هل سيحول استمرار الأزمة فى دارفور دون عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية فى السودان؟ فى رأى عدد من المراقبين، يكتسب هذا السؤال أهمية قصوى مع اشتعال المعارك العسكرية بين الحكومة والمعارضة فى تشاد، وهو ما سينعكس فى غالب الأحوال على استقرار الأوضاع فى إقليم دارفور، خاصة مع قيام جهات أجنبية بتوجيه أصابع الاتهام للخرطوم بأنها وراء ما يحدث فى تشاد. الحزب الحاكم يرفض تأجيل الانتخابات.. والترابى يقول: الحكومة كاذبة! بدأ الحديث حول الانتخابات الرئاسية فى السودان مبكرا، وعلى خلفية حالة من التشكك حول مصير الرئيس السودانى عمر البشير الذى يواجه قرارا بالاعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة تهم بارتكاب جرائم حرب فى دارفور، وتتفاوت الآراء حول إمكانية عقد هذه الانتخابات الرئاسية أم تأجيلها، خاصة أنها من المفترض أن تتم بالتوازى مع انتخابات تشريعية. ويقول «عثمان كبر » والى شمال دارفور إن الحكومة السودانية تجرى الاستعدادات اللازمة لعقد الانتخابات فى موعدها بل ولضمان نجاح هذه الانتخابات. وحسب «كبر» فإن حكومة الخرطوم أبلغت واشنطن خلال الزيارات التى قام بها مبعوثون أمريكيون إلى السودان مؤخرا، بعزمها على عقد الانتخابات فى موعدها. من جانبه قال الصادق المهدى رئيس حزب الأمة السودانى المعارض إن حزب الأمة مستعد لدخول الانتخابات العامة فى حال إجرائها فى الموعد المقرر فى مطلع العام القادم. وأكد المهدى أن التمهيد السليم لإجراء هذه الانتخابات يتطلب بالضرورة التوصل إلى حل سلمى لأزمة دارفور. ويؤكد نائب رئيس المجلس الوطنى والقيادى البارز بالحركة الشعبية «أتيم قرنق» استعداد الحركة ومواطنى جنوب السودان لخوض معركة الانتخابات حسب الجدول الزمنى المعلن من قبل المفوضية العامة للانتخابات. وأشار إلى أن الوضع بالجنوب يسمح بإجراء الانتخابات فى فبراير المقبل، مشيرا إلى أن الحركة تكمل استعداداتها من النواحى المادية والسياسية والإدارية. من جانبه، قال حسن الترابى رئيس حزب المؤتمر الشعبى المعارض لنظام البشير، إن حديث الحكومة السودانية عن الانتخابات وموعدها فى هذه الآونة ما هو «إلا كذب حكومى فقط». ويقول الترابى إن الإحصاء السكانى اللازم لتحديد الدوائر الانتخابية وعدد الناخبين للانتخابات الرئاسية والتشريعية على حد سواء «تم كبته» ويتهمه الكثيرون بأنه غير صحيح. ويضيف أنه بدون الإعلان عن كل تفاصيل هذا الإحصاء «لن تكون هناك انتخابات حرة ولا نزيهة». ونفى رئيس حزب المؤتمر الشعبى فى تصريحات أدلى بها ل«الشروق» ما تردد عن احتمال ترشحه لمنصب الرئاسة فى مواجهة الرئيس البشير، خصمه السياسى اللدود وحليفه السابق. وقال إنه أيضا لن يترشح للانتخابات التشريعية لأنه لا يرغب فى أن يكون وزيرا أو نائب رئيس أو حتى رئيسا»؟ ويقول فيصل محمد صالح الكاتب الصحفى والمحلل السياسى السودانى فى اتصال هاتفى مع «الشروق» ان استمرار أزمة دارفور من شأنه أن يتسبب فى تعقيدات أمام إجراء الانتخابات خاصة أن هناك مناطق فى دارفور «ما زالت خارج سيطرة الحكومة ولا يمكن إجراء انتخابات فيها». ويضيف صالح أنه إذا تم إجراء انتخابات «فستكون مجرد انتخابات جزئية».ويرى صالح أن إجراء انتخابات غير كاملة سيكون «أسوأ ما يمكن أن يتم» لأنه سينال من مشروعية هذه الانتخابات ومن صدقية نتائجها. ويرجح صالح أن يسعى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان، لاستعجال موعد عقد الانتخابات قبل موعدها فى فبراير المقبل، حتى لو استبعدت بعض الدوائر والتى من أهمها إقليم دارفور، لأنه الحزب الأكثر جاهزية لهذه الانتخابات»، ولاعتقاد قيادات الحزب أن هذه الانتخابات من شأنها أن «تدعم شرعية» نظام البشير. ويقول إن حزب المؤتمر الوطنى حتى لو لم يحصل على أغلبية مطلقة، فإنه مرشح للحصول على تأييد لا بأس به يضمن له عددا كبيرا من مقاعد البرلمان.