●● كان حبيب العادلى وزيرا متعجرفا، قليل الكلام، لأنه لا يجيده، وقليل الظهور، لأنه يتعالى. وكانت وزارة الداخلية تعمل لحماية النظام والرئيس وأسرته، فغاب الأمن الجنائى. ولم يجد الشعب من يحميه. وربما نجحت الوزارة فى مكافحة الإرهاب، على الرغم من حادث شرم الشيخ، وحادث كنيسة القديسين، كما أجهض أمن الدولة سابقا محاولات إرهابية أخرى ولم يعلن عنها من أجل السياحة.. وعلى الرغم من ذلك يسجل لوزارة الداخلية فى عهد العادلى أنها أوقفت جرائم الإرهاب.. لكن وزارة الداخلية استبدلت شعار الشرطة فى خدمة الشعب بشعار: الشرطة والشعب فى خدمة الوطن. وكنا جميعا نعلم أن الرئيس كان يظن أنه الوطن، وأنه مصر.. وبذل المنافقون جهودا مضنية كى يؤكدوا للرئيس ما يظنه. ●● اللواء منصور العيسوى هو أول وزير للداخلية يواجه الناس، سواء بمداخلات تليفونية، أو بالظهور على الشاشة. ففى حياتنا عرفنا وزراء داخلية لا يظهرون للناس كثيرا ولا يتحدثون معهم.. وسياسة الوزير منصور العيسوى تستحق الانتظار لنرى نتائجها ويمكن تقييمها. لكن الوزير الذى كان ضيفا على برنامج مصر النهارده مع الزميل خيرى رمضان، يبدو رجلا طيب القلب، وتلقائيا، وهو نظيف اللسان واليد، ومثقف، فى منزله مكتبة تحتوى على ما يقرب من 50 ألف كتاب وهو قارئ، ومن يقرأ يعرف، ومن يعرف أكثر يتواضع أكثر، وهذا وجدته عندما تحدث الوزير.. إلا أن أهم قضية عند الشعب اليوم، عودة الأمن، وأن يعود رجل الشرطة، وهو يحمل كل الاحترام والتقدير للمواطن. وحين يجد المواطن الاحترام سوف يرده باحترام مماثل.. وهذا أهم ما ينتظره الشعب فى سياسة الوزير. ●● بمناسبة تغيير العلاقة بين الشرطة والشعب، أعرض تلك الرسالة التى تلقيتها من القارئ رامز محسن: «أول مرة أكتب فيها لك وباختصار ذهبت مع والدى إلى استاد القاهرة لحضور مباراة الأهلى وسوبر سبورت، وكانت أول مرة يتوجه فيها والدى إلى الاستاد منذ 1994 وأثناء الخروج من بوابة الدرجة الثانية إلى البوابة الرئيسية التى بجانب مستشفى الطب الرياضى تعب الوالد بشدة بسبب مشاكل فى القلب فذهبت إلى البوابة بسرعة لاستئذان الأمن لإحضار سيارتى إلى الداخل لكن الوالد قال لى بلاش هيقولك ممنوع دى تعليمات أمنية ولكنى فوجئت بأن الأمن يرحب، وأشكر رجل الأمن الذى وافق على الدخول بسيارتى إلى داخل الاستاد.. وأحب أخبرك أن الدخول إلى الاستاد والخروج منه تغير كثيرا عقب الثورة». ●● انتهت الرسالة.. وهذا هو الأمر الطبيعى، هذا ما يجب أن يكون، فالمواطن ينتظر دائما المساندة والحماية من رجل الشرطة.. إنه رمز القانون فى الشارع، وسوف يكون القانون فوق الجميع ويطبق بعدل وبمساواة، ونتائج ذلك ستكون رائعة على البلد إن شاء الله.. المهم أن نساعد وأن نصبر قليلا.