دبلوماسي مصري: الثورة المصرية تكتب صفحة جديدة في العلاقات بين مصر وحماس

بعد نجاح الثورة المصرية في إسقاط نظام الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، بدأت العلاقات بين مصر وحركة المقاومة الإسلامية حماس تأخذ منحى إيحابيا، وبدت في الأفق ملامح انفراجة وعودة للثقة المتبادلة، بعد فترة شابها بعض التوتر خلال النظام البائد، والذي كانت تربطه علاقات قوية مع العدو الصهيوني، وكان موقفه من المصالحة الفلسطينية على المحك.
ملامح تلك الانفراجة، كانت في تصريحات أحد الدبلوماسيين المصريين وقيادي في حركة حماس لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، واللذين أكدا أن العلاقة ما بين القيادة المصرية الجديدة والحركة لن تكون كما كانت عليه في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وأشارا في تصريحات منفصلة إلى أن "الأمور تتجه نحو فتح صفحة جديدة في العلاقة"، وإن كان الدبلوماسي المصري نوه إلى أن "مصر لن تقبل بحال استمرار الانقسام الفلسطيني أو الاعتراف باستمراره، وإنما ستسعى من أجل إنهاء هذا الانقسام، وإعادة الوحدة الفلسطينية" بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكر الدبلوماسي المصري الذي رفض الكشف عن اسمه أن "هناك عدم رضى عن عدد من الأمور التي سادت سابقا، ومن بينها ما يتعلق بإغلاق معبر رفح الحدودي" بين قطاع غزة ومصر، ويرى الدبلوماسي المصري أن وجود الإخوان المسلمين كجزء من المكون السياسي المصري القادم سيعمل على توفيق الرؤى بين الحركة والقيادة المصرية.
بدوره، أكد قيادي في حماس وجود "عدد من المؤشرات الإيجابية التي بدأت تحدث بعد تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، من بينها تكثف الاتصالات بين الجانبين، سواء ما هو معلن أو غير معلن لما فيه مصلحة الطرفين."
وفي هذا الصدد فقد تلقى وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة فتحي حماد اتصالا هاتفيا من وزير الداخلية المصري، منصور العيسوي، حيث "تباحثا خلاله الأوضاع السياسية على الساحة الفلسطينية"، كما "تناولا في اتصالهما الأحداث الجارية في الوطن العربي عامة، والوضع الفلسطيني خاصة، آملين أن تستقر الأوضاع في القريب العاجل".
كما أجرى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي، ناقشا خلاله العلاقة بين البلدين، وأشاد خلاله هينة بدور مصر "التاريخي والرائد تجاه القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية"، مشيرا إلى "العلاقة المتينة والطبيعية" التي تربط بين البلدين والشعبين، كما سبق ذلك اتصال هاتفي بين هنية ورئيس الوزراء المصري الجديد عصام شرف، بالإضافة إلى الأنباء التي تحدثت عن اجتماع غير معلن بين القيادي في حماس محمود الزهار مع مسؤولين مصريين أثناء قيامه بجولة خارجية.
وكانت الحكومة المصرية قد أفرجت عن عدد من المعتقلين من الحركة في السجون المصرية دون تهم، والذين كانت ترفض الحكومة المصرية السابقة الإفراج عنهم، فيما أكد دبلوماسيون مصريون أن النية تتجه لإعادة النظر في فتح معبر رفح الحدودي، وأسلوب التعامل مع الفلسطينيين في المعابر المصرية.