وتلك الايام تدور رحاها , فدوام الحال من المحال،بالامس والامس فقط سيدا وزعيما وأمرا وقائدا ،واليوم يحال للنيابة لينكشف المستور، ويظهر ما كان مدبرا في سواد الليل الحالك. دقت ساعات العالم أجمع،إعلانا ببدأ عام جديد،تعم فيه الفرحة ويتبادل العالم أجمع التهاني ،بينما تتبادلوا هؤلاء الاومر لبدأ مخططهم الاسود، وسرعان ما تم لهم ما أرادوا، هكذا يقول المحامي في بلاغه لنائب العام. اسرعت وسائل الاعلام الخاصة قبل الرسمية ،تعمل علي تهيج المشاعر ،تارة تتحدث عن وجود من يحاول صناعة الفتنة الطائفية كالاسلاميين ، وتارة أخري هذ مخطط مدبر من الخارج، وأدخلوا الشعب في دوامة من التشكك والريبة والخوف إستمرت 24 يوما. إنتابني شعور غريب ، بعد سماع كلام قائد جيش النظام –الامن لمركزي-،والذي إتهم فيه عناصر من جيش الاسلام في غزة، مدللا بتهديد قاعدة العراق قبل شهر من وقوع الحادث. سرعان ما بادرت ((حماس)) وحكومتها لنفي، و رفضت هذا الاتهام بالكلية ،وطالبت بتحقيق مشترك مع السلطات المصرية ،وهيهات أن يحدث ذلك ، فحماس وضعت علي القائمة السوداء من قبل النظام بل وصارت عدو يجب التخلص منه ،والاعلام الرسمي والخاص سارع إلي طبخ مواد إعلامية تدعم هذا الامر، ليبتلعها الشعب ويكون مستعددا ومتقبلا لاي حرب قادمة علي غزة ،فلا دعم يقدم من الشعب ولا مظاهرات تخرج ضد تلك الهجمة . لكن وقع ما لم يكن في الحسبان ، وزلزل عرش الخونة والعملاء، وقلب الامور رأسا علي عقب ، وجعل التفكير الان في مثل هذه الامور دربا من دروب الجنون السياسي والعسكري. هذا علي الصعيد الاقليمي ، بينما الصعيد الداخلي فقد وضعت تلك الثورة ، العصا في دواليب مخطط التوريث ، لتقلبه رأسا علي عقب ،نعم جعلت التوريث كابوسا ،من الصعب أن يفكر فيه أقطاب النظام الحاكم . اخير تذكر الرئيس بعد 30 عاما أنه من المهم أن يعين نائب له ،ثم سرعان ما قدم أحمد عز إستقالته، ليلتحق به قائد فكر الشباب داخل حزب ،ثم عزل قيادات اخري ليست محور حديثنا أو بالاحري تلك الشخصيات دخلت مزبلة التاريخ فلاداعي ان نتذكرها . عملت تلك الشخصيات علي صناعة "الانا المصرية"، عملت علي التخطيط لجعل مصر تنتمي لكوكبهم ،كوكب رجال الاعمال المتميز بأنه يبني علي مصالحهم ،وكادوا أن يجروا مصر لحافه الهاوية ،لكن تلك الثورة أرجعت لمصر مكانتها ،فها هي المظاهرات تخرج في الاردن وفلسطين ولبنان وغيرها من عواصم الدول تحمل علم مصر وتأيد شعب مصر. قال الشعب اليوم كلمته بوضوح ، تلك الكلمة الذي قلبت موازين القوي ،وكشفت الغطاء عن كل الوجوة،والظهر القبيح منها ،تلك الثورة كشفت المستور ،لعل هذا من فوائد الاوليه لتلك الثورة الشعبية، والتي بدأت علي يد شباب مخلصين لوطنهم ويحملون مطالب عادلة ومشروعة، فقد تكشف الايام فوائد أخري يصعب علي محللين مخضرمين في العمل السياسي التنبأ بها الان . محمد شكري شباب الفيس بوك