بدأ شباب المتظاهرين حملة لتنظيف ميدان التحرير تمهيدًا لإخلائه قبيل موعد سريان حظر التجوال في الثانية بعد منتصف الليل، وفقًا لما ذكرته جماعة الإخوان المسلمين، مساء اليوم الجمعة، على موقعها الإلكتروني. في الوقت نفسه، تتواصل المظاهرات في إطار فعاليات "جمعة المحاكمة والتطهير"، ويصل إلى ميدان التحرير بعض العائلات مع أسرهم ممن لم يتمكنوا من حضور الفعاليات منذ بدايتها في الصباح الباكر، بينما ينصرف العشرات من المشاركين ممن شاركوا في صلاة الجمعة وشهدوا وقائع المحاكمة الشعبية للرئيس السابق حسني مبارك ورموز نظامه. وقد طالب متظاهرون في ميدان التحرير، مساء اليوم الجمعة، بتنحي المستشار عادل عبد السلام جمعة عن نظر قضايا قتلة الثوار والفاسدين بسبب ما سموه ب"تواطؤه السابق معهم"، منددين بإصرار الحكومة على إحالة القضايا المتهم فيها رموز النظام السابق إلى دائرة بعينها في محكمة جنايات القاهرة برئاسة جمعة الذي تلاحقه بلاغات قيد التحقيق حاليًّا أمام النائب العام. ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة كتبوا عليها: "الشعب يريد تنحية القاضي عادل عبد السلام جمعة عميل أمن الدولة والنظام البائد"، والذي كان أبرز ضحاياه المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، والدكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد والمرشح في انتخابات رئاسة الجمهورية، ومجدي حسين، رئيس حزب العمل والمرشح أيضًا في انتخابات الرئاسة المقبلة". وتساءل المتظاهرون: "كيف يحاكم حبيب العادلي على جرائمه أمام نفس القاضي الذي كان يتلقى منه الأوامر ليصدر أحكامه السابقة ضد معارضي النظام ورموز مصر؟ وطالبوا بإبعاده نهائيًّا عن أي قضية تمس فساد النظام السابق ورموزه. من ناحيته، قال الدكتور أحمد دراج، عضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير: إن الشعب يرفض الدوائر المسيَّسة، ولسنا في حاجة إلى أن يقول الشعب رأيه في القاضي عادل عبد السلام جمعة، فهو صاحب تاريخ معروف من المحاكمات الجائرة ضد شرفاء الوطن، وتساءل: كيف يحكم القاضي جمعة على رموز الفساد الذين كانت تربطهم به علاقة قوية، وكانوا يساندونه، وإذا كان لا يوجد في ساحات القضاء سوى عادل عبد السلام جمعة المحتكر الرئيسي للقضايا السياسية، فالشعب لا يريد حقه من هؤلاء الفاسدين، حسب قوله. وطالب دراج بمحاكمة رموز الفساد محاكمة عاجلة وعادلة أمام قضاة مشهود لهم بالنزاهة والعدالة، بعيدا عن دائرة عادل عبد السلام جمعة، المشهود لها بالأحكام المسيَّسة. وقد شهدت الفعاليات المسائية لجمعة المحاكمة والتطهير قيام المئات من أئمة الأزهر والأوقاف بتنظيم مسيرة طافت أرجاء ميدان التحرير للمطالبة بإصلاح الأزهر، وانتخاب شيخه وجميع القيادات الدينية في الأزهر الشريف. وأعلن المتظاهرون عن تأسيس ائتلاف الدعاة وأئمة الأزهر، وطالبوا بإلغاء تبعية دار الإفتاء المصرية لوزارة العدل، وشدد عبد الرحمن الدسوقي، منسق الائتلاف، على ضرورة استقلال الأزهر ماليا وإداريا أسوة بالكنيسة، وضم الأوقاف والإفتاء إلى الأزهر ليكون مؤسسة دينية جامعة. كما كشف محمد عوف، المنسق العام لحملة جمع التوقيعات لإنشاء نقابة الدعاة المصرية، عن تجميع أكثر من 6000 توقيع في 18 محافظة؛ للمطالبة بإنشاء نقابة مهنية للدعاة تتحدث باسمهم؛ أسوة بالمحامين والمهندسين.