ارتفع عدد ضحايا المواجهات بين المتظاهرين وأجهزة الأمن فى «يوم الغضب» إلى 4 قتلى، أمس، حسبما أعلنت مصادر طبية فى محافظة السويس، موضحة أن غريب السيد (47 عاما)، والذى خضع لجراحة فى مستشفى السويس العام، لإصابته «بطلق نارى فى صدره» توفى أمس متأثرا بجراحه. وتحولت الميادين الرئيسية فى القاهرة أمس، إلى ما يشبه «ثكنة عسكرية» بعدما أحكمت قوات الأمن قبضتها، بعد ليلة عاصفة، احتل خلالها عشرات الآلاف من المتظاهرين ميدان التحرير، بالتزامن مع مظاهرات حاشدة شهدتها غالبية المحافظات، أمس الأول. وأفاد شهود عيان أن الأجهزة الأمنية المنتشرة فى شوارع مناطق وسط العاصمة، «اعتقلوا العشرات من المواطنين واصطحبوهم إلى جهة غير معلومة»، فيما أكدت مصادر طبية أن «العشرات من المصابين الذين توجهوا إلى مستشفى معهد ناصر تعرضوا للاعتقال لحظة وصولهم إلى المستشفى». وأغلقت الشرطة، أبواب نقابتى المحامين والصحفيين، مانعة أعضاءها من الدخول، وألقت القبض على عدد كبير منهم، بينهم يحيى قلاش، عضو مجلس نقابة الصحفيين، قبل أن تفرج عنه لاحقًا وذلك بعدما تجددت الدعوات الإلكترونية للتظاهر مجددا فى عدد من الميادين والشوارع، وهى الدعوات التى وجهتها حركتا (6 أبريل) و(كفاية)، علاوة على عدد من الأحزاب من بينها الكرامة، والوسط، إلا أن «مظاهرات محدودة» انطلقت فى شارع عبدالخالق ثروت، وميدان الحصرى فى مدينة أكتوبر. فى غضون ذلك كشف مصدر إخوانى مطلع عن «نقاش موسع بين قيادات الجماعة حول الاستمرار بقوة فى الاعتصام الذى تم فضه مساء أمس الأول، فى ميدان التحرير»، مؤكدا أنه «تم اتخاذ قرار داخلى بضخ متظاهرين بأعداد كبيرة فى حالة استمرار الاعتصام، لاستغلال الموقف وتحقيق المطالب التى طالما نادى بها الشعب المصرى». وكشف المصدر الذى رفض ذكر اسمه أن «الجماعة تبحث الدعوة إلى أن يكون يوم الجمعة القادم (يوم غضب) جديد فى جميع أنحاء مصر، تشارك فيه الجماعة بأعداد ضخمة». على صعيد متصل، توعدت وزارة الداخلية المتظاهرين «بالقبض عليهم وتقديمهم للقضاء لمعاقبتهم» بحسب بيان رسمى أصدرته صباح، أمس. وأضاف البيان أن الحصر المبدئى للإصابات من رجال الشرطة أسفر عن ثمانية عشر ضابطا أحدهم فى حالة فقدان وعى وكذلك إصابة 85 من أفراد الشرطة توفى أحدهم، كما تعددت التلفيات العامة والخاصة بمناطق التجمهر». إلى ذلك أكد مصدر أمنى ل«الشروق» أنه «تم إطلاق سراح جميع المحتجزين فى الساعات الأولى من الصباح، إيمانا من أجهزة الأمن بتقدير حرية التعبير والحريات العامة التى تتمتع بها مصر». وكانت أجهزة الأمن ألقت القبض على أكثر من 400 شخص فى الدقائق الأخيرة للمظاهرات بميدان التحرير بينهم عدد من الإعلاميين والمصورين، علاوة على إصابة أكثر من 250 مواطنا خلال فض المظاهرة. فى غضون ذلك كشف على احمد على محامى المقبوض عليهم فى السويس أن الأمن «أحال المقبوض عليهم للنيابة بتهمة قتل زملائهم فى المظاهرات»، مضيفا: «الداخلية اكتفت فقط بتقديم 20 متظاهرا من بين 200 ألقى القبض عليهم أمس الأول». فى الوقت ذاته دعا «البرلمان الشعبى» إلى إنهاء «الحكم الاستبدادى» وتشكيل «حكومة ائتلاف وطنى، وإعلان رئاسة جديدة تتولى مهمة حل البرلمان والتمهيد لانتخاب جمعية تأسيسية تضع دستورا جديدا للبلاد» حسب بيان صدر عنها أمس.