كتابة ساخرة، بسيطة. تقرؤها لكى تضحك فقط لاغير، لكن لا يمنع ذلك من بعض التفكير والتأمل أحمد العسيلى كان ضيفا على مكتبة الشروق بفرع الزمالك، لتوقيع كتابه «الكتاب الثانى» الصادر حديثا عن دار الشروق. تحول، كما هو متوقع، الحفل إلى مناقشة الجدل الدائر حول الثورة والثورة المضادة، والتعديلات الدستورية، وغيرها من الأمور المثارة حاليا. حاول العسيلى أن يجذب الحضور، الذى كان قليلا عكس المتوقع، ربما بسبب مباراة الأهلى وسوبر سبورت، إلى كتابه، الصادر عن دار الشروق، إلا أن الجمهور كان متحمسا لمعرفة رأيه فى التعديلات الدستورية. وتحول حفل التوقيع إلى مناقشات جدلية بين الكاتب والحضور، حتى جاء إليه سؤال عن كتابته بالعامية، وهل هذا يعتبر منه ازدراء للغة العربية؟. وأجاب العسيلى على السائل أن اللغة العامية هى اللغة التى يحب الكتابة بها، ومن ثم يجد نفسه فيها. وهنا تحول السؤال إلى اتهام بأنه يساعد الأجيال الجديدة على تجاهل لغة القرآن الكريم. ولتهدئة الأمور، قامت عمة العسيلى الدكتورة ثريا العسيلى، وألقت كلمة، باللغة العربية الفصحى، حول مدى إيمان العسيلى باللغة العامية، مدافعة عن جمال العامية وبلاغتها الشديدة القرب من المصريين. يذكر كتاب العسيلى فى تقديمه أن: «الكتابة العامية مش بس بتغير طريقة كتابة كتير من الكلمات، بل كمان بتفرض فى أحيان كتير كسر بعض قواعد اللغة كسرا صريحا واضحا، (وبتبان المشكلة دى خصوصا لما تختلط العامية بفصحى سليمة كما فى هذا الكتاب). فبرجاء مراعاة التشكيل؛ لقراءة ما كُتب كما كُتب، أو فى الحقيقة كما قيل». وبدا خلال الندوة، سيطرة جدل الدولة المدنية فى مواجهة الدولة الدينية، فأشار العسيلى إلى فصل فى كتابه يتحدث عن الحكم الدينى. وفى هذا الفصل يقول العسيلى: «هو مبدئيا كده أصلا أساسا فيه إشكاليات كتير حول هذا المسمى لأسباب عديدة، من أهمها فى رأيى، اعتبار الناس أن الحكم الدينى هو عكس العلمانية، وده فى عينى مش صحيح (هو اللى حاصل فى العالم قُريب من كده فعلا بس ده مش الأصل فى الأشياء) لأن ببساطة ما بين هذا وذاك فيه درجات كتير جدا من الألوان مش من الحكمة تجاهلها جميعا؛ وتبقى يا إما عايز دولة دينية بيحكمها الدين، يا إما عايز دولة ما عندهاش دين... الحلول الوسطى فى المسائل الكبيرة الواسعة أوى كده هى دائما أفضل الحلول».