ذكر مسؤولون بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية، اليوم الثلاثاء، أن سول أعربت لليابان عن قلقها إزاء تفريغ المياه المشعة في المحيط الهادئ من محطة فوكوشيما دايتشي النووية، التي تضررت بسبب زلزال مدمر وتسونامي، وقعا الشهر الماضي وفقا لما ذكرته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء اليوم الثلاثاء. وبدأت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) التي تتولى تشغيل المحطة النووية في تفريغ مياه صرف من المحطة تحوي مستويات منخفضة من الإشعاع، وصبها في المحيط الهادئ لإفساح المجال للمزيد من المياه الملوثة التي لا تزال تتسرب حاليا. وأفادت وكالة كيودو اليابانية للأنباء، اليوم الثلاثاء، أن إجمالي 11 ألف و500 طن من مياه الصرف التي تحتوي على نسبة إشعاع محدودة تعادل 100 مرة ضعف المستوى المسموح به سيتم تفريغها في المحيط. وأثار ذلك قلقا متصاعدا بالفعل في كوريا الجنوبية المجاورة، إزاء تأثير التسرب الإشعاعي من المحطة النووية بشمال شرق اليابان. ورغم اتجاه الرياح التي تهب بشكل طبيعي من الغرب إلى الشرق رصدت آثار لمواد مشعة في مختلف أنحاء كوريا الجنوبية، ما دفع السلطات الحكومية إلى التحرك بسرعة لاحتواء مخاوف من آثار ذلك على صحة البشر. وقال مسؤول بوزارة الخارجية، رفض عدم الكشف عن هويته، عبر اتصال هاتفي: إن "قرب البلدين من بعضهما البعض هو ما يجعل تفريغ اليابان للمياه قضية ملحة بالنسبة لنا"، بينما لم تحدد سول بعد حجم الأضرار البيئية المحتملة التي ستتعرض لها إذا استمرت اليابان في تفريغ المياه المشعة في المحيط الهادئ. وأضاف المسؤول أن السفارة الكورية الجنوبية في طوكيو نقلت هذا القلق إلى اليابان، أمس الاثنين، وسألت عن الإجراءات التي تدرسها اليابان لوقف آثار الإشعاع على المياه الكورية الجنوبية. وذكر مسؤول آخر طلب عدم الكشف عن هويته أن سول تسعى لإعداد دليل خاص تحدد من خلاله حجم الأضرار الناجمة عن تفريغ اليابان للمياه المشعة. وأضاف المسؤول: "من الآن ليس لدينا أي معايير واضحة لتحديد حجم الضرر علينا، نعمل مع خبراء علميين وقانونيين للتوصل إلى دليل واضح". لكن امتنع المسؤولان عن الكشف تحديدا عن الطريقة التي نقلت بها السفارة الكورية الجنوبية في اليابان مخاوفها إلى حكومة طوكيو. وفي تطور آخر، أثير قلق بين الكوريين الجنوبيين الذين تجاهلوا في بادئ الأمر المخاوف بشأن الإشعاع، وذكرت تقارير إعلامية أن الأمطار التي تحتوي على آثار ضئيلة للعناصر المشعة ربما تسقط أواخر هذا الأسبوع. وقالت هيئة الأرصاد الجوية الكورية إنها تدرس هذا القلق، محذرة من المبالغة فيه.
