تعمل روسيا على تعزيز تواجدها الثقافي والتجاري في الأراضي الفلسطينية، حيث سيفتتح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في هذا الإطار أول متحف روسي في الشرق الأوسط، خلال الزيارة التي يقوم بها هذا الأسبوع للضفة الغربية. وأنهت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية والحكومة الروسية قبل عدة أشهر أعمال بناء هذا المتحف على قطعة أرض تعود ملكيتها للكنيسة على مساحة تقدر ب12.5 دونم. وتسعى الكنيسة حاليا إلى شراء المحال التجارية والبيوت المجاورة للمتحف عن طريق سماسرة محليين من أجل بناء فندق سياحي ضخم ليخدم بشكل خاص السياح الروس والسياح الآخرين خلال رحلة حجهم إلى الديار المقدسة بمدنها الثلاث، القدس وبيت لحم وأريحا. وقال ألكسندر روداكوف ممثل روسيا لدى السلطة الفلسطينية لوكالة الفرنسية "انتهينا من مشروع المتحف الروسي في أريحا والذي بلغت تكلفته حوالي خمسة ملايين دولار أمريكي وحاليا بدأنا مشروعا آخر في مدينة بيت لحم، هو مركز ثقافي سيركز على تعليم اللغة الروسية". وأوضح روداكوف أن "مشروع المتحف الروسي سيعود بالنفع على الشعب الفلسطيني، حيث سيعمل في هذا المشروع العشرات من الموظفين الفلسطينيين والروس والذين ستدفع رواتبهم الحكومة الروسية". وحول إذا ما كانت روسيا تسعى من خلال هذه الاستثمارات إلى تحقيق أهداف سياسية، قال روداكوف "هذا ليس صحيحا، هذه المشاريع ثقافية تعود بالنفع على الشعبين الفلسطيني والروسي، وليس من ورائها أي دوافع سياسية وإنما هي مشاريع سياحية ثقافية اجتماعية غير ربحية ودوافعها ثقافية بحتة". وتجري الاستعدادات في مدينة أريحا على قدم وساق في جميع المواقع التي سيقوم بزيارتها الرئيس الروسي برفقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث تقوم بلدية أريحا بتعبيد عدد من الطرق والمداخل والأرصفة وزراعة الأشجار فيها، فيما تجري أعمال البناء والصيانة على مدار 24 ساعة داخل مقر محافظة أريحا والأغوار، وكذلك في المهبط الذي ستحط به طائرة الرئيس الروسي بالقرب من موقع المتحف وشجرة الجميز المقدسة لدى المسيحيين. وقال محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني "لهذه الزيارة آثار اقتصادية إيجابية، وهي دعوة صريحة للمستثمرين الروس وغيرهم للاستثمار في الأراضي الفلسطينية، كونها تتمتع بالأرضية الخصبة للاستثمار". وحول برنامج زيارة مبدفيديف قال الفتياني "سيكون هناك لقاء مهم بين الرئيسين، ومن ثم مؤتمر صحفي وتوقيع ثلاث اتفاقيات في مجال الزراعة والإعلام والثالثة مع وزارة الخارجية الفلسطينية وافتتاح المتحف الروسي، وستكون الزيارة لمدة يوم كامل". من جهته قال رئيس بلدية أريحا حسن صالح "إننا ننظر الى هذه الزيارة بأهمية كبيرة جدا من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، من الناحية السياسية تأتي هذه الزيارة التاريخية في الوقت الذي اعترفت فيه مجموعة من دول العالم بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعليه فإن هذه الزيارة مهمة لنا جدا كفلسطينيين، خاصة وأن الرئيس الروسي سيزور فقط فلسطين". وكان من المقرر أن يزور ميدفيديف الضفة الغربية في إطار جولة كانت مقررة من 16 إلى 19 الجاري، وتشمل أيضا إسرائيل والأردن، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تمنت عليه إرجاء زيارته إلى الدولة العبرية بسبب إضراب ينفذه موظفو الخارجية الإسرائيلية احتجاجا على رواتبهم المتدنية، ما دفع بالرئيس الروسي إلى الإبقاء على جولته وشطب المحطة الإسرائيلية منها، بحسب الكرملين. وأضاف صالح "أما من الناحية الاقتصادية، فإن مجموع السياح الروس الذين يزورون الشرق الأوسط يصل إلى حوالي ثلاثة ملايين سائح سنويا، فنحن نسعى إلى استقطاب مليون منهم إلى مدننا الثلاث القدس وبيت لحم وأريحا، وعليه بدأنا بدعوة المستثمرين العرب والأجانب والمستثمرين المحليين إلى الاستثمار في القطاع السياحي". وحول زيارة الرئيس الروسي، قال صالح "الزيارة متوقعة أن تكون إما في 18 أو 19 من الشهر الجاري، حيث سيستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الضيف الروسي الكبير". وأضاف أن "الاستعدادات جارية على قدم وساق على الأرض بتهيئة البنية التحتية، كذلك قمنا بتحضير العديد من العروض التي نأمل أن نستطيع عرضها أمام الرئيسين والتي تشتمل على عرض من الفولكلور الفلسطيني وعرض أزياء للثوب الفلسطيني". وتعود آخر زيارة لرئيس دولة إلى مدينة أريحا إلى 12 عاما، يوم زارها العاهل الأردني في حينه الملك الراحل حسين بن طلال، والذي استقبله آنذاك الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.