انتقد مسؤول فلسطيني، اليوم الأحد، القاضي الجنوب إفريقي السابق، ريتشارد جولدستون، بسبب تراجعه عن اتهاماته الحادة لإسرائيل، بشأن الحرب التي شنتها على قطاع غزة قبل عامين. وقال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في تصريحات إذاعية: إن جولدستون "يبدو أنه لم يستطع تحمل الإرهاب الذي مورس ضده، فاضطر أن يخضع للأسف الشديد". وأضاف شعث في تعقيب على المقال الذي كتبه جولدستون في صحيفة واشنطن بوست: "شيء مؤسف أن شخصا محترما وذا مكانة مثله يخضع للإرهاب الإسرائيلي الذي مورس ضده منذ صدور التقرير وحتى الآن". وأشار إلى أنه "تمت مقاطعة الرجل في كل مكان وحظر عليه حضور تعميد أولاده في الكنيس الإسرائيلي، وحرم من الاستقبال في كل التجمعات الدينية السياسة والاجتماعية في الولاياتالمتحدة وأوروبا وجنوب إفريقيا، وبالتأكيد في إسرائيل التي لم يعد مرحبا به فيها منذ صدور التقرير". وتابع: "يبدو أنه بعد ذلك كله كان عليه القبول بالحلول المريحة من أجل إنهاء العقوبات والإرهاب والحظر والحرمان الديني الذي فرض عليه". وشدد شعث على أن ما ورد في المقال الذي نشره جولدستون يثير العديد من الأسئلة وعلامات الاستغراب، وقال: "جولدستون يتحدث عن الإجراءات التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية ما بعد الحرب فهل هذا يلغي ما قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي والأوامر التي أصدرتها الحكومة الإسرائيلية أثناء الحرب؟". وأضاف: "ثم يتحدث عن أن الحكومة الإسرائيلية قررت أن توقف أو تقلل من استخدام الفسفور الأبيض ضد المدنيين في التجمعات السكانية الكبرى، فهل هذا يعني إعفاءها من الجريمة التي ارتكبتها أثناء حربها على غزة؟". وكان جولدستون تراجع في مقاله عن توجيه اتهامات حادة إلى إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة بادعاء أنه "لو كان يعرف آنذاك ما يعرفه الآن لكتب تقريرا مختلفا تماما". واتهم تقرير جولدستون الذي ترأس لجنة تحقيق للأمم المتحدة وصدر في سبتمبر 2009، إسرائيل ومجموعات فلسطينية بارتكاب جرائم حرب خلال عملية (الرصاص المصبوب) الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل 1400 فلسطيني و10 إسرائيليين.