نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. نقيب المحامين: أي زيادة على الرسوم القضائية يجب أن تتم بصدور قانون.. شرطان لتطبيق الدعم النقدي.. وزير التموين يكشف التفاصيل    رغم التوترات.. باكستان والهند تقيمان اتصالا على مستوى وكالة الأمن القومى    أحمد الشرع يطلب لقاء ترامب.. وصحيفة أمريكية: على غرار خطة «مارشال»    تشكيل الأهلي المتوقع ضد المصري البورسعيدي في الدوري.. وسام أبو علي يقود الهجوم    3 ساعات «فارقة».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس ودرجات الحرارة: «احذروا الطرق»    تعرف على ملخص احداث مسلسل «آسر» الحلقة 28    إعلام إسرائيلي: تل أبيب وواشنطن تسعيان لإقناع الأمم المتحدة بالمشاركة في خطة إسرائيل لغزة    تفاصيل إطلاق كوريا الشمالية عدة صواريخ اتجاه بحر الشرق    بحضور نواب البرلمان.. «الاتحاد» ينظم حلقة نقاشية موسعة حول الإيجار القديم| صور    ميدو يكشف موقف الزمالك حال عدم تطبيق عقوبة الأهلي كاملة    إكرامي: عصام الحضري جامد على نفسه.. ومكنش يقدر يقعدني    اليوم.. «محامين المنيا» تعلن الإضراب عن محاكم الاستئناف رفضًا لرسوم التقاضي    تفاصيل خطة التعليم الجديدة لعام 2025/2026.. مواعيد الدراسة وتطوير المناهج وتوسيع التعليم الفني    «التعليم» تحسم مصير الطلاب المتغيبين عن امتحانات أولى وثانية ثانوي.. امتحان تكميلي رسمي خلال الثانوية العامة    سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 8-5-2025 مع بداية التعاملات    خبى عليا وعرض نفسه للخطر، المخرج خالد يوسف يكشف عن مشهد لا ينسي ل خالد صالح (فيديو)    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    قاض أمريكي يمنع ترحيل مهاجرين إلى ليبيا دون منحهم فرصة للطعن القضائي    "اغتيال معنوي لأبناء النادي".. كيف تعامل نجوم الزمالك مع اختيار أيمن الرمادي؟    ارتفاع الأسهم الأمريكية في يوم متقلب بعد تحذيرات مجلس الاحتياط من التضخم والبطالة    هدنة روسيا أحادية الجانب تدخل حيز التنفيذ    محمد ياسين يكتب: وعمل إيه فينا الترند!    بنك التنمية الجديد يدرس تمويل مشروعات في مصر    إطلاق موقع «بوصلة» مشروع تخرج طلاب قسم الإعلام الإلكتروني ب «إعلام جنوب الوادي»    قبل ضياع مستقبله، تطور يغير مجرى قضية واقعة اعتداء معلم على طفلة داخل مدرسة بالدقهلية    نشرة حوادث القليوبية| شاب يشرع في قتل شقيقته بسبب السحر.. ونفوق 12 رأس ماشية في حريق    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالمنيا    السفارة المصرية بالتشيك تقيم حفل استقبال رسمي للبابا تواضروس    الدولار ب50.59 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 8-5-2025    مستشار الرئيس الفلسطيني يرد على الخلاف بين محمود عباس وشيخ الأزهر    خبر في الجول - أشرف داري يشارك في جزء من تدريبات الأهلي الجماعية    نقيب المحامين: زيادة رسوم التقاضي مخالفة للدستور ومجلس النواب صاحب القرار    إعلام حكومة غزة: نرفض مخططات الاحتلال إنشاء مخيمات عزل قسري    بوسي شلبي ردًا على ورثة محمود عبدالعزيز: المرحوم لم يخالف الشريعة الإسلامية أو القانون    أسفر عن إصابة 17 شخصاً.. التفاصيل الكاملة لحادث الطريق الدائري بالسلام    لا حاجة للتخدير.. باحثة توضح استخدامات الليزر في علاجات الأسنان المختلفة    مدير مستشفى بأسوان يكشف تفاصيل محاولة التعدي على الأطباء والتمريض - صور    واقعة تلميذ حدائق القبة.. 7 علامات شائعة قد تشير لإصابة طفلك بمرض السكري    عودة أكرم وغياب الساعي.. قائمة الأهلي لمباراة المصري بالدوري    رسميًا خلال أيام.. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 بعد قرار وزارة المالية (احسب قبضك)    قبل الإعلان الرسمي.. لجنة الاستئناف تكتفي باعتبار الأهلي مهزوم أمام الزمالك فقط (خاص)    بيولي ل في الجول: الإقصاء الآسيوي كان مؤلما.. وأتحمل مسؤولية ما حدث أمام الاتحاد    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    «لعبة الحبّار».. يقترب من النهاية    أحد أبطال منتخب الجودو: الحفاظ على لقب بطولة إفريقيا أصعب من تحقيقه    حدث بالفن| عزاء حماة محمد السبكي وأزمة بين أسرة محمود عبدالعزيز وطليقته    سحب 116 عينة من 42 محطة وقود للتأكد من عدم «غش البنزين»    تفاصيل اعتداء معلم على تلميذه في مدرسة نبروه وتعليم الدقهلية يتخذ قرارات عاجلة    بلاغ للنائب العام يتهم الفنانة جوري بكر بازدراء الأديان    تحرك جديد من المحامين بشأن أزمة الرسوم القضائية - تفاصيل    "الرعاية الصحية": تقديم الخدمة ل 6 مليون مواطن عن منظومة التأمين الصحي الشامل    أخبار × 24 ساعة.. التموين: شوادر لتوفير الخراف الحية واللحوم بدءا من 20 مايو    صحة الشرقية تحتفل باليوم العالمي لنظافة الأيدي بالمستشفيات    عمرو الورداني يقدّم روشتة نبوية لتوسعة الخُلق والتخلص من العصبية    المحامين": النقاش لا يزال مفتوحًا مع الدولة بشأن رسوم التقاضي    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدحت هارون أستاذ هندسة الزلازل : مصر الدولة الوحيدة التى تتهاوى فيها المبانى دون زلازل
نشر في الشروق الجديد يوم 16 - 04 - 2011

لم يصدق أحد داخل الجامعة الأمريكية أن دكتور مدحت هارون، الذى تسبب العام الماضى فى بكاء هيستيرى للكثيرين عقب صدور تقارير طبية تقول إنه لن يبقى على قيد الحياة أكثر من شهر واحد، سيكسر عدة قواعد أكاديمية وطبية مكنته من تحدى مرض السرطان، وأن يصبح أول أستاذ غير أمريكى يتولى منصب عميد بالجامعة منذ 90 عاما.
هارون تخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، ثم حصل على الدكتوراه من معهد «كالتك» بالولايات المتحدة، وتخصص فى هندسة الزلازل، وله إسهامات دولية باسم «كود هارون» فى تصميم خزانات للسوائل مقاومة للزلازل.
فى حواره مع «الشروق»، تحدث هارون عن المنشآت التى تنهار كل يوم فوق رءوس المصريين بدون زلازل، وكشف عن أن لجنة أمريكية فحصت ودرست مقاومة جسم السد العالى للزلازل لعدم وضوح المستندات الروسية فى هذا الشأن، فضلا عن دور 3 مشروعات بحثية ستغير خريطة الشرق الأوسط.
فى البداية تحدث هارون عن مناهج «إسقاط النظام» «وميدان التحرير» التى وضعتها الجامعة لتدريس أسباب وعوامل نجاح ثورة 25 يناير، وتأثير وقوع حريق وانفجارين فى مفاعلات بمحطة «فوكوشيما» اليابانية للطاقة النووية عقب وقوع زلزال بقوة 9 ريختر على المشروع النووى المصرى، وضرورة إعادة تقييم مفاعل ديمونة الإسرائيلى.
● الجامعة الأمريكية بادرت بإعداد مناهج حديثة عن أحداث الثورة المصرية. هل يمكنك أن تتحدث معنا بالتفصيل عن الصعوبات التى واجهتموها فى هذا الشأن؟
رغم الظروف التى صاحبت الثورة وتلتها فقد حرصت الجامعة الأمريكية على بدء الدراسة فى 23 فبراير الماضى، وبعدها بأسبوع تم تضمين مناهج الثورة تحت عنوان «إسقاط النظام: انتفاضة مصر 25 يناير فى مقارنة من منظور تاريخى»، و«القاهرة: حاضر ومستقبل مدينة عملاقة»، فى جميع البرامج الأكاديمية فى كليات الجامعة. وهذه البرامج تشرح للطلبة أسباب الثورة، وعوامل نجاحها ومقارنتها بثورات العالم فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا. وقد تم التركيز على سلمية ثورة 25 يناير، وتم هذا خلال يومين حيث قام 40 عضوا من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بإعدادها فى ورش عمل، ولجان، ولم يقتصر الأمر على هذا بل تعداه لمناهج تتحدث عن كيفية النهوض بمصر فى الفترة المقبلة، وهذه السلسلة الجديدة من البرامج الأكاديمية توضح مدى استجابة الجامعة للفرص التعليمية التى خلقتها الأحداث السياسية فى مصر.
● بصفتك متخصصا فى هندسة الزلازل.. ما رأيك فيما حدث فى مفاعل فوكوشيما النووى؟
تصميم المفاعلات النووية فى اليابان كان يراعى حدوث هزات أرضية حتى 8.5 ريختر، والمشكلة لم تحدث فى جسم المفاعل وإنما فى التبريد، وأعتقد أن هذا لن يعطل اليابان عن إنشاء مفاعلات أخرى، نظرا لأنها دولة تعانى عدم توافر موارد الطاقة التقليدية أو المتجددة، ومن المؤكد أن الخبراء سيتلافون ما حدث فى المستقبل من أجل طاقة نووية آمنة.
● لكن ما حدث فجر موجات معارضة لإنشاء مفاعلات نووية فى بعص البلدان. فى رأيك هل يمكن أن يعوق هذا المشروع النووى فى مصر؟
أفضل أن تستفيد مصر من طاقة الشمس، أما فى حالة رغبة مصر فى استكمال إنشاء مفاعلات نووية فلا توجد مشكلة لأن وضع مصر مختلف عن اليابان لأنها لا تقع على حزام حلقة النار الذى تنتمى إليه اليابان، فالزلازل فى مصر ليست بهذه القوة، كما أن موقع الضبعة مناسب جدا لبعده عن أحزمة الزلازل العنيفة، ولا يجب أن نقلق من التفكير فى إنشاء مفاعلات نووية.
● بعض الخبراء فى معهد البحوث الفلكية يرون أن الخطر يكمن فى مفاعل ديمونة الإسرائيلى فى حالة حدوث زلزال عنيف خاصة أنه مفاعل قديم.. فما رأيك؟
ليس لدى معلومات كافية عن الموضوع ولكن من الأفضل أن تتم إعادة تقييم مفاعل ديمونة لمعرفة مدى مقاومة جسم المفاعل للزلازل، من خلال خبراء محايدين.
● الجامعة الأمريكية شهدت مؤخرا تغيرين كبيرين، الأول تولى ليزا أندرسون رئاسة الجامعة كأول امرأة تشغل هذا المنصب، والثانى فى اختيارك لتولى منصب عميد أكاديمى.. ما الأسباب التى قصرت تولى هذا المنصب على الأمريكيين فقط من وجهة نظرك؟
كان ذلك تقليدا داخل الجامعة الأمريكية، لأنه من أهم المناصب فى الجامعة، ولكن الظروف تغيرت، وتم اختيارى عميدا من جانب مجلس الأمناء وممثلى أعضاء هيئة التدريس بالإجماع.
● ما تعليقك على المنشآت التى تنهار على رءوس المصريين كل يوم، وكان آخرها عقارات ومصانع فى الإسكندرية؟
هذا له علاقة بالتسيب، والفساد فى المحليات، وأتفق مع الآراء التى تقول إن مصر الدولة الوحيدة التى تتهاوى فيها المنشآت دون زلازل. هذا شىء محزن فى رأيى لأن مصر لديها أفضل مهندسين فى العالم، والمشكلة ليست فى القوانين إنما عند مرحلة التنفيذ والمتابعة، نتيجة التراخى، وعدم تفعيل قرارات المحليات بهدم المبانى الآيلة للسقوط.
● قرأت أنك حصلت على الدكتوراه من معهد كالتك للأبحاث، وهو نفس المعهد الذى يعمل به د.أحمد زويل هل التقيت به؟
زويل التحق بالمعهد كمدرس، بينما كنت طالبا، وأكثر ما ميزه أنه كان متفرغا بشكل كبير فى أبحاثه.
● سيرتك الذاتية تقول إنه تم إيفادك من جامعة كاليفورنيا فى التسعينيات إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ضمن برنامج طلابى تحرص عليه الجامعة هناك يسمى التعليم بالخارج، تحدث لنا عنه؟
التحقت بجامعة كاليفورنيا بعد «كالتك»، وخلال 6 سنوات أصبحت رئيسا لقسم الهندسة المدنية وهندسة البيئة، وفى عام 1995 عرضت الجامعة علىَّ السفر إلى القاهرة لمتابعة برنامج التعليم بالخارج أو education abroad داخل الجامعة الأمريكية، ويهدف البرنامج إلى دراسة الديانات والثقافة المصرية ومجالات العلوم وإدارة الأعمال، وتم اختيار القاهرة باعتبارها من أهم الدول فى الشرق الاوسط.
بعد حصولى على الدكتوراه فى أمريكا، فوجئت بخطاب من جامعة القاهرة بفصلى من الجامعة، ولم يأخذوا وقتا ولم ينتظروا ردى على خطابهم، وعندها جاءت لى فرصة العمل فى الجامعة الأمريكية وافقت فورا حيث كان لدى هاجس يدفعنى للرجوع إلى مصر.
● هل يمكنك أن تحدثنا أكثر عن تخصصك فى هندسة الزلازل؟
هذا التخصص معنى بتصميم المنشآت لمقاومة الزلازل، والتى تختلف تبعا لقوة الزلزال، فلو كان الزلزال متوسط القوة فإن المنشآت لا يحدث بها أى خسائر، ولو كان قويا يمكن أن نتقبل قليلا من الخسائر دون خسائر فى الأرواح.
ومصر لديها كود زلازل عند تصميم المبانى من أرقى الأكواد فى العالم، ومن المفترض أنه يطبق على أى منشأ قبل الحصول على رخصة البناء، وللأسف نسبة تطبيق القوانين ضعيفة جدا، والبعض قد يتجاهله على أساس أن مصر لا تقع فى منطقة زلازل شديدة القوة.
● حدثنا عن أبحاثك المعنية بمقاومة خزانات السوائل والكبارى والمنشآت المدنية للزلازل والتى حصلت بسببها على جوائز دولية؟
من المهم جدا عند وقوع زلازل أن تكون خزانات السوائل (البترول والمياه) فى حالة مستقرة، لأن قوة المياه والبترول تزداد بشدة داخل الخزان عند حدوث الزلزال، ولو حدثت خسائر فى خزان البترول ستؤدى إلى حرائق وستلوث البيئة، ومن المفترض أن نحرص على عدم حدوث أى خسائر فى خزانات المياه، نظرا لاحتياجنا للمياه فى إطفاء الحرائق الناتجة عن الزلزال، وبالنسبة لأبحاثى فى هذا المجال فقد ساهمت فى تطوير الطرق التقليدية فى تصميم الخزانات فى أيام قليلة بدلا ما كان المهندس يتكبد أسابيع من العمل الشاق، تحت اسم «نموذج هارون» المتبع فى كودات العالم كله، وحصلت على جائزة فى التسعينيات من منظمة المهندسين الأمريكيين على هذا النموذج، أما بالنسبة لأبحاثى المتعلقة بالكبارى، فقد استحدثت مواد مصنوعة من البلاستيك مقواة بالألياف الصناعية تستخدم فى ترميم الكبارى والطرق لمقاومة الزلازل، ثم اتجهت فى أبحاثى لتقوية المبانى، وبناء على ذلك حصلت فى 2006 على جائزة أمريكية.
● هل الجهات المسئولة فى مصر اهتمت بالاستفادة من هذه الأبحاث؟
بعد رجوعى إلى مصر تعاونت مع مركز بحوث البناء فى كتابة أكواد البناء المصرية، وكود المواد المستحدثة، ويمكن القول إن الجهات المسئولة فى مصر من الناحية العلمية مهتمة بتلك الأبحاث، لكن المشكلة تكمن فى الناحية التنفيذية، لأن بعض الملاك يتحايلون بعدم دفع بعض المبالغ المالية، أثناء التصميم، ولذلك يجب تفعيل القوانين.
● هل جسد السد العالى آمن فى حالة حدوث زلازل فى مصر؟
نعم، وثقتى فى هذا ترجع إلى اللجنة الأمريكية فى جامعة كاليفورنيا التى فحصت جسد السد فى التسعينيات بناء على طلب من الحكومة المصرية وأثبتت أن جسد السد يتحمل زلازل بقوة 8 ريختر، ومن النادر حدوث زلازل قوية إلى هذا الحد فى منطقة السد. وسبب حرص الحكومة المصرية على هذه الدراسة أن المستندات الروسية لم توضح هذا، علاوة على أن هناك أبحاثا معروفة أثبتت أن إنشاء السدود يؤدى عادة إلى حدوث الزلازل، نظرا لوجود تغيرات فى القشرة الأرضية، تنتج بسبب تكون البحيرات خلف جسد السد، والدليل على ما أقول حدوث بعض الزلازل فى أسوان، أثرت على بعض المنازل هناك، لكن جسم السد العالى آمن من هذه الناحية تماما.
● فى حوار سابق مع «الشروق» تحدثت رئيسة الجامعة الأمريكية وقتها عن وجود تطوير كبير فى كلية العلوم والهندسة التى تتولى عمادتها، منها دمج العلوم والهندسة لخدمة أبحاث التنمية حدثنا عنها بالتفصيل؟
تقدمت فى 2005 بتصور لتطوير الكلية لتفعيل اندماج الكليتين بحيث يحققان معا هدفا مشتركا، وبناء عليه تم اختيارى لهذا المنصب.
وقد اقترحت إنشاء 6 برامج فى سنة واحدة لتطوير أبحاث العلوم والهندسة، وركزت على استقدام العقول المصرية المهاجرة فى أوروبا وأمريكا من الشباب، للعمل داخل الجامعة فى كل المجالات، وأصبحت الأبحاث المقدمة من أساتذة العلوم والهندسة على نفس المستوى مما أدى إلى حدوث طفرة كبيرة فى نوعية الدراسات، وتطوير مراكز الأبحاث والدراسات العليا، بالإضافة إلى إنشاء أول برامج للدكتوراه فى الجامعة الأمريكية.
● لقد كسرت عرفا داخل الجامعة بإنشائك برنامجا للدكتوراه بعد 90 سنة من إنشاء الجامعة، فلماذا كان صعبا إقناع المسئولين هنا بإنشائه؟
الجامعة لها فلسفة تتمثل فى تعميق مفهوم التعليم الحر، الذى يكسب خريجيها بعض المهارات الأساسية، لتكوين شخصياتهم وتنمية اللغة الإنجليزية وممارسة النشاط والرياضة، مهما كان تخصصهم الأساسى، ولم يكن سهلا أبدا موافقة مجلس الأمناء على برنامج الدكتوراه إلا بعد تأكده أنه برنامج كامل ومضمون نجاحه مائة فى المائة.
● كم عدد الطلبة الذين تقدموا لبرنامج الدكتوراه هنا؟
الجامعة فى البداية وضعت سقفا بحيث لا يزيد عددهم على 10 طلاب فقط، وبعد الإعلان تقدم نحو 42 طالبا أغلبيتهم طلبة ماجستير من داخل الجامعة، وتم تشكيل لجنة من 11 أستاذا قاموا بمقابلات لكل طالب على حدة، وانتهى الأمر باختيار 20 طالبا حصلوا على منح كاملة وموضوعاتهم بحثية تطبيقية ستخدم مصر.
● هل المراكز البحثية فى الجامعة الأمريكية لها إسهامات محلية؟
بالطبع، على سبيل المثال يوجد فريق علمى فى مركز يوسف جميل له إسهامات فى اكتشاف طريقة جديدة ودقيقة لاختبارات فيروس سى الذى يمثل أكبر مشكلة صحية فى مصر وعلى مستوى العالم، كما أن هناك فريقا علميا آخر له اهتمامات بأبحاث تكنولوجيا النانو بالتعاون مع جامعة ستانفورد الأمريكية واليابان لعلاج السرطان، ورغم هذا، فإن وزارة التعليم العالى استثنت الجامعة الأمريكية من تمويل صندوق العلوم والتكنولوجيا، حيث تقدمت الجامعة مؤخرا بأكثر من مشروع من قبل أساتذة مصريين، يهتمون فى المقام الأول بخدمة مصر، وبعد تقييمها واختيارها، وأثناء توقيع العقود تم رفض إعطاء التمويل بلا أسباب مقنعة.
● قرأت فى سيرتك الذاتية أنك استطعت توفير تمويل كبير للكلية، كيف تم هذا؟
جاء هذا وفقا لخطط التعاون مع بعض الجامعات فى الخليج، فقد وفرت لنا جامعة الملك عبدالله فى السعودية 15 مليون دولار لدعم أبحاث مشتركة، بعد اقتناعهم بالإمكانيات البحثية داخل الجامعة، وكان الهدف من هذا التعاون أن نبدأ فى مشروع بحثى واحد، ولكننا أقنعناهم بثلاثة مشروعات، حققت نجاحا باهرا، نتجت عنه زيادة أوجه التعاون البحثى.
● هل لك أن تحدثنا أكثر عن تلك المشروعات؟
المشروعات ستغير من خريطة الشرق الأوسط إلى الأفضل، المشروع الأول اكتشاف جينات فى الكائنات الحية ببيئة البحر الأحمر غير مسبوقة، لها قدرة على تحمل درجات حرارة مرتفعة والضغط الكبير والملوحة الشديدة، و70% من الجينات بها غير مطابقة للجينات المعروفة عالميا، وسيؤدى هذا إلى ثورة طبية وعلمية كبيرة، والمشروع الثانى يهتم بتقنية البناء فى الصحراء بالاستفادة من الطاقة الشمسية وتدوير المياه للرى واستخدام مواد من البيئة، بالتطبيق على أنواع مختلفة من الصحارى، وخلال سنة ونصف سنبدأ التسكين بشكل تجريبى، أما المشروع الثالث فقد حصلت الجامعة الأمريكية على أكثر من براءة اختراع فى مجالات الاستفادة من تكنولوجيا النانو.
● هل لديك حل لمشكلة التمويل التى تواجه التعليم العالى فى مصر؟
لدى وجهة نظر بشأن مجانية التعليم، فأنا لست مع جعل التعليم مجانيا بنسبة 100 % فى الجامعات الحكومية، وأرى قصرها على المتميزين بحيث يحصل 60 % منهم على الدعم، وال40 % الباقية يدفعون ثمن تعليمهم كمساهمة فى تمويل الجامعة وتحسين دخول أساتذة الجامعة وتطوير المراكز البحثية التى بها، لكننى غير سعيد بالحلول التى وضعتها وزارة التعليم العالى، مثل البرامج المتميزة بمصروفات، لأنها تخلق طبقتين فى جامعة واحدة.
● فى نهاية الحديث هل لك أن تحدثنا عن مرضك الذى أعلنت عنه فى احتفالية انشاء أول برنامج للدكتوراه.. كنت مؤثرا جدا وتسببت فى حالة من البكاء المستمر بين الحضور، هل إصابتك بالسرطان أعاقتك فى الفترة الاخيرة عن العمل؟
الاجتهاد فى العمل هو الشىء الوحيد الذى يجعلنى مستمرا فى الحياة بهذا المرض، دعينى أوضح أكثر، عندما كنت فى زيارة قريبة لأكبر مركز متخصص فى الأورام فى أمريكا وعلى مستوى العالم، قال لى الطبيب وفقا للتقارير الطبية من المفروض أن تكون توفيت من 10 أشهر على الأقل وسألنى ما الذى فعلته لكى تعيش، وعرض على حالات مشابهة لمرضى وقال لى إن 99 % منهم توفوا، فقلت له إن هذا بفضل دعوات وحب الناس لى.
● علمت أنك أرسلت رسالة وداع العام الماضى إلى جميع من يتعاملون معك؟
فعلا فى سبتمبر من العام الماضى قال لى الطبيب إن أمامك شهرا واحدا كحد أقصى للحياة، وقلت هذا فى مجلس الكلية، وطلبت منهم التصرف وإيجاد بديل لى، فتحديت المرض وكنت أعمل 16 ساعة فى اليوم وأنا منهمك ولدى ألم، لأنى لم أتعود أن أستسلم، ومبدئى فى الحياة إذا كنت سأموت غدا سأعمل حتى اللحظة الأخيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.