بعد أسبوع على سقوط نظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، أقيمت أمس الجمعة في المساجد صلاة الغائب، ترحما على ضحايا الانتفاضة الشعبية، التي أوقعت أكثر من 100 قتيل بحسب الأممالمتحدة، وذلك في أول أيام الحداد الوطني الثلاثة التي أعلنتها الحكومة الانتقالية الخميس الماضي. وأعلن مسؤول في الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) أمس الجمعة أن الاتحاد يدعو إلى حل الحكومة الحالية التي سحب منها وزراءه الثلاثة، ويدعو إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني ائتلافية. وقال عبيد البريكي، الأمين العام المساعد للاتحاد، إن الهيئة الإدارية للاتحاد التي اجتمعت، اليوم السبت، دعت إلى حل الحكومة (الحالية)، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ائتلافية، تستجيب لمطالب المتظاهرين والأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات والمواطنين. من جهة أخرى، نقل البريكي تأكيد الهيئة الإدارية أن الاتحاد حريص على المشاركة الفعالة في لجنة الإصلاح السياسي، وأنه تقرر تشكيل لجان نقابية لإعداد تصورات الاتحاد العام التونسي للشغل، حول الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يتحتم إجراؤها لتأسيس الديمقراطية، ومن أجل انتخابات شفافة تضمن حرية الاختيار، وتؤسس لحكومة برلمانية ولإعلام نزيه. وشهدت المناطق التونسية، أمس الجمعة، تظاهرات جديدة للمطالبة باستقالة الحكومة، خصوصا في مقرها بالعاصمة، حيث رميت صور رسمية للرئيس المخلوع بن علي من النوافذ. وهتف المتظاهرون في العاصمة طوال النهار لقد سرقتم ثروة البلاد، لكن لن تتمكنوا من سرقة ثورتنا. وطالب عناصر من الشرطة في العديد من المدن التونسية، اليوم السبت، بتأسيس نقابة لتمثيلهم، واعتذر شرطي في العاصمة من المتظاهرين على القمع الدامي لثورة الياسمين. ومساء الجمعة، تعهد رئيس الوزراء التونسي، محمد الغنوشي، في مقابلة بثها التليفزيون، بالتخلي عن كل نشاط سياسي بعد الفترة الانتقالية التي تنتهي مع إجراء انتخابات ديمقراطية. كما أعلن خلال هذه المقابلة المسجلة التي أجراها في مقر الحكومة بالعاصمة مع صحفيين تونسيين مستقلين، أنه سيتم إلغاء كل القوانين غير الديمقراطية في تونس، خلال الفترة الانتقالية، وبينها قانون مكافحة الإرهاب، وقانون الصحافة والقانون الانتخابي. وتعهد الغنوشي أيضا إلى التونسيين بأنه لن يتم المساس بمكاسب تونس الاجتماعية والحداثية، وبينها خصوصا قانون حرية المرأة الذي يحظر تعدد الزوجات، وقانونا مجانية التعليم والصحة. وبعد صلاة الجمعة تم أداء صلاة الغائب، ترحما على أرواح شهداء ثورة الشعب التونسي في كل مساجد البلاد بدعوة من وزارة الشؤون الدينية. ونكست الأعلام في المباني العامة، وبث التليفزيون آيات من القرآن لا تقطعها إلا نشرات الأخبار من أول 3 أيام حداد، أعلنتها الحكومة التونسية مساء الخميس الماضي. وفي موازاة ذلك تواصلت المطاردة الأمنية لأسرة بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي. وضبطت السلطات التونسية كمية من الأسلحة داخل منزل يملكه أفراد من عائلة الطرابلسي، وفق ما أعلن التليفزيون التونسي، الذي عرض مشاهد لها أمس الجمعة. وعرض التليفزيون التونسي مشاهد لبنادق بمناظير وأخرى للصيد ومسدسات وكميات من الرصاص كانت ردمت تحت الرمل في منزل أحد أشقاء ليلى بن علي، زوجة الرئيس الفار إلى السعودية.