رغم أن المعلومات المتاحة عن مسلة تحتمس الثالث على موسوعة «ويكيبيديا»، تقول إنها موجودة فى أسطنبول، وأنها نقلت من مصر على يد الإمبراطور الرومانى ثيودوسيوس الأول، فإن المصادفة وحدها صححت المعلومة عندما تدهورت حالة المسلة، وأرسل زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار خطابا إلى عمدة نيويورك يطالب فيه السلطات الأمريكية بالحفاظ على مسلة تحتمس الثالث القائمة فى «حديقة سنترال بارك» بنيويورك. خطاب حواس أشار إلى أحوال المسلة السيئة: «وخاصة الكتابة الهيروغليفية المحفورة عليها، كما أن المسلة غير معتنى بها داخل الحديقة ولا يراها الزوار، لأنها موجودة فى مكان مغطى بالأشجار». حواس طلب من مسئولى مدينة نيويورك ضرورة التدخل السريع لترميمها، مؤكدا أنه فى حال عدم الاستجابة لطلبه فسوف يطالب بإعادتها إلى مصر لترميمها والحفاظ عليها، فوجود المسلة خارج مصر: «لا يعنى أنه لا ولاية لمصر عليها، فهى أثر مصرى ومسئوليتنا حمايتها». الغريب أن هذه هى المرة الثانية الذى يخاطب فيها حواس المسئولين هناك للحفاظ على هذا الأثر، حيث أرسل خطابا منذ ثلاثة أعوام بغرض ترميم المسلة، ووعد وقتها عمدة المدينة بترميمها ولكنه لم يحدث، ولكن، ما الذى أيقظ أمر الاهتمام بالمسلة بعد هذه الأعوام الثلاث؟. يجيب البيان: «أرسل حواس الخطاب الثانى فور تلقيه خطابات وصورا من أصدقائه وبعض الشخصيات الأمريكية، أشاروا فيها إلى تدهور حالة المسلة وطالبوه بإنقاذها من حالتها المتردية». المسلة ترجع للملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة، عصر الدولة الحديثة، وهو أحد مشاهير الفراعنة، ويلقب ب«نابليون العصر القديم»، كما تعرف هذه المسلة باسم مسلة كليوباترا، وهى مصنوعة من الجرانيت الأحمر وطولها يصل إلى 21 مترا وتزن 244 طنا، وتعتبر أقدم أثر فى مدينة نيويورك وكانت واحدة من مسلتين عثر عليهما فى منطقة هليوبوليس عاصمة مصر القديمة فى عصر ما قبل الأسرات، وكان بها أقدم جامعة فى التاريخ، وهى الجامعة التى تعلم فيها سيدنا يوسف والعديد من فلاسفة اليونان. بنيت هاتان المسلتان فى العيد الثلاثين لتحتمس، ثم نقلتا إلى الإسكندرية فى عهد الملكة كليوباترا. وفى عام 1879 نقلت واحدة منهما إلى لندن وبعد عامين نقلت الثانية إلى حديقة سنترال بارك بمدينة نيويورك وذلك مقابل نقل التكنولوجيا الحديثة الى مصر واستغرق نقلها 112 يوما.