كشف المتحدث باسم حركة فتح احمد عساف عن دعوة تلقاها الرئيس الفلسطينى محمود عباس لزيارة الدوحة من أمير قطر والجامعة العربية للمشاركة فى مؤتمر يعقد فى أوائل الشهر القادم فى العاصمة القطرية الدوحة حول القدس، بينما تشتعل حرب اعلامية بين الجانبين بعد كشف الجزيرة لوثائق المفاوضات الفلسطينية مع اسرائيل. وقال عساف فى حديث ل«الشروق» إن «الرئيس عباس لم يحسم امره بالمشاركة فى هذا المؤتمر ومازالت مشاركة وفد فلسطين فى المؤتمر تحت الدراسة من قبل المسؤلين فى السلطة». ومن جانبه، رأى مصدر دبلوماسى عربى فى تصريح ل«الشروق» أن «زيارة عباس للدوحة ولقاءه مع امير قطر ستعمل على تهدئة الأوضاع». لكن عساف أوضح أن ما قامت به «قناة الجزيرة يخدم أعداء فلسطين الذين انزعجوا للتحرك الفلسطينى فى المؤسسات الدولية وأوضح أن ما قامت به القناة التى تنفق عليها دولة قطر ملايين الدولارات تصب فى مصلحة حماس والإخوان المسلمين ضد السلطة وحركة فتح»، نافيا أن تكون السلطة قد طلبت من الدول العربية التدخل لوقف «هذا التشويه للحقيقة». وتساءل: «لماذا لم تدفع قطر الملايين التى دفعتها للجزيرة لتحرير مدينة القدس؟». وتحت عنوان «كشف المستور» بدأت الجزيرة مطلع الاسبوع الجارى نشر 1600 وثيقة حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية اظهرت تنازلات قدمها المفاوض الفلسطينى فيما يتعلق بالقدس وحق اللاجئين فى العودة، وهو ما اثار عاصفة من الجدل الدولى. وفى غضون ذلك، بدأت رام الله فى شن حرب إعلامية مضادة، حيث كشف رئيس تحرير وكالة «معا الإخبارية» ناصر اللحام أن السلطة الفلسطينية بحوزتها محاضر جلسات لامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثان ورئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى مع الرئيس عباس، حيث كان يطلعهما على فحوى المفاوضات. وقال اللحام ان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سيقوم بتسليم تلك المحاضر إلى قناة «العربية» لتعمل على نشرها. وأكد «وجود أوراق ووثائق أخرى مهمة بحوزة السلطة للتأكيد على أن العرب جميعا كانوا على اطلاع على مجريات المفاوضات وأن ما نشرته الجزيرة ليس سرا». وواصل الكتاب الفلسطينيون هجومهم على دولة قطر وحكامها وقال زياد أبو الهيجاء ان «دويلة قطر تحولت إلى مكبر صوت باحدث تكنولوجيا الصوت وملايين الدولارات للتاثير فى الوضع الفلسطينى». من جانبه قال كبير المفاوضيين الفلسطينين صائب عريقات فى مقابلة مع رويترز: إن ما يفعله أصحاب الجزيرة هو أنهم يدعون الفلسطينيين لتصفيتى جسديا «ويقولون.. أنت مذنب وبالتالى ينبغى اعدامك.. ويحرضون على قتلنا أنا وأسرتى». وبدوره، اعتبر مفوض العلاقات الدولية بحركة فتح الدكتور نبيل شعث ان ما قامت به قناة الجزيرة «عمل مخز». وقال فى حديث نشرته أمس جريدة الأيام الفلسطينية انه «بالرغم من اعتراض امريكا على ذهابنا إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان ورفضنا المفاوضات فى ظل الاستيطان تاتى الجزيرة وتشهر بنا. «واكد شعث أن أى اتفاق سيتم التوصل إليه مع إسرائيل سيتم عرضه فى استفتاء عام شعبى فلسطينى، فى الداخل والخارج. وردا على ادعاءات بالصحافة الاسرائيلية على تورطه فى كشف الوثائق، رفض محمد دحلان المسؤل السابق للامن الوقائى فى غزة الذى تم تهميشه مؤخرا اثر خلافات حادة مع عباس الزج باسمه فى تسريب هذه الوثائق، واعتبر إياها «محاولة ولعبة إسرائيلية مكشوفة لشق الصف الفلسطينى، وإحداث شرخ فى الضفة شبيه بالشرخ الواقع فى غزة حاليا وأنه لا يحتفظ أصلا بأى وثيقة من وثائق المفاوضات».