«لسنا حقل تجارب.. والجدول يمكن تغييره.. مازال هناك وقت».. كلمات ينطق بها طلاب الثانوية العامة بعد إعلان جدول امتحاناتهم لهذا العام منذ يومين، حيث جاء الجدول مخيباً لآمالهم بالفعل.. لم تراع رغباتهم بزيادة عدد الأيام بين المواد إلي الحد الذي يسمح لهم بمراجعتها قبل دخول الامتحان، خاصة المواد الصعبة مثل الأحياء والرياضيات، أو علي الأقل لم يتم وضع الجدول كما كان في العام الماضي والذي وصفه البعض بأنه أفضلها علي الإطلاق.. لكن في وزارة التعليم دائمًا ما تأتي الرياح بما يشتهي وزير التعليم الدكتور أحمد زكي بدر، فبعد النظر إلي الجدول جيداً سندرك جميعا أنه تم وضعه طبقاً لرغبات «بدر» التي أعلن عنها من قبل بأن تكون الامتحانات يومية ويكون هناك يوم واحد فقط أجازة في الأسبوع وهو يوم الثلاثاء.. طبعًا بالإضافة إلي الجمعة، ورغم أن الوزير قال بالنص إن «الجدول تم وضعه هذا العام بواسطة لجنة متخصصة»، فإن الواضح أن اللجنة أخذت علي عاتقها تنفيذ رغبات بدر بتقليل عدد أيام الامتحانات لإعطاء فرصة أكبر للمراجعة والتصحيح، وهو سبب واه ولا يدعو للتفكير لأنه لن يضر بشيء زيادة عدد أيام المراجعة والتصحيح.. أو جائز سيضر ببدر! الخبير التعليمي أحمد نبيل حبشي أكد أن «بدر» سيتراجع في جدول الثانوية العامة وسيقوم بتغييره لأن التراجع أصبح سمة قرارته التي يحاول من خلالها أن يكون لنفسه شعبية، حيث يعلن القرار ثم يتراجع فيه ليظهر في صف الناس والطلاب والمدرسين، وقال حبشي: «جدول الثانوية العامة سيتم تغييره، كما فعل بدر من قبل في كل قراراته وتراجع عنها، ومفيش مسئول بيقول كلام وميرجعش فيه، مثل موضوع غلق الكنترولات، وهذا العام بالذات لم يكن يصح أن يتم وضع جدول الثانوية العامة بهذه الطريقة لأن السنة شهدت مشاكل كثيرة مثل أزمة إنفلونزا الخنازير، وتغيير الوزير، وعموما الثانوية العامة أجواؤها متوترة ولا يمكن وضع امتحانين فيها في يوم واحد أو كل يوم بهذه الطريقة، والوزير لو كان يريد إجراء تعديل في الجدول لكان قد قام به علي مراحل وليس مرة واحدة هكذا، وعلي الأقل كان جعل يومين أجازة قبل كل مادة، حيث إن هناك امتحانات ستكون يومياً، ووقتها لا نعرف ماذا سيحدث للطلاب؟ عبد الحفيظ طايل - مدير مركز الحق في التعليم - قال: نظام الامتحان يوميًا في الثانوية العامة نظالم قديم وكان يتم تنفيذه من قبل، ومن حق الطلاب أن يعترضوا علي طريقة وضع الجدول هذا العام، لأنه من المفترض أن يحدث التغيير فيه بشكل تدريجي وليس مرة واحدة كما حدث، لأنه لابد أن يأخذ الطلاب وقتًا كافيًا للمراجعة حتي يكونوا مستعدين عموماً لجميع الامتحانات، والجزء الإيجابي الوحيد في الجدول هو تقليل فرص الدروس الخصوصية الكثيرة لضيق الوقت. وقد جاءت الشكاوي الأكثر من طلاب المرحلة الأولي والذين يمثلون معظم طلاب الثانوية هذا العام، وقالوا: إن الجدول لم يترك سوي يوم واحد قبل كل من مواد الأحياء واللغة الأجنبية الأولي والثانية وكذلك الجبر رغم أن مادة الكيمياء يسبقها ستة أيام، كما أن هناك ثلاثة أيام امتحانات في بداية الجدول تأتي وراء بعضها وكذلك في منتصفه. الدكتور «كمال مغيث» - الخبير التعليمي - قال: كل نظام له مزايا وعيوب، ووضع جدول الامتحان بطريقة الامتحان يومياً سيؤدي إلي الانتهاء منه بسرعة فقط لا غير، والحل الوسط في موضوع الجدول هو الامتحان لمدة أربعة أيام في الأسبوع ووضع المواد العلمية في بداية الأسبوع لتكون هناك فرصة أمام الطلاب لمراجعتها. مدحت مسعد - وكيل وزارة التعليم بالقاهرة - قال: جدول الثانوية العامة سيتم وضعه بعد دراسة جميع الآراء التي وردت للوزارة من المحافظات، بحيث يتم وضعه بطريقة «تعجب» الجميع، وعامة طلاب العلمي يمتحنون مواد غير طلاب الأدبي وبالتالي ستكون هناك فروق في الأيام كفرصة للمراجعة. أما ثروت البلقاسي- مدرس- فقال: الجدول لن يتم تغييره مهما حدث! وسكت.