استمرار الأزمة السياسية يخيف الأثرياء العرب تصوير:محمود خالد أظهر استطلاع أجرته رويترز أن العائلات الثرية فى الشرق الأوسط تستفسر من البنوك الخاصة الأوروبية التى تتعامل معها بشأن مدى أمان الأوضاع بالنسبة لأموالهم فى الوقت الذى يدرسون فيه نقل ثرواتهم خارج المنطقة التى تشهد توترات. وأشار نصف البنوك الخاصة المشاركة فى الاستطلاع فى لندن وسويسرا وعددها عشرة بنوك تدير إجمالا أصولا تتجاوز قيمتها أربعة تريليونات دولار حول العالم إلى زيادة استفسارات عملائهم بالمنطقة الذين يساورهم القلق بشأن الاضطرابات فى مصر. ولم تتسبب المخاوف بعد فى هروب الأصول من المنطقة حيث لم يكشف أى من البنوك عن تحويلات ملموسة للأموال. لكن بعض المشاركين قالوا إن ذلك قد يتغير إذ تثير الأزمة السياسية فى مصر قلق الأسواق العالمية. وقال مصدر بأحد البنوك الخاصة السويسرية لرويترز: «إنها منطقة تحيط بها حالة عدم يقين فعلية لكن من الواضح أن الناس يتحدثون إلينا عندما تكون هناك أحداث مثل هذه». وشارك فى الاستطلاع عشرة بنوك متنوعة الأحجام فى شتى أنحاء العالم دون أن يذكر أى من المشاركين اسمه. ولطالما كان كبار الأثرياء العرب من الخليج ومناطق أخرى فى الشرق الأوسط العملاء الرئيسيين للبنوك الخاصة فى أحياء الصفوة فى لندن وجنيف حيث تمضى عائلات من الشرق الأوسط جزءا من العام. وتقدم هذه البنوك خدمات متميزة للأثرياء فى أنحاء العالم بدءا من خدمات الإيداع العادية إلى تمويل شراء اليخوت العملاقة حيث تعتبر سويسرا وبريطانيا مركزين رئيسيين للقطاع. ويهيمن على هذا القطاع بنوك كبيرة مثل يو.بى.إس وكريدى سويس وبنك أوف أمريكا رغم أن أيا من هذه البنوك لا يسيطر وحده على حصة كبيرة من السوق حيث تعمل أيضا مئات البنوك الصغيرة. واكتسبت البنوك الخاصة فى أوروبا خصوصا فى سويسرا سمعتها بفضل مكانة المنطقة كملاذ آمن مما اجتذب عملاء من دول بها أجواء سياسية ومالية أقل استقرارا. وتصب الاضطرابات فى الشرق الأوسط فى مصلحة هذه البنوك التى تحيط أعمالها بالسرية ويقول المصرفيون إنهم مستعدون لاتخاذ إجراء إذا طلب منهم العملاء ذلك. وقال مسئول كبير فى بنك خاص فى لندن: «يمكن القول بأن من المرجح هروب رأس المال فى أوقات الصعوبات السياسية أو الاقتصادية إلى مناطق أكثر أمنا».