منذ إعلان المسئولين فى الحكومة عن جولة رئيس الوزراء وبعض أعضاء وزارته إلى عدد من الدول الخليجية على رأسها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات - فى نهاية هذا الشهر - حتى شهدت الأوساط السياسية بدءا من ائتلاف شباب الثورة وحتى المنظمات السياسية واللجان الشعبية التى تشكلت لاسترداد ثروة الرئيس جدلا شديدا حول مغزى تلك الزيارة فى هذا التوقيت بالذات. وعلمت «الشروق» من مصادر حكومية مسئولة - رفضت الكشف عن هويتها - أن حدة الجدل حول تلك الزيارة الخليجية - وبالتحديد إلى السعودية التى ردت على الفور على مسئولى مجلس الوزراء بالترتيبات الخاصة بتلك الزيارة - قد ازدادت فى الوقت الذى كان يجرى قبل تلك الجولة الإعداد لزيارة رئيس الوزراء ووفد رفيع المستوى إلى بعض الدول الأفريقية وبالتحديد دول حوض النيل وتم وضع إثيوبيا فى مقدمة تلك الدول وأوغندا وتنزانيا والكونغو وهى الجولة التى تبناها بقوة نبيل العربى وزير الخارجية. وأكدت المصادر أن تلك الجولة الأفريقية كان قد تم الإعداد لها بالفعل بعد الاتفاق مع المسئولين فى تلك الدولة. ولكن فجأة تغير الموقف وتبدلت الجولة إلى دول الخليج بدلا من الجولة الأفريقية. ويأتى تغيير شرف لزياراته الخارجية فى الوقت الذى كثف فيه مسئولون رفيعو المستوى من تلك الدول الخليجية زياراتهم إلى مصر.. بل وارتبط ذلك بمجموعة من الحوافز والمساعدات الاقتصادية.. بل وصل الأمر إلى الإغراء. وفى هذا التوقيت - كما كشفت «الشروق» - ربما كان ذلك مرتبطا بوضع ومصير الرئيس مبارك وعائلته خاصة بعد أن أعلن رفضه الخروج من مصر. أو بالتحديد «منعه من ذلك». وقالت المصادر، إن التغيير فى الجولة من أفريقية إلى عربية خليجية كان بمثابة نقطة غريبة لم تعد مفهومة حتى الآن.