أكد المخرج خالد يوسف أنه واجه صعوبات عديدة للحصول على تصريح بعرض فيلم «دكان شحاتة»، مشيرا إلى أنه اضطر للصدام مع أكثر من جهة حكومية كى يخرج فيلمه للنور. وقال يوسف، خلال مؤتمر صحفى عقب العرض الخاص للفيلم مساء أمس الأول الجمعة: «بهدلونى» فى جهات ووزارات مختلفة حتى أحصل على ترخيص بعرض الفيلم، ورغم أن هذه الجهات كانت شديدة الاحترام لكنها لا تستحق الشكر؛ لأنه ليس من مهام أى منها أن يراقبنى.. هذه الجهات أنا أثق أن عندها مهام كثيرة أخطر من أن تراقب فيلما. ودعا إلى إلغاء جهاز الرقابة نهائيا واستبداله بوجدان الناس وضمير المبدعين فهما من يقرران الجيد من الخبيث مستشهدا بحديث الرسول (ص) «ما اجتمعت أمتى على باطل». وأضاف يوسف: أدعو الجميع وفى مقدمتهم الرئيس مبارك أن ينظروا للإبداع بشكل مختلف، حرام أن تكون هناك رقابة على الإبداع لأن الرقابة ضد الحلم، متسائلا: إذا قلت فى فيلمى ربع ما تقوله الصحافة أتعرض للمنع.. والدستور يكفل لكل مواطن حقوقا متساوية فلماذا لا يكون لى نفس حقوق الصحفى؟! ومن جهة أخرى دافع المخرج خالد يوسف عن أداء بطلة الفيلم هيفاء وهبى، الذى وصفه البعض بالضعيف، وقال: باعتبارى المتفرج الأول للفيلم أرى أن أداء هيفاء فاق كل التوقعات فهى ممثلة موهوبة وذكية. وأضاف: قد تغضب هيفاء مما أقول ولكننى أرى أن مستقبلها فى التمثيل أفضل عشر مرات من مستقبلها فى الغناء فهى ستصبح أحد العلامات فى التمثيل والأيام بيننا وبعد مرور عشرين عاما سيتذكر الناس ما قلته اليوم. وردا على سؤال حول استجابته لطلب هيفاء بالتركيز فى زوايا الكاميرا على الجانب الأيمن منها، أجاب قائلا: أنا صورتها من كل الزوايا ولا يوجد ممثل يمكن أن يطلب منى أن ألتزم بزاوية معينة فى تصويره. والتقطت هيفاء طرف الحديث، وقالت: ممكن أن يحدث فى الكليبات أن أطلب من المخرج تصويرى من زاوية معينة لكن مع أستاذ كبير مثل خالد يوسف كنت «بيسة» البنت الشعبية ونسيت تماما هيفاء الفنانة. ورأى خالد يوسف أن «دكان شحاتة» صرخة تحذير حتى لا نقتل البراءة، ورسالة خوف على مصر التى لا يوجد لنا مستقبل بدونها، محذرا من أنه إذا استمرت الأوضاع على ما هى عليه من الظلم الاجتماعى فستكون النهاية مأساوية كما هى بالفيلم، وأضاف: هذه رؤيتى وأتمنى أن أكون مخطئا وتقولوا عنى «راجل مابيفهمش». وتابع: هناك جيل كامل قارب عمره على الثلاثين عاما لم يشهد إلا هذا النظام، هذا الجيل انتهى من مرحلة الشباب وسيدخل إلى مرحلة الكهولة والنظام لم يتغير. وحول رؤيته لحل المشكلات التى طرحها الفيلم، أوضح: طرح الحلول ليس من وظائف السينما، أنا أطرح الأسئلة المهموم بها لأكشف للناس الحقائق وعليهم بعد ذلك أن يبحثوا عن الإجابات معى. من جانبها، قالت هيفاء وهبى: وافقت على سيناريو الفيلم بمجرد أن عرض على دون أن أعرف السبب لكنى بعد ذلك تعاطفت مع بيسة وشحاتة، مضيفة: الحمد لله أننى لم أقع فى فخ «بنت لبنانية وصلت إلى مطار القاهرة ومنه إلى السينما» أنا أديت دورا فيه تمثيل وليس فقط دور به أداء لبنت جميلة والسلام. وردا على سؤال حول ما تردد عن حدوث خلافات بينها وبين غادة عبدالرازق أثناء تصوير الفيلم، قالت: «إحنا قطعنا بعض..»، وأكملت غادة عبدالرازق الجملة قائلة: «قطعنا بعض بوس وأحضان طبعا» وأضافت: اكتشفت فى هذا الفيلم هيفاء الإنسانة بعيدا عن الأنثى التى كنا نراها فى الكليبات. وعلق الفنان محمود حميدة، الذى أدى دورا يحمل إسقاطا واضحا على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على ما اعتبره البعض أبعادا سياسية للدور.. قائلا: أنا لم أفكر فى هذه الأبعاد حين قبلت الفيلم لأنها ليست مسئوليتى المباشرة، أنا طوع المخرج وليس لى رأى فيما أقدمه. وأضاف: أنا لا أختار الأدوار بل أختير لها وأرى أن المخرج والمؤلف هم المسئولون عن الطرح المباشر والغير المباشر للعمل. أما الفنان عمرو سعد، بطل الفيلم، فأعرب عن دهشته من تكرار السؤال الخاص بما إذا كان سيقبل التعاون مع مخرج آخر غير خالد يوسف، وقال: أتعجب ممن يرى فى ارتباطى بسينما خالد يوسف شيئا غريبا فعادل إمام قدم ستة أفلام متتالية مع المخرج شريف عرفه ولم يسأله أحد هذا السئوال. وأضاف: أنا وخالد وناصر عبدالرحمن فتحنا شارع الناس فى السينما المصرية وإذا عرض علىّ فيلم يقول شيئا حقيقيا للناس وعنهم ولا يشعرون أنه يقدم قصصا تحدث فى كوكب آخر فسأوافق على الفور. وقد توجهت أسرة فيلم «دكان شحاتة» فجر أمس السبت إلى فرنسا لعرض الفيلم فى سوق مهرجان «كان» السينمائى الدولى حيث لم يتم اختياره للمشاركة فى المسابقة الرسمية.