أثار جدول امتحانات الثانوية العامة الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2010/ 2011 منذ أيام قليلة حالة من الاستنكار بين العديد من طلاب الشعبة العلمية، وأكدوا استياءهم من الجدول برغم تقدمهم بشكاوى من الجدول المقترح خلال الفترة الماضية، ووصفوه بأنه غير منصف، ولا يلائم واقع هذا العام المحافظات التي بدأت الدراسة في وقت متأخر، بينما جاءت ردود فعل طلبة الشعبة الأدبية مؤيدة للجدول ووصفوه بالمتوازن. يقول محمد يسري طالب بالمرحلة الثانية بالثانوية العامة، إن الجدول أغفل الاضطرابات التي شهدها الطلاب هذا العام بسبب أحداث الثورة وتأخر بدء الفصل الدراسي الثاني، فضلاً عن أن نسبه المحذوف من المناهج العلمية مجرد صفحات مما سبب ضغطا كبيرا من المدرسين والطلبة لإنهاء المناهج ومراجعتها في أقرب وقت، مضيفا أنه من غير المنصف أن يكون بين كل مادة والمادة التالية لها يوم واحد، فكيف يمكن لطالب مراجعة منهج المادة الواحدة وحل ما يكفيه من الأسئلة خلال يوم. يقول فتحي عبد الصبور مدرس رياضيات للثانوية العامة، إن الجدول راعى شكوى الطلاب في الجدول المقترح في المواد الأدبية، ولكنه في المقابل ضغط على الفترة الزمنية لامتحانات بعض المواد العلمية، وخاصة لطلبة علمي رياضة، كما ظلم الجدول مواد أخرى كمادة الفيزياء ومادة التاريخ لعدم وجود فترة كافية لمراجعتهم قبل الامتحان، مشيراً إلى أن اختصار فترة الامتحان في 12 يوما سلاح ذو حدين، لكونه سيعطي فرصة أكبر لفترة التصحيح لتكون أكثر دقة، ولكنه في المقابل سيضغط على حالة الطلاب النفسية. وعقب عادل عجمي مدرس اللغة الألمانية ومدرب طرق التدريس، أن الجدول هذا العام أفضل مما كان عليه العام الماضي، حيث أتاح مساحات جيدة بين المواد الشعبة الأدبية، برغم أنه كان يجب إتاحة فرصة أكبر لأيام الفواصل لمواد الكيمياء والفيزياء؛ لأنها من ذوات الحشو الزائد والمحذوف منها مجرد صفحات فقط، منوها أن قرار ضغط الامتحانات في أيام وجيزة أمر إيجابي لأن ظروف البلد لا تسمح بإطالة فترة الامتحانات والتصحيح، فضلاً عن أن معظم المراقبين على اللجان يتنقلون بين المحافظات، مما يستوجب وضع شؤونهم في الحسبان. وخالفهم في الرأي خالد محمود قائلا إنه على الرغم من أن توقعات الجميع هذا العام كانت متجهه نحو فكر تنظيم دقيق ومراع للجدول نظراً لما شهده الطلبة هذا العام من أحداث الثورة والتي أثرت على التوقيت الدراسي، ولكن الجدول جاء ليبطل هذا الاعتقاد لما فيه من ضغط للمواد بشكل كبير وعدم مراعاة للطلبة وخاصة شعبة المرحلة العلمية؛ لأن مادة الفيزياء لا تتناسب بوضع يومين فقط قبلها، وكذلك الكيمياء والأحياء. وصرح محمود عميرة وكيل أول وزارة التربية والتعليم، أن جدول الثانوية العامة متوازن لأنه تخلى عن الفواصل الكبيرة بين أيام الامتحانات والتي كانت تجعل الطلاب يعاصرونها باسترخاء، وكان لا بد من استغلال فترات الفواصل بين الامتحانات دون أن يحدث كالسنوات السابقة أن تمر أسابيع بين أيام الامتحانات دون أن يكون هناك عدد كاف من الطلاب في اللجان بسبب كون هذه المواد مواد اختيارية، ولا يوجد عدد كبير من الطلاب اختاروها كمادة الجغرافيا ومواد أخرى.