطقة حرب بمعنى الكلمة وليست منطقة سياحة وحتى القوات الأممية الموجودة في المنطقة طلبت منا تأمينها". واوضح الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد في بيان انه "عند الواحدة من صباح الجمعة وعلى بعد 7 كيلومترات شمال مدينة ابيي قام الجيش الشعبي بنصب كمين لقوات الاممالمتحدة وقواتنا في القوات المشتركة مستخدما أسلحة ثقيلة". واضاف أدى ذلك إلى "خسائر كبيرة جاري حصرها حتى الآن وهناك عدد من القوات مفقودين". وتابع ان القوات المسلحة تعتبر ذلك "عدوانا صريحا وخرقا لاتفاق السلام الشامل ضد القوات المسلحة والأممالمتحدة ولذا تعلن القوات المسلحة انها تحتفظ بحقها كامل في الرد على هذا العدوان في الزمان والمكان والمناسبين". ومن جهته نفى المتحدث باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب اقويرو الهجوم وقال عبر الهاتف من جوبا "هذا غير صحيح نهائيا، ليس هناك وجود للجيش الشعبي في ابيي والموجود هي الوحدات المشتركة وشرطة ابيي". واوضح "ما حدث بالامس ان قوات الجيش السوداني المشاركة في الوحدات المشتركة اثناء انسحابها من ابيي قصفت وحدات الجيش الشعبي الموجودة في الوحدات المشتركة بقذائف الار بي جي". واضاف ان الجيش السوداني "يحضر لاحتلال ابيي ويجهزون قوات من الدفاع الشعبي والآن نقلوا قواتهم شمالا بعد ان اكملوا تحضيراتهم لاحتلال ابيي". وكان مجلس الدفاع المشترك بين شمال السودان وجنوبه قرر في 12 مايو فك الارتباط بين الوحدات المشتركة من الجانبين في ابيي على ان تنسحب وحدات شمال السودان شمال ابيي والجيش الشعبي جنوبها. والوحدات المشتركة هي قوات من الجانبين انشئت بموجب اتفاق السلام الشامل 2005 وانتهت مهمتها في مناطق جنوب السودان بعد ان اختار الجنوبيون الانفصال عن الشمال بأغلبية كبيرة في استفتاء التاسع من يناير 2009. وكان من المقرر ان يجري في ابيي استفتاء يتزامن مع استفتاء الجنوب يقرر فيه سكانها تبعيتهم للشمال او الجنوب ولكنه تأجل لخلاف بين طرفي اتفاق السلام الشامل حول من يحق له التصويت في الاستفتاء. ويزور اعضاء من مجلس الامن الدولي السودان مطلع الاسبوع القادم لمناقشة القضايا العالقة بين الشمال والجنوب وعلى رأسها ابيي وحسمها قبل التاسع من يوليو 2011 موعد اعلان دولة جنوب السودان ومن المتوقع ان يزور اعضاء المجلس منطقة ابيي. وابيي واحدة من اغنى مناطق السودان بالنفط ووضعت لها اتفاقية السلام بروتوكولا خاصا كما ان الطرفين رفعا القضية امام محكمة العدل الدولية في لاهاي والتي اصدرت قرارا في يوليو 2009 حددت بموجبه حدود منطقة ابيي.