نقلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية عن لاسين آشي، المحلل الاقتصادي، القول، إن بعضا من العوامل التي توافرت في ثورة تونس غائبة عن المصريين، حيث إن غالبية الشعب التونسي تلقى تعليما عاليا، وتعيش أعداد كبيرة منه في مدن حضرية، وبالتالي فإن لديهم تطلعات أرقى من نظرائهم المصريين. وأضاف آشي، الذي يعمل لدى معهد كارنيجي للسلام الدولي في بيروت، أن مصر لديها تعداد ضخم من الشباب تحت الثلاثين عاما، الذين يشكلون 60% من السكان، في حين أن قرابة 90% منهم لا يجد عملا له، مشيرا إلى أنه على الرغم من زيادة نمو الاقتصاد جراء سياسات تحريره، فإن كثيرا من المصريين لا يشعرون بتحسن في مستويات المعيشة. وتابع أن الثورات الشعبية حالها مثل حال ما حدث في تونس دائما، ما تنتج عن تراكم أمور عديدة، ولفت آشي إلى أن الشعب المصري يعاني حاليا في صمت، غير أنه في وقت ما قد يكشف عن انفجار لغضبه الشعبي. ناقوس الخطر من جانب آخر، قالت "كريستيان ساينس مونيتور"، إن المظاهرات التونسية غير المسبوقة رجت أركان نظام الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، الذي اعتبرته أحد أكثر الأنظمة قمعا، وأجبرته على الرحيل بعد حكم دام 23 عاما، مضيفة أن تلك المظاهرات تدق ناقوس الخطر للأنظمة الاستبدادية الأخرى المنتشرة في المنطقة. وأضافت الصحيفة، أن الأنظمة العربية طالما تجاهلت تحذيرات من أن الاستمرار في الحفاظ على استقرارهم عبر القمع، ربما يتسبب في إشعال نيران الشعوب العربية، حيث تستعر الآن الجماهير في كل من الجزائر والأردن جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود. وضربت الصحيفة مثلا بمصر الدولة الأكبر في تعداد سكانها بين الدول العربية، والتي تمتلئ بشباب لا يتمكنون من إيجاد فرص عمل، بجانب أن النظام الحالي في مصر ترك هامشا ضئيلا أمام معارضيه. وهنا نقلت الصحيفة عن ضياء رشوان، المحلل السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية القول، إن تونس تعد تحذيرا للنظام المصري، وإن أي نظام عاقل سوف يتخذ إجراءات للتعامل مع ذلك التحذير، لافتا إلى أنه يستبعد وجود أي إستراتيجية لدى النظام.