البنتاجون يعلن إصابة قائد الجيش الأمريكي في أوروبا وبعض الموظفين بفيروس كورونا    ترتيب الدوري المصري بعد تعثر الأهلي وبيراميدز وفوز الزمالك    نبيل شعيل ومحمود الليثي يتألقان في مهرجان ليالي مراسي بالساحل الشمالي (صور)    بعد غلق التسجيل اليوم.. متى تعلن نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025؟    «التعليم العالي»: اليوم الفرصة الأخيرة لتنسيق المرحلة الثانية    قروض السلع المعمرة بفائدة 26%.. البنوك تتدخل لتخفيف أعباء الصيف    تعرف على أعلى شهادة ادخار في البنوك المصرية    الضرائب: 12 أغسطس آخر موعد لانتهاء التسهيلات الضريبية    حقائق جديدة حول اتفاقية الغاز بين مصر وإسرائيل يكشفها وزير البترول الأسبق    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال يوليو    صواريخ مصرية- إيرانية متبادلة في جامعة القاهرة! (الحلقة الأخيرة)    الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية    البحرين ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا برعاية أمريكية    نعم لعبّاس لا لحماس    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن في عطلة الصاغة الأسبوعية الأحد 10 أغسطس 2025    " مركز معايا ".. تفاصيل مشاهدة زيزو وحكم مباراة الأهلي ومودرن سبورت (فيديو)    أمير هشام: الأهلي ظهر بشكل عشوائي أمام مودرن.. وأخطاء ريبيرو وراء التعادل    دون فوز وضعف دفاعي.. ماذا قدم ريبيرو مع الأهلي حتى الآن؟    ريبيرو: كنا الأفضل في الشوط الثاني.. والتعادل أمام مودرن سبورت نتيجة طبيعية    20 صفقة تدعم كهرباء الإسماعيلية قبل بداية مشواره في الدوري الممتاز    داروين نونيز.. ماكينة أهداف تنتقل من أوروبا إلى الهلال    ننشر أسماء المصابين في حريق محلات شبرا الخيمة    طقس مصر اليوم.. ارتفاع جديد في درجات الحرارة اليوم الأحد.. والقاهرة تسجل 38 درجة    «بيت التمويل الكويتى- مصر» يطلق المدفوعات اللحظية عبر الإنترنت والموبايل البنكي    لهذا السبب.... هشام جمال يتصدر تريند جوجل    3 أبراج «حياتهم هتتحسن» بداية من اليوم: يحتاجون ل«إعادة ضبط» ويتخلصون من العشوائية    التفاصيل الكاملة ل لقاء اشرف زكي مع شعبة الإخراج بنقابة المهن التمثيلية    محمود العزازي يرد على تامر عبدالمنعم: «وعهد الله ما حصل» (تفاصيل)    شيخ الأزهر يلتقي الطلاب الوافدين الدارسين بمدرسة «الإمام الطيب»    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    من غير جراحة.. 5 خطوات فعالة للعلاج من سلس البول    يعاني ولا يستطيع التعبير.. كيف يمكن لك حماية حيوانك الأليف خلال ارتفاع درجات الحرارة؟    الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 470 مناصرا لحركة "فلسطين أكشن" (صور)    دعاء الفجر يجلب التوفيق والبركة في الرزق والعمر والعمل    مصدر طبي بالمنيا ينفي الشائعات حول إصابة سيدة دلجا بفيروس غامض    مصرع وإصابة طفلين سقطت عليهما بلكونة منزل بكفر الدوار بالبحيرة    وزير العمل: غرامة تصل إلى 200 ألف جنيه للأجنبي الذي يعمل بدون تصريح بدءا من سبتمبر    خالد الجندي: أعدت شقة إيجار قديم ب3 جنيهات ونصف لصاحبها تطبيقا للقرآن الكريم    القبض على بلوجر في دمياط بتهمة التعدي على قيم المجتمع    طلاب مدرسة الإمام الطيب: لقاء شيخ الأزهر خير دافع لنا لمواصلة التفوق.. ونصائحه ستظل نبراسا يضيء لنا الطريق    مصادر طبية بغزة: استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا 40 منهم من منتظري المساعدات    مراد مكرم: تربيت على أن مناداة المرأة باسمها في مكان عام عيب.. والهجوم عليَ كان مقصودا    جنايات مستأنف إرهاب تنظر مرافعة «الخلية الإعلامية».. اليوم    هل هناك مد لتسجيل الرغبات لطلاب المرحلة الثانية؟.. مكتب التنسيق يجيب    أندريه زكي يفتتح مبنى الكنيسة الإنجيلية بنزلة أسمنت في المنيا    سهام فودة تكتب: أسواق النميمة الرقمية.. فراغ يحرق الأرواح    ترامب يعين «تامي بروس» نائبة لممثل أمريكا في الأمم المتحدة    أمين الجامعات الخاصة: عملية القبول في الجامعات الأهلية والخاصة تتم بتنسيق مركزي    "حب من طرف واحد ".. زوجة النني الثانية توجه له رسالة لهذا السبب    منها محل كشري شهير.. تفاصيل حريق بمحيط المؤسسة فى شبرا الخيمة -صور    يسري جبر: "الباء" ليس القدرة المالية والبدنية فقط للزواج    نرمين الفقي بفستان أنيق وكارولين عزمي على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    توقف مترو الأنفاق وإصابة 4 أشخاص.. تفاصيل حريق محلات شبرا الخيمة -آخر تحديث    ما تأثير ممارسة النشاط البدني على مرضى باركنسون؟    أفضل وصفات لعلاج حرقان المعدة بعد الأكل    أفضل طرق لتخزين البطاطس وضمان بقائها طازجة لفترة أطول    الدكتور محمد ضياء زين العابدين يكتب: معرض «أخبار اليوم للتعليم العالي».. منصة حيوية تربط الطلاب بالجماعات الرائدة    رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بشكاوى تداعيات ارتفاع الحرارة في بعض الفترات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو: شهادات حية لمعتقلين قضوا 20 عاما في سجون النظام السابق
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 03 - 2011

جلسة استماع مدتها قرابة خمس 4 ساعات متواصلة، عقدتها 6 مراكز حقوقيه بالإسكندرية وهي "الشهاب لحقوق الإنسان، وضحايا لحقوق الإنسان، والنديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، ومركز نصار للقانون والمحاماة وحقوق الإنسان، وجمعية بلدي لتنمية الديمقراطية، وجمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان"، مساء أمس، لكشف خبايا سلخانات التعذيب داخل السجون ومقار أمن الدولة في عصر الرئيس "مبارك" السابق, حكا فيها عشرات المعتقلين طريقة اعتقالهم، وأشكال التعذيب التي ذاقوها خلال 20 عاماً متواصلة في المعتقل دون تنفيذ حكم قضائي واحد لصالحهم، رغم ما يملكونه من عشرات الأحكام, قصص مروعة لضحايا التعذيب والاعتقالات ترويها "الشروق" لأول مرة في السطور التالية.
بداية كل من يتحدث كان يقسم بالله على أن كل كلامه صحيح ولا يشوبه كذب أو تضليل، وتعرفنا خلال الجلسة أن من أسوء ما عانوا منة خلال السجن هو "أن رئيس مباحث سجن أبو زعبل قام بحرق المصاحف، وأمر المعتقلين بالسجود لصورة مبارك والطواف حولها، فضلا عن أمر المعتقلين بالارتواء من مياه ترعة الإسماعيلية, واغتصاب 5 مساجين قبل إضرابهم عن الطعام حتى ماتوا, ناهيك عن استشهاد قرابة 80 مسجون جراء عمليات التعذيب التي سنتعرف عليها تباعا.
الدكتور "محمد" نجل دكتور عمر عبد الرحمن، المعتقل حالياً في سجون أمريكا منذ 20 عاما، قال إن والده من علماء الأزهر الشريف وحصل على دكتوراه في الدعوة, وكان متميزا في دراسته وكان ترتيبه المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الشهادة الابتدائية، والأول على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية, وحصل في الجامعة على مرتبة الشرف، كما حصل على درجة الامتياز في الدكتوراه, ناهيك عن أنة من العلماء القلة الذين يصدعون بالحق.
وأضاف "محمد" أن والدة عمل على فضح الأنظمة الفاسدة دون أن يرضخ أو يرضى قبول مساومات الحكومة المصرية ونظام مبارك، وهو ما اعتبره النظام جريمة في حقه, لأنة كان يصدع بالحق, وعرضوا عليه منصب مشيخة الأزهر ودار الإفتاء, إلا أنه كان دائماً يقول كلمته المشهورة "إن المناصب تحبوا تحت أقدامنا.. ونحن ندوسها بنعالنا".
وقال "محمد" منعوا والدي من التدريس في جامعة أصول الدين, فتفرغ لفضحهم, وكان يناشد بالشعارات التي خرج بها شباب مصر في ثورة 25 يناير الناجحة "التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية"، ملمحا إلى أنه تم تلفيق عشرات القضايا لوالدة, ولكن قضاء مصر الشامخ والذي لم يلوثه النظام "الفاسد" برأه من جميع التهم التي حاولوا إلصاقها به.
وفجر "محمد" مفاجأة، بأن والده تعرض لعملية اغتيال من قبل الأجهزة الأمنية المصرية في عام 88، فأثناء خروجه من مسجد "على النور" فوجئ بإطلاق النار عليه وسط سحابة القنابل المسيلة للدموع, ولأن العناية الإلهية أنقذته من عملية الاغتيال، وضعوه تحت الإقامة الجبرية عاما كاملاً: منذ 1989 وحتى 1990، وكان لا يخرج من منزله إلى للصلاة في المسجد, وحاول أن يسافر إلى أداء "العمرة" ولكن السلطات المصرية منعته أكثر من مرة.
وأضاف "محمد" والدي علم أن النظام يحيل بينه وبين طريقه الدعوى, فسافر إلى السودان ثم طاف بلدان عديدة لنشر الإسلام فيها والسنة النبوية, وأنتهي به المطاف في أمريكا, وعمل بالدعوة الإسلامية فيها حتى صار يعرفه أغلب الإسلاميين في أمريكا, حتى أن قناة ال CNN أجرت معه حواراً كاملاً, وقال فيه أن حسنى مبارك "قاتل الأبرياء ومعتقل ومعذب الشباب".
وواصل "محمد" القول بعدها قام نظام مبارك "بفبركة" قضية لوالدة عام 92 وهو يقيم في أمريكا وتم الحكم عليه 7 سنوات غيابيا, وبعد أن تم القبض علية في أمريكا, وجهوا له اتهامات عدة، منها "التحريض على جرائم العنف والاغتيال, والتحريض على نسف المباني العامة في نيويورك, والتآمر والتحريض على اغتيال "مبارك" أثناء زيارته لنيويورك.
وأضاف "محمد" ورغم أن والدي "كفيف" لُفقت له تهمة تدريب أفراد على صناعة المفرقعات, وحُكم علية في كل هذه الاتهامات بالسجن لمدة 385 عاماً, أي "مدى الحياة"، مع العلم أن القاضي الذي حكم علية كان يهودياً، والقانون الذي حوكم به كان استثنائياً ولم يطبق في أمريكا الحرب الأهلية أي قبل 200 عاما.
وأشار "محمد" أن والدة قضي حتى الآن 18 عاما في زنزانة "انفرادي", ولم يراه أحدا منا منذ ذلك الحين "ممنوع عنة الزيارة", ولم نسمع صوته سوي ربع ساعة شهرياً عبر مكالمة هاتفية, رغم إصابته بكثير من الأوبة والأمراض بسبب الإهمال الطبي، وأصبح قعيداً بعدما تفحمت أحدى قدماه، لإهمال علاجها من مرض السكر، وفضلاً عن أنه "كفيف" يجبرونه علي غسل ملابسه بنفسه ويقوم بتنشيرها.
وواصل "محمد" استنجدت بجميع شيوخ الأزهر "زملائه" حتى يتحركوا لإنقاذه, ومنهم "سيد طنطاوي" شيخ الأزهر والذي رحب بي وقتها, وقال لي "والدك كان صديقي في الدراسة.. ونعم هذا الرجل", فارتسمت علامات الفرحة علي وجهي, وقلت له أطلب من أمن الدولة السماح لوالدي بأن يتم ترحيله "بطلب رسمي" إلى السجون المصرية, فقال "يا أبنى متلجأش لحد غير ربنا.. إحنا ندعيلوا أحسن".
وأضاف "محمد" وبعد سنوات ذهبت للشيخ أحمد الطيب عندما تسلم منصب شياخة الأزهر, فقال لي "والدك من الشيوخ القليلين الذين يصدعون بالحق", وأضاف سأجلس مع المستشارين القانونيين وبإذن الله نشوف حل, ثم ذهبت إلي رئيس جبهة علماء الأزهر فقال "يا أبنى كلنا جبناء.. ووالدك كان من الشيوخ القليلين الأحرار.. وصدقني مفيش في أدينا حاجة نعملهالة"، وحتى الآن لا أحد يحرك ساكناً في قضية, مناشدا الرئيس الأمريكي أوباما بالقول "إن كنت كما تدعى أنك تبحث عن الحريات فلماذا ما زلتم محتجزين والدي".
وواصل "محمد" القول "عندما رحل نظام مبارك, تقدمت إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بطلب لمخاطبة أمريكا وترحيل والدي ليقضي باقي عقوبته في سجون مصر رغم براءته ومعنا ما يثبت ذلك, لأن المسئولين في أمريكا مرحبين بترحيل والدي, ولكن مباحث أمن الدولة هم من يرفضون أن يعود إلى مصر, دون مجيب، فأرسلت لهم طلباً آخر منذ أسبوع كي يموت والدي علي ارض مصر ويدفن في ترابها الذي حُرم منه سنوات عديدة لا لشيء وإنما لأنه كان يقول كلمه حق في وجه سلطان جائر، وحتى الآن لم يصلني الرد منهم.
مجدي عثمان قضى من 17 عاماً من حكم "مبارك" في السجن, يقول دخلت السجن في ريعان شبابي وكان عمري 28 عاماً وخرجت وعمري 45 عاماً, وخلالها لم أرى زوجتي وأولادي أو أمي المريضة بالسرطان، رغم امتلاكي 10 أحكام قضائية ببراءتي وتعويضي 4 آلاف جنية عن كل عام سجن من ال 17 عاما. وعما عاشه في سجن أبو زعبل قال عثمان "كانت إدارة السجن تأتى لنا بمياه رائحتها كريهة من ترعة الإسماعيلية، ولا يطيق أحد أن يشمها أو يقترب منها ويجبرونا علي شربها, ودعانا ذلك إلي أن نضعها في زجاجات ثم نأتي بالقماش في محاولة فاشل "لتصفيتها" مما كان عالقا فيها من "شوائب وطين", وعلى الرغم من ذلك كنا نشربها حتى نعيش، ولم يفلح ذلك في أن يسقط منا "شهداء" داخل السجن لأن معدتهم كانت لا "قذارتها".
وعن شكل الزنزانة قال "عثمان" ليس بها كهرباء أو "حمام" ولا تري الشمس، وكانت "الصراصير والحشرات" تملئها, وكنا نقضى حاجاتنا في أكياس، ونتيمم لنصلى, وكل صباح نواجه تفتيش من إدارة السجن ويسمى "تفتيش مصلحة" وخلاله كان الضباط والمخبرون يدخلون علينا ويخرجونا من الزنازين ويديرون وجوهنا للحوائط, ثم يأتوا بمياه المجاري ويملئوا بها الزنزانة, وهو ما لم يمكنا من الصلاة أو النوم لنجاسة ورائحة المياه العفنة.
وكشف "عثمان" عن وسائل جديدة للتعذيب داخل السجون، قائلا "علي مدار ال 17 عاماً لم نأكل أي طعام به ملح, حتى فقدنا الكالسيوم من أجسادنا فأصبحنا ضعفاء ووقعت جميع أسنانا, وحرمنا من الشمس, وأصيب الكثير منا بتشنجات وصرع, وكان أي حدث يحدث خارج السجن سواء مظاهرات أو خلافة كُنا نعذب بسببه, لدرجة أن الدماء كانت تنزف من أجسادنا يومياً".
مجدي زكي محمد اعتقل 17 سنة، حاصل على ليسانس حقوق وإجازة في تعليم القرآن الكريم، والذي اعتقل عام 1990 فقد روي "الضابط الذي ألقى القبض عليا قال لي تعالي عايزينك نصف ساعة وهترجع لبيتك بالسلامة", فقضيت لديهم 17 عاما، ورجعت لبيتي عام 2007, وحتى الآن لا أعرف ماذا صنعت ولماذا تم اعتقالي كل هذه الفترة على الرغم من أنني حصلت على مئات الأحكام القضائية الواجبة للإفراج عنى ومعي صور تلك الأحكام.
وابدي "مجدي" حزنه علي 17 عاماً ضاعوا من عمرة في سجون مبارك, قائلا: "وبعدها أي عقب الثورة التي أطاحت بمبارك وحبيب العادلي, نفاجئ بتعيين محمود وجدي رئيس مصلحة السجون عن تلك الفترة وزيراً للداخلية, مطالبا بالتحقيق معه حيث كان شاهدا على تعذيبهم, ودفن مئات الشهداء من المساجين في عهدة, بعد تدهور حالتهم الصحية حيث كانوا لا يذيقون سوي "الفول، والأرز، والخبز" لمدة 17 عاماً.
وأقسم "مجدي" بالله أنة لم يذق خلال فترة اعتقاله سوي "الفول، والأرز، والخبز", بعد رفض تناول اللحوم التي كانت تقدم لهم مرة واحدة كل "خميس"، وكان السجان يأتي لهم بالطعام ويضعه على الأرض دون أطباق, وكنت أخرج من وجبة العدس الواحدة عندما أقوم بتنقيتها على الأرض ما يزيد عن 25 دودة, متسائلا: "هل هذه مكافأة اللواء محمود وجدي الذي أخشى أن يحول مصر إلى سجون كبيرة ك "أبو زعبل، وليمان طره، والعقرب" الذي مات في زنازينه المئات من شباب مصر "اليافع".
وأضاف "مجدي" بصوت حزين "أنا لفيت سجون مصر كعب داير"، وقضيت عام في سجن الاستقبال, وآخر في ليمان طره، وكنت أنا أول سجين يدخل سجن شديد الحراسة "أو ما يسمي "بالعقرب" بعد افتتاحه شهر6 عام 1993, بعد أن نقلت إلية في حملة تأديبية لسجن "أبو زعبل" وقضيت فيه 12 عاماً "حبس إنفرادي" ودون زيارة.
وواصل "مجدي" القول "كنا 47 معتقل سياسي, توفي مننا 8, وأتذكر اسم الضابط "السفاح" وليد فاروق النادي, والذي تولى تعذيبنا، وكان يشترط علينا أن نتجرد تماماً من ملابسنا, كما كنا لا نصلى لأن عورتنا متكشفة, وكانت إدارة السجن تعطينا "بدله خيش" كل عام، ولعدم وجود ملح في الطعام أدى إلى نقص الكالسيوم وال 47 معتقل فقدوا أسنانهم، ثم بكى عندما تذكر موقفاً, فحكي "أنا كنت في عنبر خمسة "زنزانة انفرادي", وضابط السجن فتح الزنزانة وطلب مني دخول الزنزانة المجاورة وطلب من زميلي فك الإضراب عن الطعام، وعند وصولي إلية وجدته ملقى على الأرض "عاراً" دون ملابس وطلبت منة معرفة سبب الإضراب عن الطعام، قال طلبت من إدارة السجن علاج فأعطوني "منوم", وقام ضباط السجن بإدخال الجنائيين ليعتدوا عليا جنسياً, فقررت أن أضرب عن الطعام, وأثناء حديثة فارق الحياة، مضيفا كما أتذكر "خالد كمال أبو المجد" الذي توفى أيضاً اضرب عن الطعام حتى الموت أيضا بعدما اعتدوا عليه جنسياً.
وسرد "مجدي" عدد من أسماء المعتقلين الذين استشهدوا داخل السجون وقال "أتذكر أحمد عبد الرحمن الذي كان يعانى من مرض البواسير وظل ينزف لمدة 3 سنوات دون علاج حتى مات بالجفاف, بعد الاعتداء علية من قبل وليد فاروق ضابط أمن الدولة, وأشرف إسماعيل رئيس مباحث السجن، ورأيت من نظارة الزنزانة العساكر وهم يحملونه في "بطانية" إلى ثلاجة الموتى، أما الشهيد "حسن محمد إبراهيم", فقد مات من شدة التعذيب, وكذلك "مجدي عبد المقصود", ولا استطيع أن أنسي الشهيد "نبيل على جمعة" الذي مات وهو جالس على الجردل أثناء قضاء حاجته, وكذلك الشهيد "أحمد عبد العظيم" الذي توفى عام 1997 من شدة التعذيب في السجن, وكان الشهيد "يوسف صديق باشا" في الثلاثينات من عمره ومن شدة التعذيب كان يقضى حاجته على نفسه حتى مات.
وعن جرائم الضباط ذكر أن رئيس مباحث السجن أشرف إسماعيل, كان يقول لنا "لو الواحد حبس حمار كان مات", فرد عليه أحد المعتقلين "إحنا معانا كتاب ربنا", فقام "المجرم" بجمع المصاحف من كل الزنازين وأحرقها أمام أعيننا ونحن مكبلين الأيدي والأرجل, مشيرا إلي أن جرائم "لضابط" لا يتخيلها عاقل, فكنا قرابة 100 معتقل في التأديب يجمعنا, ويقول طوفوا حول هذه الشجرة وقولوا لبيك اللهم لبيك, وكان يأتي بصورة حسنى مبارك ويقول لنا أسجدوا تحتها, فاعترض أحدنا فقتله, وسجد الباقين من هول التعذيب، ناهيك هن مشاهد لا استطيع أن أحكيها لأن بها أحداث "مقززة", ورغم ذلك قام الرئيس مبارك بإعطائه وسام شرف في إحدى أعياد الشرطة.
وأشار "مجدي" إلى أن الضابط أيمن طاهر كان يلعب مصارعة، ويأتي بالمعتقلين ليتمرن فيهم كل يوم, كما أن الضابط باسل حسن، وعلاء طه، كانوا يمارسون التعذيب علينا، وأخيرا طالب بضرورة حل جهاز أمن الدولة والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين, وقال: سأقوم برفع قضية على الضابط "المجرم" على أحمد سليمان "مدرب حراس مرمي النادي الأهلي" الذي كان يمارس علينا أشد ألوان التعذيب.
محمد إسماعيل عبد الغنى "لا يعلم عدد مرات اعتقاله"، قال "تم اعتقالي منذ عام 81 ثم "خرجت ودخلت" السجن عشرات المرات، أخرها بعد مقتل السيد بلال, وبعد أن رحلونا إلي سجن الوادي الجديد وفي يوم دخل علينا ضباط السجن ومنهم "مجدي الفار، ومحمد السعيد" أثناء الصلاة وأجبرنا على الخروج منها، قائلين "عايزكم تصلوا وتقولوا "مبارك أكبر.." و "جمال أكبر.." وأخذ يضحك ويستهزأ ونحن نبكي، وفي مقر أمن الدولة "بلاظوغلي" كنا نصلى الظهر "بالغمايه" وعند قيام أحدنا بنزعها, وجدنا واقفون على شكل دائرة نصلي وجها لوجه, وذكر أيضا أن الحلاق كان يدخل الزنزانة ويحلق لنا "رأس وذقن وصدر وحاجب " وبعدها نضرب بمواسير حديد.
وعن أشكال التعذيب التي تتنافى مع الآدمية قال "إسماعيل" كان الضباط "يمرحون" بنا ويجبرونا على أن نمشي على أربع ونخرج كما يخرج البعير "عراة" بلا ملابس, ثم يأمرونا بتغيير أسمائنا لأسماء "إناث" وطلب منى تغيير أسمى إلى "أنثي" فاخترت "حذيفة", فظن أنها أسم أنثى فتركني، وواصل أتذكر الضابط مدحت محمد عندما قال له احد المعتقلين ويدعي محمد أسامة "شقيقي" ضابط فرد عليه أنت وأخوك والحكومة "و...." هسجنكم بنفسي.
هيثم إبراهيم الصديق المقرب للسيد بلال وقام بغسله، روي وقائع جديدة حول ملابسات قتله حيث قال"أن السيد بلال استشهد في مقر أمن الدولة بمديرية الأمن القديمة، وتم بعدها نقله إلي مشرحة كوم الدكة, وعندما علمت أسرعت إلى المشرحة، ووجدت الشهيد في كيس ففتحته وقمت بتصوير أماكن التعذيب التي تعرض لها السيد, وعندما شاهدني أحد المخبرين "كتفني" واعتدى على بالضرب.
وواصل "إبراهيم" القول "حضر الغسل معي ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية، وخالد شلبي رئيس المباحث, وشاهدت بعيني سحجات في رأس السيد بلال مكان مشابك الكهرباء نتيجة التعذيب, بالإضافة إلى طعنات تحت كتفه وفى فخده وفى رجلة و تقدر ب50 غرزه, بالإضافة إلى أن عورته كانت متورمة تماماً, وعلمت من أصدقاء "بلال" الذين اعتقلوا معه أن عددهم كان 23، وجميعهم محتجزون في بمديرية الأمن القديمة قبل حرقها وأن "بلال" وضعوه الضباط على سرير التعذيب الكهربائي لمدة 12 ساعة متواصلة حتى فارق الحياة.
ورغم بشاعة كل ذلكم قال لنا الضابط خالد شلبي "الرمة ده لازم يدفن لدوقتي.. ولو مش هتدفنوه, إحنا هندفنه في مدافن الصدقة" وبطريقتنا, أكد "إبراهيم" علي أن خالد شلبي وناصر العبد وقيادات أخرى بمديرية الأمن لا زالت حتى الآن تتصل بأسرة " السيد بلال" وتهددهم بخطف "نجله" بلال الأصغر, ولفت إلي أن ضابط من المديرية اتصل بشقيق "السيد بلال" قبل بدأ جلسة الاستماع وقال له لو حضرتها ستعود إلى المنزل ولن تجد أبن أخيك.
هيثم أبو خليل مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان بالإسكندرية، عقب علي الجرائم البشعة التي ارتكبها "زبانية" مبارك ضد شباب مصر داخل السجون، بالقول إن عصر مبارك كان استدعاء لعصر حمزة البسيوني فكما تم توثيق عصر سجون السادات، لا بد وأن نوثق جرائم السجون في عهد مبارك, وطالب الحضور بتأليف كتب عن ما جرى في السجون المصرية وأنواع وأشكال التعذيب وما هي سلخانات التعذيب, وطالبهم بالدخول على ال "فيس بوك" ليقوموا بفضح كل المتورطين في جرائم التعذيب, مشيراً إلى أن سجن "العقرب، والوادي الجديد، وأبو زعبل، وطره" أشد قسوة من سجن "غوان تنموا".
خلف بيومي مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان بالإسكندرية، أعلن قائمة "العار" من ضباط الداخلية المتورطين في التعذيب وكان في مقدمة هذه القائمة السوداء: "اللواء محمود وجدي وزير الداخلية، واللواء محمد إبراهيم مدير أمن الإسكندرية السابق وخالد شلبي، وناصر العبد، وخالد سعد، ومجدي الفار، ومحمد السعيد، وطارق إسماعيل، وباسل حسن، وعلاء طه، ومحمد أبو حتيتة، ووائل الكومي، ومحمد صبري، ومحمد التهامي، وإبراهيم النجار، وأحمد المجبر، ومعتز العسقلاني، وهيثم صبحي".
محب عبود مدير جمعية بلدي لتنمية الديمقراطية بالإسكندرية، قال إن امن الدولة يتصرف مع الشعب وكأنة "تنظيم سري"، مؤكدا علي ملاحقتهم، حتى انتزاع الحقوق، ولفت إلي أن المعركة معهم لم تنته بعد، مطالبا بإعادة الصف الحقوقي لمواجهة القتلة، والذين لاحقونا في السجون وسنلاحقهم أمام القضاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.