أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن إدانتها "للتدخل الإيراني السافر" في شؤون المنطقة، وذلك عقب اجتماع وزاري، مساء أمس الأحد، في الرياض، فيما انتقد نائب في مجلس الشورى الإيراني بشدة اتهام دول الخليج لإيران "بالتدخل" في شؤون المنطقة، معتبرا أن عليهم "إعادة النظر في موقفهم" بدلا من إصدار تعليقات "انفعالية". وجاء في البيان الختامي للاجتماع أن مجلس التعاون المكون من 6 دول خليجية عربية، هي: السعودية، والبحرين، والإمارات، وسلطنة عمان، وقطر، والكويت، يعرب عن "بالغ القلق لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون". وأوضح المجلس أن التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج العربية يتم "من خلال التآمر على أمنها الوطني، وبث الفرقة والفتنة الطائفية، بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها ولمبادئ حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية، وميثاق الأممالمتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، كما أعرب المجلس عن إدانته للتدخل الإيراني السافر في شؤون دولة الكويت، وذلك بزرع شبكات تجسس على أراضيها بهدف الإضرار بأمنها واستقرارها ومصالح مواطنيها". وتشهد علاقات دول الخليج مع إيران توترا منذ أن اتهمت البحرين طهران بالوقوف وراء الاحتجاجات التي شهدتها منذ 14 فبراير الماضي، فيما أصدرت محكمة كويتية حكما بالإعدام بحق ثلاثة أشخاص، من بينهم إيرانيان بتهمة الانتماء لشبكة تجسس إيرانية، ونفت طهران هذه الاتهامات. وفي سياق متصل، أكد الناطق باسم اللجنة الخارجية في المجلس، كاظم جلالي، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "أن هذه الدول تحاول أن توجه أصابع الاتهام إلى إيران بدلا من اتخاذ الإجراءات المناسبة لتلبية مطالب شعوبها". وكانت هذه اللجنة التي تتبنى عادة مواقف أكثر تشددا من مواقف الحكومة، اتهمت السعودية السبت "باللعب بالنار" عبر التدخل عسكريا في البحرين، وطالبت اللجنة بسحب القوات السعودية من المملكة التي يشكل الشيعة غالبية سكانها. وكرر الانتقادات الإيرانية لحكومة دول الخليج العربية التي "تشكل تبعيتها للولايات المتحدة، وجبنها حيال النظام الصهيوني شكلا من الإهانة التي تفرضها على شعوبها، وأكد أن إيران لا تتدخل إطلاقا في الشؤون الداخلية لجاراتها".