قررت اليوم الثلاثاء نيابة شمال الجيزة حبس مسجلين خطر، ووجهت لهما تهم إشعال النار عمدا في ممتلكات عامة، هي قسم شرطة الوراق، ومقاومة ضباط الشرطة وإثارة الشغب والذعر بقسم شرطة الوراق، وتكسير زجاج شبابيك القسم، وذلك في واقعة إشعالهما النار في حجز القسم اعتراضا منهما على معاملة أحد الضباط لهما بعد نشوب مشاجرة بينهم داخل الحجز. وكشفت التحقيقات أنه كلما أطفأ ضباط الشرطة النيران داخل الحجز عاد المسجلان وأشعلا النار من جديد. وأجرى عدد من وكلاء النيابة أمس الاثنين، معاينة لقسم الشرطة واستمعوا لأقوال شهود العيان من أفراد الشرطة والمحبوسين، وأثبت وكلاء النيابة التلفيات في قسم الشرطة. وتمكن اللواء أسامة المراسي مدير أمن الجيزة من تحويل عمليات الاشتباكات ورشق الحجارة من الأهالي لقسم الشرطة لاعتقادهم أن أقاربهم من المحبوسين قد أصيبوا في الحريق إلى أفراح وزغاريد، حيث سمح لهم بدخول قسم الشرطة ومقابلة المحبوسين والتأكد من عدم إصابة أي منهم بأذى. وكان العشرات من الأهالي قد توافدوا على قسم الشرطة عقب سماعهم خبر نشوب حريق أمس الأول، ولما رفضت الشرطة إدخالهم إلى القسم قبل إطفاء الحريق والسيطرة على الموقف، رشقوا أفراد الشرطة بالحجارة ونشبت بينهم اشتباكات. تلقى اللواء أسامة المراسى، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة إخطارا من شرطة النجدة بنشوب حريق بحجز قسم شرطة الوراق، انتقل لمكان الحريق سيارات المطافئ والإسعاف واللواءان كمال الدالي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وفائز أباظة، مدير المباحث الجنائية، وتم إخماد الحريق بعد دقائق من اشتعاله. وتبين أن مسجلي خطر، اثنين، أشعلا النار فى البطاطين داخل الحجز، وامتدت النيران إلى باقى بطاطين المحتجزين، وانبعث من غرفة الحجز دخان كثيف، ما أحدث حالة من الذعر والخوف من الاختناق بداخله. وتمكنت قوات الحماية المدنية من نقل المحتجزين وعددهم 11 محبوسا على ذمة التحقيقات في قضايا مختلفة، إلى إحدى الغرف بالقسم تحت حراسة مشدده، وفور وصول سيارات الإسعاف إلى القسم تسلل الخوف لقلوب أهالي المحتجزين الذين كانوا ينتظرون ذويهم خارج القسم، وثار الأهالي بعد منعهم من الدخول والاطمئنان على ذويهم، واندفعوا بقوة داخل القسم ومنعتهم قوات الأمن المركزي التى فرضت كردوناً أمنياً حوله منعا لهروب المحتجزين أثناء إطفاء الحريق ووقعت مشادات كلامية بين أهالي المحتجزين ورجال الأمن، وتطورت إلى حد التشاجر بالأيدي. وكاد التشاجر أن يتطور بين الطرفين بسبب شائعة عن مصرع أحد المحبوسين في الحريق، وزادت ثورة الأهالي الذين تجمهروا وصرخوا في وجه قوات الأمن، ونددوا بتعامل رجال الشرطة معهم وذويهم، وواصلوا رشق أفراد الأمن بالحجارة. وأسفرت أحداث الشغب عن إصابة ضابطين و3 من أفراد الأمن المركزي بإصابات متفرقة بالجسم. واضطر أفراد الأمن إلى الاشتباك مع الأهالي مستخدمين مياه سيارات الإطفاء، ولكن الأمر ازداد سوءا وتعالت الصراخات وزاد عدد الأهالي المتجمهرين خارج قسم الشرطة، إلى أن تدخل مدير الأمن واستخدم الميكروفون وهدأ من ثورة الأهالي وصرح لهم بعدم إصابة أحد من المحتجزين في الحريق، وطلب منهم الهدوء لمدة نصف الساعة وإعداد كشف بأسماء المحتجزين الذين يرغبون في رؤيتهم والاطمئنان عليهم. وفي الثانية بعد منتصف الليل سادت حالة من الهدوء، بعدما وقف المراسي والقيادات الأمنية بين الأهالي وتحدثوا معهم عن ذويهم، وتم ترتيب دخول أهل كل محتجز بالقسم لرؤيته على حدة، وتوالى الأهالي فيما بينهم الدخول لذويهم، وتم طمأنتهم على أبنائهم وخرج بعدها الأهالي من القسم يطلقون الزغاريد ويتراقصون فرحا بسلامة ذويهم من الحريق وعدم إصابة أحد منهم نهائياً بأي مكروه، وقدموا الشكر إلى القيادات الأمنية على حسن تصرفها في الواقعة.