تعيش إسرائيل حالة من الترقب والمصير المبهم عقب سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، وقد أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نيتانياهو، توصياته للقيادات السياسية والعسكرية بعدم الإدلاء بأية تصريحات رسمية بهذا الخصوص. وأوضح المراقبون والمحللون السياسيون -نقلا عن مصادر بالحكومة- أن تل أبيب قد حصلت على تطمينات من القاهرة بأن اتفاقية السلام بين البلدين ليست عرضه لأية مخاطر في المرحلة الراهنة. عدم التعقيب وقال أودي سيجل، المحلل السياسي في القناة الثانية: إن إسرائيل تستمر بنهجها عدم التعقيب الرسمي على ما يحصل بمصر، احتراما وتقديرا لما قدمه مبارك لإسرائيل. ولفت إلى أن نيتانياهو يجري اتصالات ماراثونية مع قيادة الجيش والمخابرات وأقطاب حكومته للتباحث في السبل لمواجهة هذه المرحلة وتداعياتها. ونقل سيجل على لسان مصدر بالحكومة الإسرائيلية أن نيتانياهو أجرى اتصالات مع العديد من قيادات الدول الأوروبية وحثها للتدخل، من أجل ضمان استمرار اتفاقية السلام مع القاهرة، وكذلك السعي لاستقرار العلاقات بكل المجالات. ورغم الصمت الرسمي، فإن الكثير من المحللين وكتاب المقالات "بكوا" لرحيل مبارك، واعتبروا ذلك خسارة فادحة لإسرائيل. إسرائيل ومبارك وحسب ما نقلته بعض الصحف، فإن إسرائيل رافقت مبارك وكانت باتصال معه حتى اللحظات الأخيرة، حيث راهنت على بقائه وسعت إلى تثبيت نائبه عمر سليمان خلفا له عوضا عن المجلس الأعلى للجيش. وكتبت صحيفة "معاريف"، أن وفدا أمنيا إسرائيليا رفيع المستوى زار القاهرة قبل أيام واجتمع بالرئيس حسني مبارك قبيل خطابه الأخير، دون أن تكشف الصحيفة عن فحوى الاجتماع. ولفتت الصحيفة -نقلا عن مصادر إسرائيلية كانت تترقب وتتبع تطورات الأحداث بمصر- "لم نصدق حقيقة أن مبارك قد يتنحى ويستقيل". ظروف حرجة وردا على رهان إسرائيل ببقاء ركائز نظام مبارك -بالإشارة إلى بعض ضباط الجيش- أكد السفير الإسرائيلي السابق بالقاهرة تسفي مازل أن "نظام مبارك انتهى بلا رجعة، والجيش سيحكم مصر لسنوات، مما سيضع إسرائيل بظروف صعبة وحرجة وأمام مشهد من العداء". وأضاف في تصريح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "ما حدث بمثابة زلزال ضرب الشرق الأوسط، فمن يدري إلى أين تتجه مصر، التي ستغيب عن الساحة السياسية، فإسرائيل ستصارع منذ الآن إيران وتركيا، ومن يعلم أين سيكون الانقلاب القادم؟". اتفاقية السلام وأبدت إسرائيل مخاوفها من أن يؤدي هذا الانقلاب والنظام الديمقراطي المستقبلي إلى سيطرة جهات متطرفة على مصر، في إشارة إلى الإسلاميين. وقال المحلل للشؤون العربية في التليفزيون الإسرائيلي الرسمي عوديد جرانوت -الذي يعد صديقا شخصيا لمبارك- إن "مصر تبحث بهذه المرحلة عن السبل للخروج من أزمتها الاقتصادية، فلم يصرح أي من الأحزاب حتى الإخوان المسلمين بأنه يريد إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل". وأضاف: "صحيح الشعب المصري متدين، لكنه منفتح ومتنور ويسعى للحرية، مبارك استعمل الإخوان المسلمين فزاعة لإخافة أمريكا لتستمر بتدعيمه وشرعنة سياسته وحكمه".