تسببت موجات الموجات العاتية الناتجة عن زلزال اليابان المدمر، والتي أدت إلى حالات إجلاء على ساحل المحيط الهادي في أمريكا الشمالية والجنوبية في فيضانات وصلت إلى تشيلي، أمس السبت، لكن الأضرار كانت محدودة. وعلى الرغم من أن موجات المد العاتية فقدت قدرا كبيرا من قوتها، بعدما قطعت آلاف الكيلو مترات عبر المحيط الهادي، إلا أن الحكومات لم تتبع مسارات عمل محفوفة بالأخطار، وأمرت بحالات إجلاء على نطاق واسع للمناطق الساحلية والموانئ والمصافي. وعلى الرغم من قوة أكبر زلزال تشهده اليابان على الإطلاق وموجات المد العاتية التي يعتقد أن عدد الموتى أو المفقودين جراءها يتجاوز 1800 شخص، فقد هدأت موجات المد نسبيا مع وصولها إلى الأمريكتين، وتسببت فقط في فيضانات محدودة، وأصبحت المخاوف من حدوث كارثة ليس لها ما يبررها. واجتاحت موجات المد جزيرة إيستر أيلاند النائية التشيلية الواقعة في المحيط الهادي، ونتج عنها موجات، لكنها لم تكن موجات كبرى، ووضحت لقطة تليفزيونية أن الأكواخ الخشبية على ساحل تشيلي الشرقي دمرت وجرفت بعض الزوارق الصغيرة عندما اشتدت موجات المد. ووصلت فيضانات البحر في وقت لاحق إلى 100 متر نحو الداخل في ديشاتو وتالكاهوانو، الواقعتين على بعد 500 كيلو مترا جنوبي العاصمة سانتياجو، والقريبتين من مركز الزلزال الهائل الذي بلغت شدته 8.8 درجة، والذي هز تشيلي في فبراير شباط 2010. وأوقفت الحكومة عودة السكان إلى منازلهم الساحلية حتى، ظهر أمس السبت، كإجراء احترازي. لكن الدمار بدا متوسطا نسبيا، وأعاد مسؤولون، يوم السبت، فتح موانئ تصدير النحاس التي أغلقت كإجراء احترازي أمام موجات المد، واستدعوا سفن ضخمة خرجت إلى البحر لتجنب الدمار. وعانت جزر جالاباجوس الإكوادورية التي تعد محمية طبيعية ونقطة جذب سياحي من بعض الأضرار في البنية التحتية، كما أضيرت مرافئ عديدة في كاليفورنيا. وقال مسؤول في الدفاع المدني في هاواي الواقعة على بعد 6200 كيلو مترا من اليابان: إن جزيرة بيج أيلاند أوف هاواي كانت هي الأكثر تضررا، حيث دمر حوالي 12 منزلا، أو تعرضت لأضرار بالغة، وتجاوزت المياه حاجز البحر في كايلوا كونا في الجزيرة الكبرى، وغمرت مياه الفيضان فندقا، ودمرت بعض المشاريع، وقدر حجم الدمار في رصيف كايلوا كونا بمليون دولار أمريكي. وفي جزيرة أواهو التي ضربتها أربع موجات مد عاتي مرسى يخوت عانت خسائر بلغت مليون دولار جراء أضرار في البنية التحتية، عندما انتزعت أرصفة كانت هناك سفن لا تزال مرتبطة بها. واتخذت الإكوادور احتياطات مشددة بعدما أعلن الرئيس رافائيل كوريا حالة الطوارئ في أنحاء البلاد عبر التليفزيون الحكومي، وحث السكان على الابتعاد عن السواحل. وأوقفت شركة النفط الحكومية بترواكوادور الإنتاج، لكن مسؤولين بالبحرية قالوا مساء الجمعة إن الخطر قد زال. وقالت الحكومة إن المكسيك أعادت فتح موانئها المطلة على سفن المحيط الهادي، ظهر أمس السبت، بما فيها ميناء سالينا كروز لتصدير النفط في مدينة واهاكا الجنوبية، وميناء الحاويات الرئيسي مانزانيلو، وميناء السفن السياحية لوس كابوس. وقال مسؤولون مكسيكيون، إن موجات عاليه ضربت الجنوب الغربي المطل على المحيط الهادي، لكن لا توجد تقارير عن وقوع أضرار.