وأكد الدكتور يوسف زيدان أن "الضبابية في التعاملات السياسية، والتكتم الشديد وما ينتج عنه من حيرة للمصريين عن حقيقة ما يحدث لمطالب الثورة الفعلية، من إسقاط النظام ومحاكمة رموز الفساد، هو ما يشغل الفكر المصري الآن، "وذلك في اللقاء الشهري الذي يعقده بساقية الصاوي، وكان هذا الشهر تحت عنوان "البواعث الثقافية لثورة المصريين"، وطالب زيدان بالتعقل ومحاولة قراءة معنى كلمة (ثورة) الحقيقي، فهي ليست مطالب فئوية أو (فورة) وتنتهي، وإنما هي ثورة بكل مراحلها، من ظلم يؤدي إلى شكوى، ثم إلى احتقان ومقابلة ذلك الاحتقان بقهر من الحكومة، ما يؤدي إلى الانفجار والتغيير، هي ثورة عامة وليست حكرا على أحد". مضيفا: "إن هناك مشكلات أكبر من إرجاع المال المنهوب وتجميد الأرصدة، التي لا نعرف قيمتها ولا يتم الإعلان عنها، مثل حدودنا الغربية مع ليبيا، معبرنا لقناة السويس من الشمال وما يحدث بها، وجنوبا في منابع النيل -والتي شهدت إهمالا جسيما فيما سبق- والآن نكرر نفس الخطأ، واليمن المنفذ الجنوبي لقناة السويس، ما موقف مصر من كل تلك الثورات؟"، مؤكدا: "أننا لا نستطيع أن نستشرق مستقبل مصر دون الالتفات إلى مصير تلك الثورات". وحول تساؤل حول ليبيا ومستقبلها من أن تكون عراقا جديدة، قال زيدان: "إن ليبيا ستصبح أشد من العراق، فمفهوم (القبلية) عندهم عنيد لا يقبل مفهوم (قتل جماعة)، فنرى أن المطالب تحولت من رحيل القذافي وعائلته إلى رحيل القذافي وقبيلته، ولكن العراق له كيانات معروفة الأكراد في الشمال والشيعة والسنة، فيمكن حصرهم في كيانات محددة يمكن الجمع بينهم فيها، أما في ليبيا، مع عدم وجود توزيع للثورة في البلاد نجد أن القبائل كلها تتناحر، وهو ما سيدوم طويلا". وقال زيدان: إن "المثقف في كل مجتمع هو زرقاء اليمامة له، فهو من يرى ما هو آت، ويتوقع ماذا بعد، ولكن عندما تنشغل القامات الثقافية بصراعاتها الخاصة، تنعدم رؤيتها للمستقبل، فيرجع المواطن العادي إلى مرجعياته الأولى". وردا على تساؤل حول أن المصريين لا يقرؤون إلا الكتب الدينية فقط، قال: "كيف لا يقرأ المصريون وهم يقومون بشراء الكتب المتنوعة؟ ولماذا يقومون بتحميل تلك الكتب من على الإنترنت؟"، مضيفا أن "من بين قائمة الأفضل مبيعا كان هناك كتب جلال أمين (ماذا حدث للمصريين) و(عمارة يعقوبيان) لعلاء الأسواني، وعزازيل والنبطي، و(تاكسي)، و(سفينة نوح) لخالد الخميسي، وتأتي في النهاية الكتب الدينية".