أكد دكتور يوسف زيدان أن أحداث ثورة 25 من يناير، وما تبعته من إرهاصات لثورات فى عدد من الدول العربية، أدت إلى "إحراق" روايته الجديدة ، التى شرع فى كتابتها منذ شهور واختار لها عنوان "الحاكم"، والتى كان يحاول فيها استعراض المفهوم التراثى للحاكم ووظائفه، إلا أن الأحداث الأخيرة فسرت جميع ما كان يريد قوله فى الرواية، الأمر الذى وضعه فى حيرة شديدة. جاء ذلك خلال صالونه الشهرى بساقية عبد المنعم الصاوى، الذى تناول فيه الحديث عن الحركات الثورية الأولى فى التاريخ العربى، كالمعتزلة والخوارج. زيدان تحدث أغلب الوقت عن ثورة 25 يناير، وأكد فى انبهار شديد أن المصريين بدوا خلال أحداثها وكأنهم يملكون برنامجا داخليا، فلم يقم أى منهم بإلقاء حجر على أى من المحال، ولم يحدث مثلا كما وقع فى نيويورك أثناء انسحاب الأمن، حين انقطعت الكهرباء لمدة ساعة واحدة، إذ سجلت الشرطة هناك بلاغات لعشرة ألاف حالة سطو وسرقة واغتصاب. يقول زيدان: فى مصر كانت الحوادث محدودة خاصة فى مدينة الإسكندرية التى سارع الشباب هناك لحمايتها، بينما اهتم طلاب المدارس بإعادة طلاء واجهات المباني.أضاف زيدان انه فى بداية الثورة كان يؤيد بقاء الرئيس السابق لستة أشهر، ألا انه سرعان ما غير رأيه تماما، عندما شاهد بعينه محاولة المظاهرة المؤيدة لمبارك التحرش بالثوار أمام مكتبة الإسكندرية، لإحداث أضرار بالمكتبة، ودفع الجيش إلى الاشتباك مع الثوار، إلا أن الثوار تعاملوا بمنطق حضارى رائع، وابتعدوا سريعا عن المكتبة. ويرى زيدان أن ما حدث فى ثورة 25 أدى إلى ما هو أهم من سقوط النظام، وهو تحسين صورة مصر، وتغيير الوعى المصرى، وعدم اختزال الفرحة الشعبية فى هدف كروي، وقد أبهرت الثورة المصرية الجميع، وحث أوباما شعبه على تربية أولادهم مثل الشباب المصري، بينما قال الرئيس الايطالى "ما الجديد فى الأمر، دائما ما يتعلم العالم من الحضارة المصرية". وناشد زيدان ثوار التحرير اللجوء إلى التهدئة بعد إقالة رئيس الوزراء السابق، ومحاولة تحديد أهداف المرحلة القادمة، وعدم تكرار الأفعال الثورية بطريقة تجعلها تفقد معناها، وعدم الانقسام والتخوين وإلقاء التهم المجانية.