مركز حقوقي: اغتيال بن لادن.. إعلان أمريكي بعدم احترام القانون

استنكر مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز الطريقة التي تعاملت بها الإدارة الأمريكية مع زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن"، والتي فضلت اغتياله عن طريق وحدة خاصة من القوات الأمريكية، وبالاشتراك مع المخابرات الباكستانية، بدلاً من القبض عليه ومحاكمته محاكمة عادلة أمام العالم أجمع، احترامًا للأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وتأكيدًا على أن القانون هو الحكم والفيصل في مختلف القضايا ومع كافة الأفراد بما في ذلك المتسببين في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
واتهم المركز أمريكا والكيان الصهيوني بأنهما السبب الرئيسي وراء موجات العنف والإرهاب التي اجتاحت العالم الفترة الماضية، بسبب سياساتهما العنصرية واحتلالهما للأقطار العربية والإسلامية، وقيامهما بصناعة العناصر الإرهابية التي تساعدهم في تنفيذ مخططاتهم الإجرامية في المنطقة.
ويرى المركز أن عملية اغتيال بن لادن تستوجب تقديم المسؤولين عنها للمحاكمة سواء كانوا قادة أو أفراد مهما كانوا، لأن الوظيفة السياسية لا تمنع من المحاكمة طبقا للمادتين (27 و28) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وأمام عدة محاكم في دول مختلفة، وذلك إما بإصدار قرار من مجلس الأمن أو الاتحاد من أجل السلام، بإحالة المتهم وشركائه إلى المحكمة الجنائية الدولية أو تشكيل محاكم جنائية خاصة أو ذات طابع دولي، أو أمام قضاء الدول التي تمت فيها الجريمة أو أي فعل من الأفعال المكونة للفعل المادي لجريمة الاغتيال، وأمام المحاكم الوطنية في أي دولة من الدول المصدقة علي اتفاقيات جنيف لعام 1949م والبروتوكولين الإضافيين لعام 1977م طبقا للاختصاص العالمي.
وأكد المركز أن مقتل بن لادن لن يجلب السلام والأمن للعالم، بل على العكس ستؤدى تلك العملية لتأجيج نيران العنف والإرهاب في دول ومناطق عديدة، إذ ستصبح المصالح الأمريكية والغربية في منطقة الشرق الأوسط، بل ستصبح تلك الدول أهدافًا حقيقية لعناصر تنظيم القاعدة التي لا شك ستنتقم لمقتل زعيمها.