تظاهر آلاف المواطنين عقب صلاة الجمعة أمس معبرين عن رفضهم للتعديلات الدستورية، ودعوا الشعب إلى رفضها فى الاستفتاء الذى سيجرى اليوم. وكانت قوات الجيش الموجودة فى الميدان قد حاولت منع المظاهرة قبل صلاة الجمعة، إلا أن المتظاهرين أصروا على مواصلة الاحتجاج مرددين هتافات «الشعب يريد إعلان دستور جديد» و«لا لا للترقيع.. لا لا للدستور.. خلو بلدنا تشوف النور»، فشكل أفراد من الشرطة العسكرية صفا لفتح الطريق أمام حركة المرور، وهتف المتظاهرون «الشعب والجيش إيد واحدة». رفع المتظاهرون لافتات كبيرة كتب عليها «تعديل دستور مبارك الفاسد، استمرار لنظامه الفاسد.. 83 مليون مواطن يقولون لا»، فيما غاب أى مشهد للمؤيدين للتعديلات الدستورية. وألقى د. جميل علام، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الإسكندرية، خطبة الجمعة، وأعلن فيها رفضه للتعديلات الدستورية، قائلا: «لا نريد ترقيعا أو تمييعا للدستور، نريد كلمة حق، فما بنى على باطل فهو باطل»، متابعا: «الساقط يسقط ما يبنى عليها: لا يجوز أن نبنى برج متين على بنيان متشرخ آيل للسقوط». وأضاف علام: «ينبغى علينا من باب الأمانة والمسئولية أن نحافظ على دماء الشهداء الغالية الذين رووا بدمائهم بذور الحرية والكرامة، ما رخصت هذه الدماء يوما، حتى نقبل بالفتات، وأنصاف الحقوق، فلن نرضى بظلم يستمر، أو عدوان يعود، والعودة بنا مرة أخرى لنقطة الصفر»، مشيرا إلى أن الجيش هو ملك للشعب، ويجب عليه أن يخدم الشعب ويسهر على تنفيذ مطالبه. وقال علام: «باسم علماء معهد الدعوة الإسلامية، نعلن تكذيبنا لمن افترى على الإسلام بأن القول ب«نعم» هو واجب شرعى، فالإسلام لا يجبرك على رأى إنما يدعوك للاجتهاد والتفكير»، مشيرا إلى أنه من الواجب على كل مواطن أن يسأل عن فوائد «نعم» و«لا» ومخاطرهما، ولا ينساق وراء القطيع، ويعلم أنه من واجبنا أمام الله والشعب أن ندلى بأصواتنا بأمانة: حيث قال الله «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه». ودعا الخطيب القوات المسلحة للتروى وبذل جهد أكبر قائلا: «إننا كما نفتخر بقواتنا المسلحة التى عبرت فى حرب 73 فإننا نريد منهم أن يعيدوا العبور السياسى لمستقبل هذا الوطن». وألقى عدد من أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير كلمات من على منصة الإذاعة الرئيسية بالميدان، وأكد جورج إسحق عضو الجمعية رفضه للتعديلات الدستورية، لافتا إلى أن هذا الدستور تم ترقيعه أكثر من مرة ولا يجوز تعديله مرة أخرى. وشدد على أن استفتاء اليوم باطل، مبديا تعجبه من الاستعجال فى الانتخابات البرلمانية وعدم إعطاء فرصة لشباب الثورة لتكوين أحزابهم. وأضاف أنه لا يمكن إجراء انتخابات برلمانية فى ظل حالة الانفلات الأمنى، «نريد انتخابات رئاسية أولا ثم إعلانا دستوريا وهيئة دستورية لوضع دستور جديد ثم انتخابات برلمانية» وقال عبدالجليل مصطفى عضو الجمعية الوطنية للتغيير «الآن وقد أطحنا برأس الاستبداد والفساد وبرلمان التزوير ورئيس الوزراء الذى كان امتدادا للطاغية.. كل هذا جميل فالثورة انتصرت والشرعية للشعب ولا توجد سلطة أعلى من الشعب». ووزع المتظاهرون منشورات تحث المواطنين على رفض التعديلات الدستورية كتبوا فيها أسباب الرفض، أهمها «عاوزين عيش وحرية وعدالة اجتماعية، ومش عاوزين مبارك المستبد وتعديلات دستور مبارك». وهتف المتظاهرون للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة ضد جماعة الإخوان المسلمين التى أعلنت عن قبولها التعديلات الدستورية سابقا، وقالوا: «يا إخوان يا مسلمين.. بعتوا بلدكم بكام مليم». شارك في التغطية: مجدى سمعان ومصطفى هاشم ومحمد الفقى وأحمد عويس.