يعرف الأطباء أن المصابين بالسكري هم أكثر عرضة لخطر الوفاة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، لكن بحثا جديدا أظهر أن المرض يزيد أيضا خطر الموت بأنواع عدة من السرطان وأمراض أخرى. وجمع البحث الذي نشر في دورية "نيو أنجلاند" الطبية، أمس الأربعاء، وحلل بيانات من 97 دراسة سابقة، شملت أكثر من 820 ألف شخص من كل أنحاء العالم. وتوصل البحث إلى أن الإصابة بالسكري رفعت احتمالات الوفاة بالسرطان بنسبة 25%، وأدت أيضا إلى زيادة خطر الموت بسبب العدوى وأمراض الكلى والكبد. ومن بين أكبر المخاطر التي يتعرض لها مرضى السكري سرطان الكبد والبنكرياس والقولون والمستقيم والأمعاء وسرطان الرئة. وتصل الإصابة بالسكري إلى مستويات وبائية؛ إذ يعاني 280 مليون شخص أو 6.4 % من سكان العالم من هذا المرض، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الإصابات أكثر في ظل ارتفاع معدلات السمنة أيضا. وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن ما يصل إلى ثلث البالغين في الولاياتالمتحدة قد يصابون بمرض السكري بحلول عام 2050 إذا استمروا في زيادة الوزن وتوقفوا عن ممارسة الرياضة. وكشفت دراسة أخرى نشرت هذا الأسبوع أن ملايين من حالات الإصابة بالسكري لا يتم تشخيصها، ومن ثم لا يتلقى المصابون بالمرض الرعاية الطبية اللازمة، مما يزيد من مخاطر تعرضهم للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب ومضاعفات خطيرة مثل العمى ومرض الكلى المزمن. وقال إيمانويل دي أنجيلانتونيو من جامعة كمبريدج في بريطانيا، والذي شارك في الدراسة، في إطار تعاون دولي: "تسلط هذه النتائج الضوء أكثر على الحاجة إلى الوقاية من مرض السكري وفهمه بشكل أفضل. وتشير إلى أن مرض السكري ليس عامل خطر فقط على القلب والأوعية الدموية، ولكنه مرتبط كذلك بحالات أخرى".