تفجرت اليوم الثلاثاء احتجاجات فئوية واسعة في مصر مع بداية الأسبوع الثالث لاحتجاجات الغضب التي تطالب بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك، ودعا للاحتجاجات المطالبة بتنحي مبارك نشطاء الإنترنت وساندهم ألوف المصريين. وقال شاهد عيان، إن نحو 1500 من العاملين في الشركة المصرية للاتصالات احتشدوا في فنائها، وفي شارع رمسيس الذي تطل عليه في وسط القاهرة، مطالبين بإعادة النظر في أجورهم لتتساوى مع أجور العاملين في شركات الاتصالات المملوكة ملكية خاصة بحسب قولهم. وأضاف أنهم ادعوا أيضا أنه لا توجد عدالة في توزيع المكافآت والبدلات على العاملين، ولم يتسن على الفور الاتصال بإدارة الشركة للتعليق، وخلال العام الماضي نظمت احتجاجات عمالية عديدة أمام مبنى مجلس الشعب، استمر بعضها أسابيع طويلة، وطالب أغلب المشاركين فيها بزيادة أجورهم وعقود عمل دائمة. وقال شهود عيان، إن نحو 150 من العاملين في شركة عمر أفندي، أمام مبنى دار القضاء العالي، مطالبين النائب العام الذي يوجد مكتبه في المبنى، بالتحقيق مع مسؤولين كبار قالوا إنهم تسببوا في بيع الشركة لمستثمر عربي بثمن بخس على حد قولهم، كما اشتكوا من أنهم لم يتقاضوا أجورهم منذ ثلاثة أشهر، وطالبوا بإلغاء عقد بيع الشركة وإعادتها للقطاع العام. ويشكو عمال كثيرون في مصر، من أن بيع شركات للقطاع الخاص تسبب في فقدانهم وظائفهم، قائلين إن المشترين يريدون بيع الأرض المقامة عليها شركات لكونها أغلى مما دفعوه ثمنا. وفي محافظة البحيرة بدأ نحو سبعة آلاف عامل في شركة مصر للغزل والنسيج، في مدينة كفر، الدوار إضرابا عن العمل مطالبين بزيادة الأجور، وقال شاهد عيان، إنهم يطلبون "محاسبة المتسببين في تدهور الشركة"، التي لا تزال مملوكة للقطاع العام، وكانت الشركة تستخدم نحو 20 ألف عامل في السابق. وفي مدينة دمنهور، أضرب نحو ألفين من العاملين في قطاع إنتاج الكهرباء، مطالبين بزيادة أجورهم، وأضرب عن العمل مئات آخرون من الموظفين الحكوميين. وفي بهو مؤسسة الأهرام الصحفية التي تملكها الدولة، تجمع نحو مئة من العاملين المؤقتين مطالبين بتعيينهم، وليس للعاملين المؤقتين حقوق تأمينية وليس لهم حقوق كاملة في الحوافز السنوية، كما يمكن الاستغناء عنهم دون حصولهم على تعويض. وقال شهود أيضاً، إن نحو ألفي مهندس انضموا اليوم إلى المحتجين المطالبين بإنهاء حكم مبارك في ميدان التحرير، بعد مسيرة، رددوا خلالها هتافات يقول أحدها "يسقط يسقط النظام ولن يضيع دم الشهداء". وفي محافظة السويس شرقي القاهرة تظاهر بضع ألوف من الشباب مطالبين بفرص عمل، وتشهد المحافظة اعتصام ألوف العاملين للمطالبة بزيادة الأجور، وقال شهود إن وزير النقل السابق عصام شرف، قاد اليوم الثلاثاء مسيرة ضمت ألوفا من العاملين في التعليم الجامعي تطالب بإنهاء حكم مبارك، وأضافوا أن المسيرة طافت بالمنطقة التي يوجد فيها مجلسا الشعب والشورى ومجلس الوزراء، وعدة وزارات من بينها وزارة الداخلية في وسط القاهرة. وقال أحد شهود العيان، إن المشاركين في المسيرة رددوا هتافات من بينها "الشعب يريد إسقاط النظام"، وأضاف "حين مروا أمام مجلس الشعب هتفوا: باطل.. باطل"، ومن أهداف المحتجين حل مجلسي الشعب والشورى، ووضع دستور جديد خال من القيود السياسية، تجرى في ظله انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة.