دعا جمال العتروس ، رئيس نادي الأفريقي التونسي، جماهير النادي إلى "نسيان" حادثة اجتياح أعداد كبيرة من الجماهير المصرية لإستاد القاهرة في اللحظات الأخيرة من المباراة التي جمعت يوم السبت الماضي الأفريقي بالزمالك ضمن إياب دور ال32 بدوري أبطال أفريقيا. وقال العتروس خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء بمقر النادي الأفريقي وحضره سفير مصر بتونس أحمد إسماعيل :"من دخلوا الميدان ليسوا محسوبين على الزمالك...ولن نحاسب 85 مليون مصري على فئة قليلة". وأضاف أن ما وقع خلال المباراة "شيء ممكن حدوثه رغم أننا لم نكن نتوقعه وصدمنا للتجاوزات التي حصلت"، لكنه أشار في المقابل إلى أن "كل الناس (في مصر) أبدوا أسفا كبيرا" لما حدث. وتابع :"ما حدث في مصر موضوع يجب نسيانه...وهذه صفحة وطويت...ولنحافظ على الأخوة التونسية المصرية". وذكر بأن لاعبين من الزمالك دافعوا عن لاعبي الأفريقي عندما اجتاحت الجماهير أرض اللعب إذ "نزعوا قمصانهم وألبسوهم قمصان الزمالك حتى لا يقع الاعتداء عليهم"وأشار العتروس إلى أن الأفريقي "يمكن أن يعود إلى مصر" دون أن يوضح ضمن أي إطار ، وأكد أن أحداث إستاد القاهرة لن تؤثر على اتفاقية التوأمة التي وقعها الزمالك والأفريقي يوم الجمعة الماضي. وقال موفد عن وزارة الخارجية التونسية إلى المؤتمر الصحفي إن العلاقات التونسية المصرية "عريقة" وإنه "لا يمكن أن تؤثر فيها فئة قليلة" مضيفا أن العلاقات بين البلدين "مرشحة لمزيد من التوطد "في المستقبل خاصة بعد ثورتي تونس ومصر". من جانبه قال أحمد إسماعيل السفير المصري في تونس إن "ما حدث خلال المباراة كان محل شعور مصري فياض بالحزن والأسى وقابلته مشاعر فياضة أخرى بالعواطف والاعتذار لكل تونس" ، مشيرا إلى أن 32 ألف و500 مصري أطلقوا صفحة خاصة على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) عبروا فيها "عن مشاعر الحب والاعتذار لتونس". ووصف السفير عملية اجتياح أرض الملعب من قبل الجماهير بأنها "تصرف أهوج" وأن "هناك من يتحمل مسؤولية هذا التصرف" ، دون أن يوضح الجهة المسئولة عنه ، داعيا إلى الأخذ بعين الاعتبار "الظروف الاستثنائية التي تعيشها مصر" بعد الثورة والتي قال إنها ظروف "لا يمكن التغافل عنها". وقال إن "وفودا مصرية" ستزور تونس خلال إحياء البلاد لذكرى "عيد الشهداء" ، الموافق التاسع من أبريل، "من أجل الترحم على من ضحوا من أهلنا وأشقائنا بأنفسهم من أجل استقلال تونس من الاستعمار الفرنسي" وأن وفدا من الزمالك يتقدمه رئيس النادي سيزور تونس "الأسبوع القادم" من أجل تقديم اعتذار رسمي للنادي الأفريقي عما حدث خلال المباراة. ووجه إسماعيل "تحية" إلى الإعلام العربي والمصري والتونسي من أجل ما أبداه من "التزام في هذا الموقف الحرج".