تدفق المحتجون المصريون على ميدان التحرير في القاهرة اليوم الجمعة فيما وصفه المنظمون بأنها أكبر استعراض للغضب في الوقت الذي يتابع فيه الجيش الوضع بحذر. ويشعر المحتجون بالغضب بسبب رفض الرئيس المصري حسني مبارك التنحي عن السلطة. واحتشد الآلاف من المتظاهرين المناهضين لمبارك في ميدان التحرير في حين وقف الجنود بدبابات الجيش والعربات المدرعة على أهبة الاستعداد في الميدان وخارج مبنى التلفزيون الحكومي. وتعهد المحتجون بالتحرك في مسيرة من ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى قصر الرئاسة اليوم الجمعة مما يثير المخاوف من حدوث مواجهة بين الجيش والمتظاهرين. وفي بيان تمت تلاوته على التلفزيون المصري في الساعة 12 ظهرا أعلن الجيش أنه سيضمن إنهاء حالة الطوارئ السارية في البلاد منذ 30 عاما حين تنتهي الظروف الراهنة المتمثلة في الاحتجاجات لكنه لم يعط إطارا زمنيا. وأضاف البيان أن الجيش سيضمن إجراء التعديلات الدستورية إلى جانب إجراء انتخابات حرة ونزيهة ودعا إلى عودة الحياة إلى طبيعتها. وأثارت المواجهة التي تزداد توترا بعد اضطرابات مستمرة منذ 18 يوما المخاوف من وقوع أعمال عنف في اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان وحليفة الولاياتالمتحدة في منطقة غنية بالنفط حيث أقلق احتمال أن تمتد الفوضى إلى دول شمولية أخرى الغرب. وقال شاهد من رويترز إن عشرات المحتجين تجمعوا أمام قصر الرئاسة في القاهرة اليوم ودعوا إلى إسقاط النظام ولم يتدخل الجيش لتفريقهم. وتفصل الأسلاك الشائكة وست دبابات وعربات مدرعة بينهم وبين القصر. وجرى تكثيف إجراءات الأمن بواسطة دبابات الجيش وعرباته المدرعة حول مبنى التلفزيون الرسمي وميدان التحرير مركز الاحتجاجات المناهضة لمبارك. وبعد أن اصدر الجيش بيانا أمس فسره البعض بأنه تحرك من الجيش لإزاحة مبارك العسكري السابق (82 عاما) من الحكم الذي يتولاه منذ 30 عاما عمت الفرحة التجمعات الحاشدة في القاهرة ومدن أخرى ترقبا لإعلان الرئيس المصري تنحيه في خطاب موجه للأمة يبثه التلفزيون. غير أنه بعد دقائق من بدء البث كانوا يلوحون بأحذيتهم وأخذوا يطلقون السباب في حين اندمج الرئيس في شرح مطول لدوره في الإشراف على الترتيبات الدستورية قبل أن يترك الحكم بحلول موعد انتخابات الرئاسة التي تجري في سبتمبر مثلما قال الأسبوع الماضي.