لم يكن فوز مانشستر يونايتد وبرشلونة وإنتر ميلان بألقاب الدوري في كل من إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا على التوالي أمرا مفاجئا ، ولكن المفاجأة الحقيقية أن يأتي تتويج الفرسان الثلاثة في يوم واحد ، والمفارقة أن أحدهما أحرز اللقب بدون أن ينتصر ، في حين فاز الفارسان الآخران باللقب بدون أن يلعبا أصلا ، حيث جاء ذلك بعد هزيمة أبرز منافس لكل منهما في مباراته ، ليهديا اللقبين إلى من يستحقه ، البارسا والإنتر ، قبل الأوان! ريال مدريد يهدي برشلونة اللقب رقم 19 "بنفسه"! توج برشلونة باللقب الإسباني لأول مرة منذ 2006 وللمرة التاسعة عشرة في تاريخه بعد خسارة ملاحقه وغريمه التقليدي ريال مدريد - بطل الموسمين الماضيين - أمام مضيفه فياريال 2-3 في المرحلة السادسة والثلاثين من الدوري. والمفارقة الأخرى أنه كان بإمكان برشلونة أن يحسم اللقب بنفسه في المرحلة السابقة ، لكنه اكتفى بالتعادل مع فياريال بالذات (3-3) قبل أن يعود فريق "الغواصة الصفراء" ويقدم خدمة للفريق الكاتالوني الذي توج باللقب وهو يملك ثلاث مباريات إضافية من بينها مباراته مع مايوركا أمس الأحد ، لأن فارق النقاط الثماني الذي يفصله عن النادي الملكي بقي على حاله قبل مرحلتين على الختام. وبذلك يكون برشلونة قد أحرز ثنائية الدوري والكأس للمرة الأولى منذ 11 عاما بعد أن توج بطلا لكأس الملك الأربعاء الماضي على حساب أتليتيك بلباو ، كما أن أمامه فرصة لأن يتوج بثلاثية رائعة في حالة خروجه فائزا من نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي حامل اللقب في 27 الشهر الحالي على الاستاد الأوليمبي في روما. ونجح جوسيب جوارديولا المدير الفني للبارسا في منح النادي الكاتالوني اللقب في أول موسم له كمدرب ، بعد أن كان قد توج باللقب مع هذا الفريق في 6 مناسبات كلاعب أعوام 1991 و1992 و1993 و1994 و1998 و1999. وجاء تتويج برشلونة عن جدارة واستحقاق ، حيث حطم الرقم القياسي من حيث عدد النقاط المسجلة خلال موسم واحد بالصيغة الحديثة التي تضم 20 ناديا ، فقد حصد 86 نقطة حتى الآن ، ليتفوق بفارق نقطة على ريال مدريد بالذات في موسم 2007-2008 ، وبإمكانه أن يحطم الرقم القياسي بالصيغتين القديمة والجديدة للدوري لأن الرقم السابق هو 92 نقطة سجله ريال مدريد أيضا في موسم 1996-1997 بوجود 22 فريقا و42 مرحلة عوضا 38 حاليا. كما حطم برشلونة الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات خارج قواعده بتسجيله 13 فوزا ليتفوق على الرقم السابق المسجل باسم أتليتيكو مدريد موسم 1995-1996 ، وهو لا يزال يملك فرصة تعزيزه. وبإمكان برشلونة أن يحطم أيضا رقما قياسيا آخر هو عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد ، إذ يملك الآن 103 أهداف بفارق 4 أهداف عن الرقم القياسي الذي يحمله ريال مدريد منذ موسم 1989-1990. وبالعودة إلى استاد "إل مادريجال" ، سنجد أن ريال مدريد الذي فشل في تعزيز رقمه القياسي من حيث عدد الألقاب (31) لم يسترد وعيه بعد الخسارة المذلة أمام برشلونة في سانتياجو بيرنابيو 6-2 ، اذ مني بهزيمته الثالثة على التوالي ، لأنه سقط في المرحلة السابقة بثلاثية نظيفة أمام فالنسيا ليلحقها بالسقوط الذريع الآخر الذي تلقاه أمام ليفربول الإنجليزي 4- صفر في دوري أبطال أوروبا. ووجد ريال مدريد نفسه متأخرا في الدقيقة 15 بكرة رأسية من الفرنسي روبير بيريس بعد عرضية من أرييل إيباجازا ، لكنه نجح في التعادل بعد دقيقة واحدة على انطلاق الشوط الثاني عندما لعب الأرجنتيني البديل جونزالو هيجوين كرة عرضية وصلت إلى الهولندي رافائيل فان در فارت الذي أودعها شباك الحارس دييجو لوبيز. لكن فياريال استعاد التفوق في الدقيقة 62 عبر كاني الذي استفاد من خطأ دفاعي من الإيطالي فابيو كانافارو ، قبل أن ينجح هيجوين في التعادل في الدقيقتين الأخيرتين بعد أن كسر مصيدة التسلل ، مسجلا هدفه العشرين هذا الموسم ، لكنه لم يهنأ به طويلا ، حيث خطف خوان كابديفيلا هدف الفوز لفريقه في الوقت بدل الضائع بعد خطأ فادح من الحارس إيكر كاسياس. أول "سكوديتو" لمورينيو .. وكل الشكر لأودينيزي ومالديني! توج إنتر ميلان أخيرا باللقب الرابع على التوالي والسابع عشر في تاريخه بعد سقوط ملاحقه وجاره ميلان أمام مضيفه أودينيزي 1-2 في المرحلة السادسة والثلاثين من الدوري الإيطالي. وأحرز إنتر ميلان اللقب قبل أن يلعب مباراته أمس مع سيينا لأن فارق النقاط السبع الذي يفصله عن ميلان بقي على حاله ، مما يعني أن فريق المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو حسم اللقب ، وهو يملك ثلاث مباريات إضافية عن ملاحقه. ونجح مورينيو بذلك في إحراز ال"سكوديتو" في أول موسم له في إيطاليا ، وسبق له أن فاز بلقب الدوري البرتغالي موسمي 2002-2003 و2003-2004 مع بورتو والدوري الإنجليزي موسمي 2004-2005 و2005-2006 مع تشيلسي. وأصبح الإنتر على المسافة ذاتها مع ميلان من حيث عدد الألقاب ، فيما يحمل يوفنتوس الرقم القياسي برصيد 27 لقبا. ووجد ميلان نفسه متأخرا في الدقيقة 30 عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لمصلحة فلورو فلوريس بعد خطأ غير واضح من القائد باولو مالديني ، انبرى لها جايتانو دي أجوستينو بنجاح. ثم تعقدت مهمة فريق المدرب كارلو أنشيللوتي بعدما اهتزت شباكه للمرة الثانية في الدقيقة 49 بعد خطأ آخر من مالديني الذي فشل في إبعاد الكرة بعد ركلة ركنية فوصلت إلى الكولومبي كريستيانو زاباتا الذي وضعها من مسافة قريبة جدا في شباك الحارس البرازيلي نيلسون ديدا ، قبل أن يسجل ماسيمو أمبروزيني هدف الشرف لميلان في الوقت بدل الضائع بكرة رأسية بعد تمريرة من البرازيلي كاكا. وقدم أودينيزي الذي حقق فوزه السادس على التوالي خدمة ليوفنتوس الذي أصبح بإمكانه تقليص الفارق الذي يفصله عن ميلان إلى نقطة في حالة فوزه على أتالانتا. يذكر أن صاحبي المركزين الأولين يتأهلان مباشرة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا ، فيما يلعب الثالث والرابع في الدورين التمهيديين. وعزز روما حظوظه بالمشاركة في مسابقة "يوروبا ليج" أو "دوري أوروبا" الذي سيحل محل كأس الاتحاد الأوروبي الموسم المقبل ، بفوزه المثير على ضيفه كاتانيا 4-3 على الاستاد الأوليمبي في العاصمة. عيون مانشستر على الأوليمبيكو .. وفيرجسون : لعبنا أطول 90 دقيقة في التاريخ توج مانشستر يونايتد بلقب بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للموسم الثالث على التوالي للمرة الثانية في تاريخه بعد أن حقق هذا الإنجاز في أعوام 1999 و2000 و2001 ، وذلك بتعادله مع ضيفه الأرسنال بدون أهداف على استاد أولد ترافورد في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة. ورفع مانشستر بذلك رصيده إلى 18 لقبا ، ليعادل الرقم القياسي الذي يحمله ليفربول ، حارما في الوقت ذاته منافسه من العودة إلى ساحة التتويج بعد أن غاب عنها منذ 1990 ، كما أنه اللقب الحادي عشر لمانشستر في الدوري الممتاز منذ أن تأهل المان يونايتد إلى الممتاز من دوري الدرجة الأولى عام 1992. ودخل مانشستر إلى مباراة الأرسنال وهو في حاجة إلى نقطة واحدة من أجل أن يحصل مدربه الأسكتلندي الفذ السير أليكس فيرجسون على لقبه الحادي عشر مع الفريق ، وحقق هدفه بالفعل ليبتعد بفارق 7 نقاط عن ليفربول قبل مباراة ليفربول مع وست بروميتش ألبيون متذيل الترتيب أمس الأحد. وتوج فريق "الشياطين الحمر" بلقبه الثالث هذا الموسم بعد كأس العالم للأندية وكأس رابطة الأندية المحترفة ، وتفرغ بذلك لموقعة استاد "أوليمبيكو" في العاصمة الإيطالية روما حيث سيواجه برشلونة الإسباني في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في 27 الشهر الحالي ، على أمل في أن ينجح أيضا في الاحتفاظ باللقب الذي توج به الموسم الماضي على حساب مواطنه تشيلسي. وعلى الرغم من أن مانشستر كان الفريق الأفضل والأكثر فرصا طوال المباراة ، فإن جماهير أولد ترافورد حسبت أنفاسها في الدقائق الأخيرة من المباراة بعد أن كان الإسباني فرانسيسك فابريجاس قريبا جدا من هز شباك الهولندي إدوين فان در سار عندما أطلق كرة صاروخية من حدود المنطقة لكن الحارس الهولندي صدها ببراعة في الدقيقة 84 ، ثم تدخل مجددا لإنقاذ تسديدة أخرى من الهولندي روبين فان بيرسي في الدقيقة 88. وبعيدا عن القمة ، اكتفى ميدلسبره الجريح بالتعادل مع ضيفه أستون فيلا بهدف للتركي تونجاي سانلي في الدقيقة 14 ، مقابل هدف للنرويجي جون كارو في الدقيقة 57 ، ليصبح البورو "نظريا" في الدرجة الأولى للمرة الأولى منذ موسم 1996-1997. ولم تكن حالة نيوكاسل أفضل منه ، إذ خسر من ضيفه فولهام بهدف للسنغالي ديومانسي كامارا في الدقيقة 41 في لقاء لعب خلاله بعشرة لاعبين بعد طرد الفرنسي سيباستيان باسونج في الدقيقة 61 ، فبقي نيوكاسل بذلك مهددا بشكل فعلي بالهبوط إلى الدرجة الأولى للمرة الأولى منذ 1993. والأمر ذاته ينطبق على هال سيتي الذي اكتفى بالتعادل مع مضيفه بولتون بهدف لكريغ فاجان في الدقيقة 46 ، مقابل هدف للآيسلندي جريتار ستاينسون في الدقيقة 26. وتغلب توتنهام على ضيفه مانشستر سيتي بهدفين لجيرمن ديفو في الدقيقة 29 والآيرلندي روبي كين في الدقيقة 86 من ركلة جزاء ، مقابل هدف للبلغاري فاليري بوجينوف 65. وفاز ستوك سيتي على ضيفه ويجان بهدفين للجامايكي ريكاردو فولر في الدقيقة 69 وجيمس بيتي في الدقيقة 76. وشارك أحمد حسام "ميدو" في صفوف ويجان بديلا في الشوط الثاني ، ولم يقدم شيئا ، ودخل مرمى فريقه الهدف الثاني بعد نزوله بفترة. وعقب التتويج ، قال السير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد عن المباراة : "كانت أطول 90 دقيقة في التاريخ .. كانت هناك حالة تصدي واحدة في المباراة ، كانت من نصيب فان دير سار قبل خمس دقائق من نهاية اللقاء .. وهذا يثبت أنها كانت مباراة متسمة بالحذر .. لكن الأرسنال فريق رائع". أما واين روني - الذي كان بمثابة دعامة أساسية لمانشستر هذا الموسم – فاعترف بأن المنافسة مع ليفربول في القمة كانت صعبة طوال الموسم. وقال روني : "منحنا ليفربول دفعة هذا العام .. خوض تلك المنافسة شيء رائع ، والأروع أن نفوز بها .. كان موسما عظيما لنا". وأيد البرتغالي كريستيانو رونالدو رأي روني قائلا "إنه إنجاز عظيم .. فالفوز بالدوري أولوية دائمة .. إنه شعور دائما ما يكون رائعا ، إننا سعداء اليوم حقا".