ذكرت مجلة "الإيكونوميست" أن العالم العربي ما زال يرى انفصال الجنوب بعكس ما يراه بقية العالم، موضحة أن الإخوان المسلمين والعرب يرون انفصال الجنوب مؤامرة ضدهم، في حين يرى العالم أن ذلك الانفصال حتمي لإنهاء الحرب بين الجنوب والشمال. وأشارت المجلة أن من يتصفح موقع الإخوان المسلمين –النسخة العربية– سيجد أن رؤية الإخوان للاستفتاء على مصير جنوب السودان مختلفة عن أي مكان آخر، موضحة أن الإخوان يرون الاستفتاء ليس الناتج المنطقي لخمس عقود من الحرب الأهلية، وإنما هو حصاد قرن من التآمر الغربي المسيحي لغلق بوابة دخول الإسلام إلى إفريقيا، وبداية خطة لتقسيم الدول العربية إلى دويلات ضعيفة، يمكن للغرب نهب ثرواتها. وذكر مراسل للإخوان المسلمين في جوبا، عاصمة جنوب السودان، أنه شاهد عمليات تزوير واسعة النطاق، ما يعني أن نسبة المشاركة لن تصل حتى إلى نصف نسبة ال60% اللازمة للاعتراف بصحة الاستفتاء، فيما ذكر مقال آخر فتوى ل60 من أبرز علماء الدين المسلمين تحرم مشاركة المسلمين في التصويت على استقلال جنوب السودان. وأضافت "الإيكونوميست" أن ليس كل المهتمين بالشأن السوداني يعتقدون ما يعتقده الإخوان المسلمون، فمؤخرا بدأت معظم الحكومات العربية والمهتمون بالشأن السوداني في قبول الانفصال الحتمي لجنوب السودان، مشيرة إلى أن عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ذكر في زيارته إلى جوبا، أن العرب سيستمرون في مساندة الجنوب بغض النظر عما يختار سكانه. وأشارت المجلة إلى أن مصر، التي عملت لوقت طويل على عرقلة سعي الجنوب للحصول على استقلاله خوفا على منابع النيل الأبيض التي تصب في النيل، تعمل الآن على كسب الجنوب بعرض المساعدات التعليمية والتكنولوجية، فيما حذر خبراء من أن الانفصال سيؤدي إلى قيام دولة بوليسية إسلامية في الشمال، فيما سيعاني الجنوب الفقير من انتكاسة تؤدي إلى صراعات داخلية به. وتختم المجلة المقال بقولها، إنه رغم اعتراف بعض العرب بحتمية الانفصال فإن حالة الارتياب وعدم الثقة التي يدعمها الجهل بتاريخ وجغرافية السودان، زاد منها تصريح القذافي الذي وصف الانفصال بالوباء الذي سينتشر في المنطقة، وكذلك خطب المساجد في مصر، والتي ربطت بين مصير السودان والصراع الطائفي في العراق، والهجمات الأخيرة على المسيحيين في مصر كجزء من مؤامرة عالمية لخلق فتنة في بلاد المسلمين. لكن على الجانب الآخر، أشارت المجلة إلى أن الإسلاميين في أماكن أخرى، يرون أن استفتاء على انفصال الجنوب يمكن أن يلعب دورا رائدا في حل الصراع الطويل بين الهند وباكستان على منطقة كشمير، التي تسيطر عليها الهند، حيث يرون أن كشمير يجب أن تستقل مثل جنوب السودان.