لفظ 4 مصابين في حوادث الطرق التي شهدتها محافظة الشرقية، أمس الثلاثاء، أنفاسهم الأخيرة أثناء علاجهم، ليرتفع بهذا عدد الضحايا إلى 34 شخصا، بينهم "عريس" و10 أطفال، كانوا خارجين للعمل في مزارع البرتقال. وشيع الأهالي جثث الضحايا من الأطفال، في جنازات مهيبة، حضرها الآلاف من أهالي قرية صريد، بمركز فاقوس، والقرى المجاورة لها، فيما قام يحيي عبد المجيد، محافظ الشرقية، بجولة للمصابين بمستشفي الأحرار العام بمدينة الزقازيق، وأمر بعلاجهم على نفقة المحافظة، وانتداب أطباء متخصصين بالجراحات الدقيقة والشرايين. وطالب عبد المجيد بغلق الطرق التي يكثر عليها الحوادث في الساعات الأولى من صباح كل يوم، وقال إنه سوف يدرس مع مديرية أمن الشرقية، الكيفية التي يمكن من خلالها غلق بعض الطرق. وكان المحافظ قد قام بزيارة مفاجئة لمستشفى أبو كبير العام، باعتباره أقرب المستشفيات لموقع الحادث، لكنه لم يجد بها أطباء أو مدير المستشفى، فأمر بتحويل الغائبين إلى التحقيق، فيما قررت النيابة العامة انتداب لجنتين فنيتين من إدارة مرور الشرقية لمعاينه الحادثين، وتحديد أسبابهما والمسؤولية الجنائية، وكذلك ضبط وإحضار سائقي السيارات المتسببة في الحوادث. وفي نفس السياق، أصيبت أمل، زوجة فتحي السيد متولي، بانهيار، وقال والد الضحية، إن ابنه كان لا يزال في شهر العسل، مضيفا أنه فقد ابنه: فتحي السيد، والأخير يعول 3 أطفال، خاصة وأنه –أي الجد– مصاب بمرض في القلب، ولا يستطيع العمل منذ سنوات، ولديه ابن ثالث معاق، وكان الفقيدان يعولان الأسرة كلها. وأكد الأب أنه لم يتلق أية مبالغ مالية من المحافظ أو وزارة التضامن، فيما طلب رمضان عجوة، ابن عم الضحيتين، بأن تكفل المحافظة والدولة أسر الضحايا، خاصة وأنهم جميعا يعملون باليومية، وليس لهم دخل غير الذي كان يقدمه الضحايا، حسب قوله. وأشار المهندس جمال عبد العزيز، عم الضحايا، أن محافظ الشرقية أعلن على الهواء صرف مبالغ مالية لأسر الضحايا والمصابين "على غير الحقيقة"، وتساءل: أين ذهبت هذه المبالغ؟. وقال مصطفى سلامة والد الضحية مصطفى، إنه لن يبيع ابنه بعشرة آلاف جنيه، واتهم سوء حالة الطرق بأنها السبب الرئيسي وراء الحادث، وقال إن زوجة ابنه مصابة بالإغماء منذ معرفتها بخبر مصرع زوجها، بينما لا يزال أطفالهما الثلاثة: إسلام وأسماء وحمزة لا يدركون ما حدث. وقال الأب، إن معظم السائقين على تلك الطرق تحت السن القانوني، ويسمح لهم بقيادة السيارات، وتهديد حياة المواطنين. أسماء إبراهيم، شقيقة إحدى المصابات، قالت إن أختها، 10 سنوات خرجت للعمل في جمع البرتقال، لمساندة أسرتها على الحياة الصعبة، وإنها فضلت عدم استكمال دراستها لتبحث عن دخل يعين والدها الفلاح. وكانت محافظة الشرقية قد شهدت 3 حوادث طرق، في ساعة مبكرة من صباح أمس، وراح ضحيتها نحو 28 ضحية، قبل أن يرتفع العدد إلى 34، بعد وفاة مصابين تحت العلاج. وأعلنت محافظة الشرقية حينها عن صرف 10 آلاف جنيه لأسرة كل ضحية، و6 آلاف لكل مصاب، نصفها مقدم من المحافظة، وبقية المبلغ من مديرية التضامن، إلا أن الأهالي نفوا حصولهم على أية إعانات.