سقطت حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية، برئاسة سعد الحريري، بعد استقالة وزير محسوب على رئيس الجمهورية التوافقي، تلاها إعلان 10 وزراء استقالتهم، وهم وزراء حزب الله وحلفاؤه. وجاء في بيان وزعه وزير الدولة، عدنان السيد حسين، "أعلن استقالتي من الحكومة، تمكينا للمؤسسات الدستورية من تشكيل حكومة جديدة، تلبي طموحات اللبنانيين في الوحدة الوطنية والاستقرار الشامل". وأشار إلى أن هذه الاستقالة تأتي "بعدما هددت الخلافات السياسية أطراف الحكومة الوفاقية أو حكومة الوحدة الوطنية"، وبعد "فشل الحكومة (...) في الاستجابة لأولويات المواطنين، كما وعدت في مواجهة الضغوط المعيشية والاقتصادية وتحقيق الإصلاح المنشود". وقال السيد حسين إن استقالته تأتي كذلك انسجاما مع موقعه "كوزير توافقي في هذه الحكومة". وكان وزراء حزب الله وحلفاؤه وعددهم 10، أعلنوا في وقت سابق استقالتهم من الحكومة بعد الطريق المسدود الذي آلت إليه الأزمة المتمحورة حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري. وقال وزير الطاقة جبران باسيل، الذي تلا بيان الاستقالة أمام الصحفيين وإلى جانبه زملاؤه التسعة من مقر الزعيم المسيحي ميشال عون في الرابية، شمال شرق بيروت: إن الاستقالة جاءت نتيجة "التعطيل" الذي أصاب الجهود الرامية إلى "تخطي الأزمة الناتجة عن عمل المحكمة الدولية"، متهما "الفريق الآخر بالرضوخ للضغوط الخارجية لا سيما الأمريكية". واستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الأربعاء في واشنطن. والتقى أوباما والحريري في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. وتصافحا وهما يبتسمان أمام المصورين الذين التقطوا صورا لهما من دون الإدلاء بأي تصريح. ومن غير المقرر عقد مؤتمر صحفي بعد اللقاء. وبعيد هذا الإعلان، أصدر وزير محسوب على رئيس الجمهورية التوافقي بيانا يعلن فيه استقالته ما أدى إلى سقوط حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية. وكان البيت الأبيض أعلن، أمس الثلاثاء، أن أوباما والحريري سيتطرقان إلى موضوع التحقيق باغتيال رفيق الحريري. كما شدد على "دعم الولاياتالمتحدة لسيادة واستقلال لبنان واستقراره". وبدأت الأزمة بعد أن كشف حزب الله الصيف الماضي عن توجه لاتهامه في جريمة اغتيال رفيق الحريري التي وقعت في فبراير 2005. وبدأ على الأثر حملة على المحكمة الخاصة بلبنان التي يتهمها بالتسييس وبأنها "أداة إسرائيلية وأمريكية لاستهدافه". وطالب حزب الله بوقف التعاون مع المحكمة، مقابل إعلان فريق رئيس الحكومة تمسكه بالمحكمة، ورفضه أي تسوية على حسابها. وتسببت الأزمة بشلل حكومي ومؤسساتي. وقامت السعودية وسوريا بجهود منذ الصيف الماضي لتهدئة التوتر في لبنان، إلا أن حزب الله وحلفاءه أعلنوا أمس الثلاثاء فشل هذه الوساطة. على جانب آخر، قطع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، اليوم الأربعاء، زيارته لواشنطن، للعودة إلى بيروت بعد استقالة وزراء المعارضة. وقال مسؤول لبناني في واشنطن: إن الحريري قطع زيارته للولايات المتحدة کي يعود إلى بلاده وسط أزمة حكومية. وتوجه الحريري بسيارته إلى مطار ديولز الدولي، فور انتهاء محادثاته في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال المسؤول: إن من المرجح أن يجتمع الحريري فور وصوله لبلاده مع الرئيس ميشال سليمان. وأشار إلى أنه عقب الاجتماع مع أوباما أجرى الحريري محادثات تليفونية مع مسؤولين فرنسيين وقطريين وآخرين. وسقطت شرعية الحكومة اللبنانية بعد أن قدم الوزير اللبناني عدنان السيد حسين، مساء اليوم الأربعاء، استقالته من الحكومة، وقبله استقال 10 من وزراء المعارضة، مما يعني أن الحكومة اللبنانية أصبحت بحكم المستقيلة مع استقالة 11 وزيرا من أصل 30 وزيرا.