في منطقة سور السيدة زينب للكتب تجد محمد جابر غريب، أو"عم محمد"، القاصّ وصاحب إحدى مكتبات بيع الكتب واستبدالها، بين كتبه يعد "الترابيزة" وأكواب الشاي لضيوف ندوته المقامة على رصيف مكتبته، في الشارع وسط المارة، والتي يحل ميعادها الأسبوعي مع أذان المغرب، كل أحد، منذ 11 عامًا. يقول "عم محمد" عن ندوته الأسبوعية: "لم أخلف ميعادها يومًا، إلا في وقت الثورة مع حظر التجول، ولكنها عادت ليجتمع الأصدقاء مجددًا، كما تعودوا منذ 11 عامًا، في المطر والحر والشتاء والصيف، حتى وقت المرض، جاء إليّ أصدقائي وجلسنا نتحاور، وأستمع إليهم في سعادة، ومع خروجي من المستشفى عدت إليها وإلى من ينتظر (أدبًا) أو كتابًا أو مجلة، وإلى أصدقائي". مضيفًا: "كل أسبوع نتفق مع محاضر ليحاضرنا الأسبوع القادم، وليس النقاش قاصرًا على نوع واحد من الثقافة، بل في كل مجالات الأدب والثقافة والفن؛ فتجد مثلا الشاعر الكبير محمد محمد الشهاوي، أو الفنان محمد عبلة، وغيرهما. كل أسبوع نختار موضوع الأسبوع القادم، ونقترح محاضرًا، ويتم الاتفاق معه. وردًّا على سؤال حول المواقف التي قد يتعرض لها من المارة؛ وخصوصًا أن ندوته في الشارع، قال "عم محمد": إن "الناس قد ألفوا وجوده وندوته الأسبوعية، ولا توجد مضايقات أبدًا، بل من الممكن أن يجتذب الأديب أو الشاعر المحاضر الناس، وهي تتحرك في الشارع، مثلما حدث مع الشاعر محمد الشهاوي، عندما امتلأ الشارع بمحبي فنه واحساسه الصوفي العاشق الرائع". الجدير بالذكر أن محمد جابر غريب هو صاحب أكثر من ست مجموعات قصصية، أشهرها مجموعة "سي السيد الديك" 1991، وآخرها "أزرار البلوزة وأشياء أخرى" في 2010. شاهد بالفيديو ندوة على الرصيف في رحاب السيدة