اعتبر الدكتور محمد عبد المقصود، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري وسيناء، أن الدعوة إلى "تمصير الآثار التي نادى بها البعض دعوة خاطئة ومغلوطة"، وقال: إن هيئة الآثار في مصر هيئة مصرية منذ إنشائها، ومنذ أن صدر أول قانون للآثار بعد ثورة 1952، ورئيسها مصري، وجميع مديري الآثار مصريون. وقال الدكتور عبد المقصود -ردا على عدد من الأثريين الذين طالبوا بعد أحداث ثورة 25 يناير بضرورة إنهاء احتكار البعثات الأثرية الأجنبية لأعمال التنقيب والترميم للآثار في مصر وتمصير أعمال الصيانة والمكتشفات الأثرية- إن البعثات الأجنبية العاملة في مصر تخضع لضوابط مصرية وتعمل بموافقة مصرية سواء أمنية أو فنيه، كما تخضع للرقابة والإشراف، ويمكن لأي مفتش آثار مصري أن يوقف عمل أي بعثة أجنبية إذا خالفت القانون. وأضاف، أن مديري المناطق الأثرية مصريون، وبعثات الآثار المصرية تشكل في مجموعها عددا أكبر من البعثات الأجنبية العاملة في المواقع الأثرية على مستوى محافظات مصر، وأن الأثريين المصريين لهم إنجازات كبيرة في مجال العمل والاكتشافات الأثرية. وتابع، أنه لا يمكن في غمرة الأحداث التي تمر بها الآثار الآن أن نلغي إنجازاتنا السابقة التي تحققت مع ثورة يوليو 1952، وقال: إن الآثار المصرية منذ ثورة يوليو لها إنجازات، كما سيكون للآثار المصرية بعد ثورة 25 يناير المزيد من الإنجازات، وليس من بينها التخلص من الاحتلال الأجنبي للآثار المزعوم، أو تبني الدعوة للإساءة لعلماء الآثار الأجانب الذين يساهمون بطريقة مشرفة وأمينة في اكتشاف تاريخ مصر يدا بيد مع الأثريين المصريين. ولفت إلى أن مصر دولة مؤسسة لمنظمة اليونسكو الدولية، ومشاركة في كل المنظمات الدولية التي تحمى الآثار على مستوى العالم، ونوه بأن تلك المنظمات تضع مصر في مقدمة الدول التي تضم تراثا حضاريا أثريا فريدا على مستوى العالم، وتقدم لها المساعدات الفنية والعلمية، وفي مجال التدريب، تقديرا لمصر ومكانتها التاريخية والحضارية. وناشد الدكتور عبد المقصود الأثريين المصريين أن يعملوا من منظور أن العالم ينظر إلينا كيف نحمي آثارنا وليس كيف نختار وزيرنا في الآثار من الأكاديميين أو من الأثريين أبناء هيئة الآثار. وأضاف، أن هذه الدعاوى التي أدت إلى انشقاق الأثريين، بين أثري ينتمي للجامعة أو أثري ينتمي للمجلس الأعلى للآثار، مؤكدا أن لكل منهما دوره المنوط به في خدمه الآثار الأول بشكل أكاديمي والثاني بشكل ملموس لواقع العمل. يذكر أن مجموعة من الأثريين قد عقدوا ندوة مؤخرا ببيت السناري الأثري، يطالبون فيها بإنهاء احتكار البعثات الأجنبية الأثرية للعمل في التنقيب والترميم في مصر.