مباشرة و بدون مقدمات لسنا فى مجال السفسطة عن الثورات و التغيرات و ميدان التحرير وكل هذا الكلام فلنكن لمرة واحدة واقعيين و نتجه الى الحلول العملية المنطقية مباشرة بدلا من كثرة الكلام بدون فائدة والتى هى شئنا ام ابينا مازالت طبيعة سائدة فينا. مازالت غالبية الشعب تنظر و تتابع و لم تشارك بايجابية فيما يحدث نعم هذه هى الحقيقة رغم كل ما يقال عن المظاهرت المليونية و التى هى حقيقة ايضا و لكنها حتى تلك المظاهرات هى انفعالية و عاطفية و ليس لديها خطط مدروسة اللهم الا اسقاط الرئيس و لكن ماذا بعد؟؟؟؟ ما اريد قوله هو ان الفساد و التدهور و غياب العدالة و عدم احترام القانون ليس هو فقط احمد عز و بعض الوزراء الذين جرى التحفظ عليهم، فهذا الفساد و الاهمال و التدهور ضارب بجذوره فى كل مناحى حياتنا و نمارسه كلنا و يمارسه اقاربنا و اصدقاؤنا و جيراننا و زملاؤنا فى العمل. اذا تمت محاكمة عز و رفاقه و سجنهم فلن نصحو فى اليوم التالى لنجد كل شيئ قد انصلح حاله و نجد الامور على مايرام و يصبح كله تمام وعال العال. الفساد الاكبر و الاعظم هو ذلك المتغلغل فينا و بيننا على كافة المستويات و خاصة الصغيرة التى تمس الناس مباشرة فى حياتهم و تعاملاتهم و التى نراها و نعايشها يوميا و قد وصل الامر الى ان تكيفنا معها و اصبحت امرا معتادا و مقبولا لدينا. الطريق الى اشراك الشعب كله و بفاعلية و ايجابية يجب ان يبدا من المستوى الادنى الى الاعلى و دعك من مقولة ان السمكة تفسد من راسها فلامعنى لاصلاح الراس وترك الجسد فاسدا. الفساد الحقيقى هو المتمترس و المتغلغل بيننا الى درجة ان اصبح منهاج حياة. لكى نشرك كل الشعب و نبدا الاصلاح الحقيقى و لانتعرض لما يجرى الان من اضرابات و مظاهرات فئوبة قد تمتد بدون وعى او نظام لتصيب البلاد كلها بالشلل و الفوضى يجب البدء من ادتى مستوى، من مستوى الادارات و الشركات و القطاعات وكافة الوحدات الصغيرة. فالعاملون فى كل مكان يعرفون جيدا اوجه الفساد و القصور لديهم و يعرفون من المتسبب فيها و من المسئول عتها و من المستفيد منها سواء كان مديرا او رئيس قسم او مدير ادارة او رئيس قطاع او وكيل وزارة او حتى زميل لهم يتمتع بالواسطة و المحسوبية او بالنفاق و التزلف الى رؤسائه. ينبغى عقد اجتماعات على كافة تلك المستويات للمصارحة و المكاشفة و طرح المشاكل و المظالم و ايجاد الحلول لها بدلا من الكبت و السلبية و التغطية على الانحرافات و الحلول الترقيعية المسكنة التى لاتترك للجموع بديلا سوى التظاهر و الاضراب و الاعتصام. ولكى اطرح مثالا عمليا فلدينا فى مجلس الشعب مشكلة تسبب كثيرا من الاحتقان و الشعور بالظلم و غياب العدل و هى انتشار ظاهرة التمديد و التجديد لمئات ممن بلغوا سن التقاعد اما بسبب الواسطة او القرابة او التزلف و ليس ابدا لداعى الكفاءة او الخبرة النادرة وهؤلاء اصبحوا يشكلون عبئا كبيرا على الموازنة و لايقومون بعمل فعلى و يشغلون وظائف كان الاجدر بها من هم اكثر شبابا و حيوية وقدرة على العطاء حيث انهم لايكتفون بسنة او اثنتين و لكنهم لايريدون المغادرة ويريدون البقاء حتى النفس الاخير هذا مثال واحد من بين الاف الامثلة الموجودة بكل موقع عمل. فلماذا لانبدء عهدا جديدا وصفحة جديدة بلادنا احوج ماتكون اليها فى هذه الظروف بانهاء تلك السلبيات و التى يوجد منها الكثير فى كافة مواقع العمل بدلا من ترك الناس للتظاهر و الاضراب و الاعتصام. هذا هو الاصلاح الحقيقى و الثورة الحقيقية التى يجب ان تمتد لكل موقع و كل مكان مهما صغر يجب الاستماع الى الناس فى تلك المواقع فهم يعرفون جيدا ما هى مشاكلهم و من المتسبب فيها و يجب الاسراع بحلها بدلا من الكذب و الصمت و التجاهل حتى يصل الاحتقان مداه و يبدأ الانفجار و عندئذ نلجا لحلول ترقيعية مسكنة لاتعالج لب المشكلة. اذا كنا لانريد الفوضى و المزيد من التدهور و الخراب فيجب البدء فورا فى هذا الاتجاه و عندئذ سيشعر كل الشعب بالجدية فى الاصلاح و البناء على اسس سليمة و سيشارك بفاعلية فى هذا البناء و الاصلاح و يكف عن التظاهر و الاضراب و الاعتصام و تعطيل الحياة و يبدا العمل الجاد و الاصلاح و البناء الحقيقى