هجرت الشعر منذ سنوات او لعله هو الذى هجرنى ثم عاد كلانا إلى الآخر عودة الغريب إلى وطنه فكانت مناجاة دمعتى الحائرة . لم أنتبه لوقع خطواتك لم اشعر بدفء أنفاسك كيف تحسست الطريق وسط الظلام كيف بدت لك المخاوف والأوهام ؟ من اين تدفقت ؟ من ينبوع خوف وغربة ؟ أم سكون وامن وسلام ؟ يا دمعتى الحيرى مهلا لا تتركينى أحتاج إليك الآن لا تسافرى ..لا تهاجرى فقد ازحت عن وجهى غبارات السنين وشظايا فؤاد كسير قد سكن يجاهد ظلمات التيه والليل الساج وأنات نفس يسكنها الألم مهلا لا تتعجلى بالرحيل فروحى الظمأى تمد إليك يدا ترقب مرآتك النقية وتنثر من حواليك الندى وتفتح خزانة سرها المكنون وتطلق آهة قلبها قلبها المكلوم وبسمة خجلى وراء الستار مع الأيام والنهارات الجلية كم طواها الظلام كلما الصبح بدا لكنها تعود ببردها ودفئها بصراخها...بصمتها...بسكونها بضجيجها وهدوئها بعنقود فل أبيض وسحابة ثملى فى الأقق البعيد بدعاء وقنوت وركوع وسجود بثورة وانتفاضة بترحال بين يوم وامس وماض وحاضر ونفس ممزقة ترقب مولد الصبح الجديد تنزع عنها لجام الصمت وتسبح فى لألأء الحروف والكلمات والأفكار وموسيقى لحنها الغض الوليد فلنرحل معا... ولنصرخ معا... ولنسجد لله معا.... ولتنتفض كل الحروف الجريحة.. والكلمات المختنقة التى طالما صدحت بالشدو والتغريد فهى الصبح وهى النور وهى الدفء وهى الرياحين والنبض الساكن فى حنايا الورود هى مأواى ومهجعى وشريانى وواحة الأمن لطائر الليل الشريد.........